عرض مشاركة واحدة
قديم 13-10-2011, 06:21 AM   #393
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 54

(قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون"54")
ونعلم أن الحق سبحانه وتعالى يخلق الخلق على أنحاء متعددة؛ حتى يعلم المخلوق أن خلقه لا ضرورة أن يكون بطريقة محددة؛ بل طلاقة القدرة أن يأتي المخلوق كما يشاء الله. والشائع أن يولد الولد من أب وأم؛ ذكر وأنثى. أو بدون الأمرين معاً مثل آدم عليه السلام، ثم خلق حواء من ذكر وأنثى. وفي الآية التي نحن بصددها نجد إبراهيم عليه السلام يتعجب كيف يبشرونه بغلام، وهو على هذه الدرجة من الكبر، في قوله تعالى:

{على أن مسني الكبر .. "54"}
(سورة الحجر)


يعني أن "علي" هنا جاءت بمعنى "مع" أي: أنه يعيش مع الكبر؛ ويرى أنه من الصعب أن يجتمع الكبر مع القدرة على الإنجاب. وأقول دائما: إن كلمة (على) لها عطاءات واسعة في القرآن الكريم، فهي تترك مرة ويأتي الحق سبحانه بغيرها لتؤدي معنى معيناً؛ مثل قوله تعالى:

{ولأصلبنكم في جذوع النخل "71"}
(سورة طه)


والصلب إنما يكون على جذوع النخل؛ ولكن الحق سبحانه جاء بـ(في) بدلاً من (على) ليدل على أن الصلب سيكون عنيفاً، بحيث تتدخل الأيدي والأرجل المصلوبة في جذوع النخل. وهنا يقول الحق سبحانه:

{أبشرتموني على أن مسني الكبر .. "54"}
(سورة الحجر)


أي: أتبشرونني بالغلام العليم مع أني كبير في العمر؛ والمفهوم أن الكبر والتقدم في العمر لا يتأتى معه القدرة على الإنجاب. وهكذا تأتي "على" بمعنى "مع". أي: كيف تبشرونني بالغلام مع أني كبير في العمر، وقد قال قولته هذه مؤمناً بقدرة الله؛ فإبراهيم أيضاً هو الذي أورد الحق سبحانه قولاً له:

{الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء "39"}
(سورة إبراهيم)


وكأن الكبر لا يتناسب مع الإنجاب، ويأتي رد الملائكة على إبراهيم خليل الرحمن: