عرض مشاركة واحدة
قديم 13-10-2011, 06:22 AM   #395
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 56

(قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون "56")
وهنا يعلن إبراهيم عليه السلام أنه لم يقنط من رحمة ربه؛ ولكنه التعجب من طلاقة التعجب من طلاقة القدرة التي توحي بالوحدانية القادرة، لا لذات وقوع الحدث؛ ولكن لكيفية الوقوع، ففي كيفية الوقوع إعجاب فيه تأمل، ذلك أن إبراهيم عليه السلام يعلم علم اليقين طلاقة قدرة الله؛ فقد سبق أن قال له:

{أرني كيف تحيي الموتى "260"}
(سورة البقرة)


ولنلحظ أنه لم يسأله "أتحيي الموتى"، بل كان سؤاله عن الكيفية التي يحيى بها الله الموتى؛ ولذلك لسأله الحق سبحانه:

{أو لم تؤمن .. "260"}
(سورة البقرة)


وكان رد إبراهيم عليه السلام:

{بلى ولكن ليطمئن قلبي .. "260"}
(سورة البقرة)


وحدثت تجربة عندما أمر إبراهيم بأن يأخذ أربعة من الطير ثم يقطعهن ويلقي على كل جبل جزءاً، ثم يدعوهن فيأتينه سعياً، لذلك فلم يكن إبراهيم قانطاً من رحمة ربه، بل كان متسائلاً عن الكيفية التي يجري الله بها رحمته. ولم تكن تلك المحادثة بين إبراهيم والملائكة فقط، بل اشتركت فيه زوجه سارة؛ إذ أن الحق سبحانه قد قال في سورة هود:

{ يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً إن هذا لشيء عجيب "72" قالوا أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد "73"}
(سورة هود)


وهكذا نجد أن القرآن يكمل بعضه بعضاً؛ وكل لقطة تأتي في موقعها؛ وحين نجمع اللقطات تكتمل لنا القصة. وهنا في سورة الحجر نجد سؤالاً من إبراهيم عليه السلام للملائكة التي حملت له بشرى الإنجاب عن المهمة الأساسية لمجيئهم، الذي تسبب في أن يتوجس منهم خيفة؛ فقد نظر إليهم، وشعر أنهم قد جاءوا بأمر آخر غير البشارة بالغلام؛ لأن البشارة يكفي فيها ملك واحد.

أما هؤلاء فهم كثيرون على تلك المهمة، فيقول سبحانه هذا السؤال الذي سأله إبراهيم عليه السلام: