13-10-2011, 06:20 AM
|
#388
|
مراقب عام
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 29965
|
تاريخ التسجيل : 03 2010
|
أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
|
المشاركات :
34,379 [
+
] |
التقييم : 253
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Royalblue
|
|
تفسير سورة الحجر - الآية: 49
| (نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم "49") | والخطاب هنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. والإنباء هو الإخبار بأمر له خطورته وعظمته؛ ولا يقال (نبئ) في خبر بسيط. وسبق أن قال الحق سبحانه عن هذا النبأ:
{عم يتساءلون "1" عن النبأ العظيم "2" }
(سورة النبأ)
وقال سبحانه أيضاً عن النبأ:
{قل هو نبأ عظيم "67" أنتم عنه معرضون "68"}
(سورة ص)
ونفهم من القول الكريم أنه الإخبار بنبأ الآخرة ما سوف يحدث فيها، وهنا يأتي سبحانه بخبر غفرانه ورحمته الذي يختص به عباده المخلصين المتقين الذين يدخلون الجنة، ويتمتعون بخيراتها خالدين فيها. ولقائل أن يسأل: أليست المغفرة تقتضي ذنباً؟ ونقول: إن الحق سبحانه خلقنا ويعلم أن للنفس هواجس؛ ولا يمكن أن تسلم النفس من بعض الأخطاء والذنوب والوسوسة؛ بدليل أنه سبحانه قد حر الكثير من الأفعال على المسلم؛ حماية للفرد وحماية للمجتمع أيضاً، ليعيش المجتمع في الاستقرار الآمن.
فقد حرم الحق سبحانه على المسلم السرقة والزنا وشرب الخمر، وغيرها من الموبقات والخطايا، والهواجس التي تقوده إلي الإفساد في الأرض، ومادام قد حرم كل ذلك فهذا يعني أنها سوف تقع، ونزل منهجه سبحانه محرماً ومجرماً لمن يفعل ذلك، كما يلزم كل المؤمنين به بضرورة تجنب هذه الخطايا. وهنا يوضح سبحانه أن من يغفل من المؤمنين ويرتكب معصية ثم يتوب عنها، عليه ألا يؤرق نفسه بتلك الغفلات؛ فسبحانه رءوف رحيم. ونحن حين نقرأ العربية التي قد شرف الله أهلها بنزول القرآن بها، نجد أقسام الكلام إما شعراً أو نثراً، والشعر له وزن وقافية، وله نغم وموسيقى، أما النثر فليس له تلك الصفات، بل قد يكون مسجوعاً أو غير مسجوع.
وإن تكلمت بكلام نثري وجئت في وسطه ببيت من الشعر، فالذي يسمعك يمكنه أن يلحظ هذا الفارق بين الشعر والنثر. ولكن القرآن كلام رب قادر؛ لذلك أنت تجد هذه الآية التي نحن بصدد خواطرنا عنها وتقرؤها وكأنها بيت من الشعر فهي موزونة مقفاة: "نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم" ووزنها من بحر المجتث ولكنها تأتي وسط آيات من قبلها ومن بعدها فلا تشعر بالفارق، ولا تشعر أنك انتقلت من نثر إلي شعر، ومن شعر إلي نثر؛ لأن تضامن المعاني مع جمال الأسلوب يعطينا جلال التأثير المعجز، وتلك من أسرار عظمة القرآن. |
|
|
|