عرض مشاركة واحدة
قديم 13-10-2011, 06:02 AM   #340
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الرعد - الآية: 43

(ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب "43")
ونفهم من كلمة:

{لست مرسلاً .. "43"}
(سورة الرعد)


أن الكافرين يتوقفون عند رفض الرسول صلى الله عليه وسلم؛ وكأن كل أمانيهم أن ينفوا عنه أنه رسول اصطفاه الحق سبحانه بالرسالة الخاتمة؛ بدليل أنهم قالوا:

{لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيمٍ "31"}
(سورة الزخرف)


ومن بعد ذلك قالوا:

{اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليمٍ "32"}
(سورة الأنفال)


أي: أن فكرة الإرسال لرسول مقبولة عندهم، وغير المقبول عندهم هو شخص الرسول صلى الله عليه وسلم. ولذلك يأمر الحق سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم:

{قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب "43"}
(سورة الرعد)


والشهيد كما نعلم هو الذي يرجح حكم الحق، فإذا ما ظهر أمر من الأمور في حياتنا الدنيا الذي نحتاج إلى حكم فيها؛ فنحن نرفع الأمر الذي فيه خلاف إلى القاضي، فيقول: "هاتوا الشهود".
ويستجوب القاضي الشهود ليحكم على ضوء الشهادة؛ فما بالنا والشاهد هنا هو الحق سبحانه؟ ولكن، هل الله سيشهد، ولمن سيقول شهادته؛ وهم غير مصدقين لكلام الله الذي نزل على رسوله صلى الله عليه وسلم؟
ونقول: لقد أرسله الحق سبحانه بالمعجزة الدالة على صدق رسالته في البلاغ عن الله، والمعجزة خرق لنواميس الكون. وقد جعلها الحق سبحانه رسالة بين يدي رسوله وعلى لسانه؛ فهذا يعني أنه سبحانه قد شهد له بأنه صادق.
والمعجزة أمر خارق للعادة يظهرها الله على من بلغ أنه مرسل منه سبحانه، وتقوم مقام القول "صدق عبدي فيما بلغ عني".
وإرادة المعجزة ليست في المعنى الجزئي؛ بل في المعنى الكلي لها. والمثل في المعجزات البارزة واضح؛ فهاهي النار التي ألقوا فيها إبراهيم عليه السلام، ولو كان القصد هو نجاته من النار؛ لكانت هناك ألف طريقة ووسيلة لذلك؛ كأن تمطر الدنيا؛ أو لا يستطيعون إلقاء القبض عليه. ولكن الحق سبحانه يوضح لهم من بعد أن أمسكوا به، ومن بعد أن كبلوه بالقيود، ومن بعد أن ألقوه في النار؛ ويأتي أمره بأن تكون النار برداً وسلاماً عليه فلا تحرقه:

{قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم "69"}
(سورة الأنبياء)


وهكذا غير الحق سبحانه الناموس وخرقه؛ وذلك كي يتضح لهم صدق إبراهيم فيما يبلغ عن الله؛ فقد خرق له الحق سبحانه النواميس دليل صحة بلاغه. وإذا كان الحق سبحانه قد قال هنا في الآية التي نحن بصدد خواطرنا عنها:

{ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم "43"}
(سورة الرعد)