عرض مشاركة واحدة
قديم 14-10-2011, 09:25 AM   #424
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الحجر - الآية: 86

(إن ربك هو الخلاق العليم "86")
وقد جاء سبحانه هنا بالاسم الذي خلق به من عدم، وأمد من عدم. وقيومية الربوبية هي التي تمد كل الكون برزقه وترعاه فسبحانه هو الذي استدعى الإنسان إلي الكون، وهو الذي يرعاه وكلمة:

{ربك "86"}
(سورة الحجر)


توحي بأنه إن أصابك شيء بسبب دعوتك، وبسبب كنود قومك أمامك وعدائهم لك، فربك يا محمد لن يتركهم. والرب ـ كما نعلم ـ هو من يتولى تربية الشي إلي ما يعطيه مناط الكمال، ولا يقتصر ذلك على الدنيا فقط، ولكنه ينطبق على الدنيا والآخرة.
وقوله:

{الخلاق "86"}
(سورة الحجر)


مبالغة في الخلق، وهي امتداد صفة الخلق في كل ما يمكن أن يخلق، لأنه سبحانه هو الذي أعد كل مادة يكون منها أي خلق، وأعد العقل الذي يفكر في أي خلق، وأعد الطاقة التي تفعل، وأعد التفاعل بين الطاقة والمادة والعقل المخطط لذلك. وما يفعله الإنسان المخلوق هو التوليف بين ما خلقه الله من مواد، وإن وجد خلاق من البشر؛ فهو وحده سبحانه الذي يهب إنساناً ما أفكاراً لينقذها، ثم يأتي من هو أذكى منه ليطورها. ولذلك قال الحق سبحانه:

{وفوق كل ذي علمٍ عليم "76"}
(سورة يوسف)


وهكذا رأينا كل المخترعات البشرية تتطور؛ والمثل على ذلك هو آلة الحياكة التي صارت تعمل الآن آلياً بعد أن كانت المرأة تجلس عليها لتكد في ضبطها، وكذلك غسالة الملابس، وغسالة الأطباق والسيارات والطائرات. ونلحظ أن كل ما خلقه الله يمكن أن يستفاد من عادمه مثل روث البهائم؛ الذي يستخدم كسماد، أما عادم السيارات مثلاً فهو يلوث الجو. وشاشة التلفزيون تصدر من الإشعاعات ما يضر العين، وتم بحث ذلك لتلافي الآثار الجانبية في مثل تلك الأدوات التي يسهل الإنسان بها حياتها. أما ما يخلقه الله فلا توجد له آثار جانبية؛ فسبحانه ليس صاحب علم مكتسب أو ممنوح؛ بل العلم صفة ذاتية فيه.