عرض مشاركة واحدة
قديم 13-10-2011, 06:22 AM   #394
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 55

(قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين "55")
وكأن الملائكة تقول له: لسنا نحن الذين صنعنا ذلك، ولكنا نبلغك ببشارة شاءها الله لك؛ فلا تكن من اليائسين. ونفس القصة تكرر من بعد إبراهيم مع ذكريا عليه السلام في إنجابه ليحيى، حين دعا زكريا ربه أن يهبه غلاماً:

{يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب راضياً "6"}
(سورة مريم)


وجاءته البشارة بيحيى، وقد قال زكريا لربه:

{قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقراً وقد بلغت من الكبر عتياً "8"}
(سورة مريم)


وإن شئت أن تعرف سر عطاءات الأسلوب القرآني فاقرأ قول الحق سبحانه رداً على زكريا:

{فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه .. "90"}
(سورة الأنبياء)


ولم يقل الحق سبحانه أصلحناكم أنتم الاثنين؛ وفي ذلك إشارة إلي أن العطب كان في الزوجة؛ وقد أثبت العلم من بعد ذلك أن قدرة الرجل على الإخصاب لا يحددها عمر، ولكن قدرة المرأة على أن تحمل محددة بعمر معين. ثم إذا تأملنا قوله الحق:

{ووهبنا .. "90"}
(سورة الأنبياء)


نجد أنها تثبت طلاقة قدرة الله سبحانه فيما وهب؛ وفي إصلاح ما فسد؛ فسبحانه لا يعوزه شيء؛ قادر جل شأنه على الوهب؛ وقادر على أن يهيئ الأسباب ليتحقق ما يهبه. وهنا تقول الملائكة لإبراهيم:

{بشرناك بالحق .. "55"}
(سورة الحجر)


أي: أنهم ليسوا المسئولين عن البشارة، بل عن صدق البشارة؛ ولذلك قالوا له من بعد ذلك:

{فلا تكن من القانطين "55"}
(سورة الحجر)


ويأتي الحق سبحانه بما رد به إبراهيم عليه السلام: