عرض مشاركة واحدة
قديم 15-10-2011, 09:31 AM   #452
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة النحل - الآية: 15

(وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون "15")
وهكذا يدلنا الحق سبحانه على أن الأرض قد خلقت على مراحل، ويشرح ذلك قوله سبحانه:

{قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين "9" وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين "10"}
(سورة فصلت)


وهكذا علمنا أن جرم الأرض العام قد خلق أولاً؛ وهو مخلوق على هيئة الحركة؛ ولأن الحركة هي التي تأتي بالميدان ـ التأرجح يميناً وشمالاً ـ وعدم استقرار الجرام على وضع، لذلك شاء سبحانه أن يخلق في الأرض الرواسي لتجعلها تبدو ثابتة غير مقلقة والراسي هو الذي يثبت. ولو كانت الأرض مخلوقة على هيئة الاستقرار لما خلق الله الجبال، ولكنه خلق الأرض على هيئة الحركة، ومنع أن تميد بخلق الجبال ليجعل الجبال رواسي للأرض. وفي آية أخرى يقول سبحانه:

{وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب .. "88"}
(سورة النمل)


وكلمة (ألقى) تدل على أن الجبال شيء متماسك وضع ليستقر. ثم يعطف سبحانه على الجبال:

{وأنهاراً وسبلاً .. "15"}
(سورة النحل)


ولم يأت الحق سبحانه فعل يناسب الأنهار، ومن العجيب أن الأسلوب يجمع جماداً في الجبال، وسيولة في الأنهار، وسبلاً أي طرقاً، وكل ذلك:

{لعلكم تهتدون "15"}
(سورة النحل)


أي: أن الجعل كله لعلنا نهتدي. ونعلم أن العرب كانوا يهتدوا بالجبال، ويجعلون منها علامات، والمثل هو جبل "هرشا" الذي يقول فيه الشاعر:
خذوا بطن هرشا أو قفاها فإنه كلا جانبي هرشا لهن طريق
وأيضاً جبل التوباد كان يعتبر علامة. وكذلك قول الحق سبحانه:

{وناديناه من جانب الطور الأيمن .. "52"}
(سورة مريم)


وهكذا نجد من ضمن فوائد الجبال أنها علامات نهتدي بها إلي الطرق وإلي الأماكن، وتلك من المهام الجانبية للجبال. أو:

{لعلكم تهتدون "15"}
(سورة النحل)


باتعاظكم بالأشياء المخلوقة لكم، كي تهتدوا لمن أوجدها لكم.