13-10-2011, 06:16 AM
|
#378
|
مراقب عام
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 29965
|
تاريخ التسجيل : 03 2010
|
أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
|
المشاركات :
34,379 [
+
] |
التقييم : 253
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Royalblue
|
|
تفسير سورة الحجر - الآية: 39
| (قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين"39") | وقول الشيطان:
{رب .. "39"}
(سورة الحجر)
هو إقرار بالربوبية؛ ولكن هذا الإقرار متبوع بعد الاعتراف بأنه قد سبب لنفسه الطرد واللعنة؛ فقد قال:
{بما أغويتني .. "39"}
(سورة الحجر)
والحق سبحانه لم يغوه؛ بل أعطاه الاختيار الذي كان له به أن يؤمن ويطيع، أو يعصي ويعاقب، فسبحانه قد مكن إبليس من الاختيار بين الفعل وعدم الفعل؛ فخالف إبليس أمر الله وعصاه.
ويتابع إبليس:
{لأزينن لهم في الأرض .. "39"}
(سورة الحجر)
وفي هذا إيضاح أن كل وسوسة للشيطان تقتصر فقط على الحياة المترفة. وفي الأشياء التي تدمر العافية، كمن يشر الخمر، أو يتناول المخدرات، أو يتجه إلى كل ما يغضب الله بالانحراف.
ولذلك نجد أن من يحيا بدخل يكفيه الضرورات؛ فهو يأمن على نفسه من الانحراف. ونقول أيضاً لمن يحاولون أن يضبطوا موازينهم المالية: إن الاستقامة لا تكلف؛ ولن تتجه بك إلى الانحراف.
وتزيين الشيطان لن يكون في الأمور الحلال؛ لأن كل الضرورات لم يحرمها الحق سبحانه؛ بل يكون التزيين دائماً في غير الضرورات، ولذلك فالاستقامة عملية اقتصادية، توفر على الإنسان مشقة التكلفة العالية من ألوان الإسراف.
ولذلك نجد المسرفين على أنفسهم يحسدون من هم على الاستقامة، ويحاولون أخذهم إلى طريق الانحراف؛ لأن كل منحرف إنما يلوم نفسه متسائلاً: لماذا أخيب وحدي؛ ولا يخيب معي مثل هذا المستقيم؟ وتمتلئ نفسه بالاحتقار لنفسه.
وكذلك كان إبليس في حمق رده على الله، ولكنه ينتبه إلى مكانته ومكانة ربه؛ أيدخل في معركة مع الله، أم مع أبناء آدم الذي خلقه سبحانه كخليفة ليعمر الأرض؟
لقد حدد إبليس موقعه من الصراع، فقال:
{فأنظرني إلى يوم يبعثون .. "36"}
(سورة الحجر)
وهذا يعني أن مجال معركته مع الخلق لا مع الخالق؛ لذلك قال:
{ولأغوينهم أجمعين "39"}
(سورة الحجر)
وكلمة (أجمعين) تفيد الإحاطة لكل الأفراد، وهذا فوق قدرته بعد أن عرف مقامه من نفسه ومن ربه |
|
|
|