عرض مشاركة واحدة
قديم 14-10-2011, 09:21 AM   #413
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 75

(إن في ذلك لآيات للمتوسمين "75")
وهكذا كان العذاب الذي أنزله الحق سبحانه بقوم لوط آية واضحة للمتوسمين. والمتوسم هو الذي يدرك حقائق المستور بمكشوف المظهور. ويقال "توسمت في فلان كذا" أي: أخذ من الظاهر حقيقة الباطن. ولذلك يقول الحق سبحانه:

{سيماهم في وجوههم من أثر السجود .. "29"}
(سورة الفتح)


أي: ساعة تراهم ترى أن الملامح توضح ما في الأعماق من إيمان. ويقول سبحانه أيضاً:

{تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافاً .. "273"}
(سورة البقرة)


وهكذا نعرف أن المتوسم هو صاحب الفراسة التي تكشف مكنون الأعماق. وهاهو صلى الله عليه وسلم يقول: "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور". وتحمل الذاكرة العربية حكاية الأعرابي الذي فقد جمله، فذهب إلي قيم الناحية ـ أي: عمدة المكان ـ وقال له: "ضاع جملي وأخشى أن يكون قد سرقه أحد". وبينما هو يحدث القيم جاء واحد، وقال له: أجملك أعور؟ أجاب صاحب الجمل: نعم، وقال له: أجملك أبتر؟ أي: لا ذيل له، أجاب صاحب الجمل: نعم. فسأل الرجل سؤالا ثالثاً: أجملك أشول؟ أي: يعرج قليلاً عندما يسير؛ فأجاب الرجل: نعم، والله هو جملي.
وأراد قيم الحي أن يعلم كيف عرف الرجل الذي حضر كل هذه العلامات التي في الجمل، فسأله: وما أدراك بكل تلك العلامات؟ قال الرجل: لقد رأيته في الطريق، وعرفت أنه أعور، ذلك أنه كان يأكل العشب الجاف من جهة، ولا يلتفت إلي العشب الأخضر في الجهة الأخرى، ولو كان يرى بعينيه الاثنتين لرأى العشب الأخضر. وعرفت أنه أبتر مقطوع الذيل نتيجة أن بعره لم يتبعثر مثل غيره من الجمال التي لها ذيل غير مقطوع. وعرفت أنه أشول؛ لأن أثر ساقه اليمنى أكثر عمقاً في الأرض من أثر ساقه اليسرى. وهكذا شرحت الذاكرة العربية معنى كلمة "المتوسم".