15-10-2011, 09:36 AM
|
#467
|
مراقب عام
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 29965
|
تاريخ التسجيل : 03 2010
|
أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
|
المشاركات :
34,379 [
+
] |
التقييم : 253
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Royalblue
|
|
تفسير سورة النحل - الآية: 30
| (وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين "30") | وقد سبق أن تحدثنا عن قوله تعالى:
{وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين "24"}
(سورة النحل)
فهذه مشاهدة ولقطات تبين الموقف الذي انتهى بأن أقروا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين. وهذه الآيات نزلت في جماعة كانوا داخلين مكة .. وعلى أبوابها التي يأتي منها أهل البوادي، وقد قسم الكافرون أنفسهم على مداخل مكة ليصدوا الداخلين إليها عن سماع خبر أهل الإيمان بالنبي الجديد.
وكان أهل الإيمان من المسلمين يتحينون الفرصة ويخرجون على مشارف مكة بحجة رعي الغنم مثلاً ليقابلوا هؤلاء السائلين ليخبروهم خبر النبي صلى الله عليه وسلم وخبر دعوته. مما يدل على أن الذي يسأل عن شيء لا يكتفي بأول عابر يسأله، بل يجدد السؤال ليقف على المتناقضات .. فحين سألوا الكافرين قالوا:
{قالوا أساطير الأولين "24"}
(سورة النحل)
فلم يكتفوا بذلك، بل سألوا أهل الإيمان فكان جوابهم:
{قالوا خيراً .. "30"}
(سورة النحل)
هذا لنفهم أن الإنسان إذا صادف شيئاً له وجهتان متضادتان فلا يكتفي بوجهة واحدة، بل يجب أن يستمع للثانية، ثم بعد ذلك للعقل أن يختار بين البدائل.
إذن: حينما سأل الداخلون مكة أهل الكفر:
{ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين "24"}
(سورة النحل)
وحينما سألوا أهل الإيمان والتقوى:
{ماذا أنزل ربكم قالوا خيراً .. "30"}
(سورة النحل)
ونلاحظ هنا في:
{وقيل للذين اتقوا "30"}
(سورة النحل)
أن الحق سبحانه لم يوضح لنا من هم، ولم يبين هويتهم، وهذا يدلنا على أنهم كانوا غير قادرين على المواجهة، ويدارون أنفسهم لأنهم ما زالوا ضعافاً لا يقدرون على المواجهة. وقد تكرر هذا الموقف ـ موقف السؤال إلى أن تصل إلى الوجهة الصواب ـ حينما عتب الحق تبارك وتعالى على نبي من أنبيائه هو سيدنا داود ـ عليه السلام ـ في قوله تعالى:
{وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب "21" إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط "22" إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب "23"}
(سورة ص)
فماذا قال داود عليه السلام؟
{قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه .. "24"}
(سورة ص)
وواضح في حكم داود عليه السلام تأثره بقوله (له تسع وتسعون) ولنفرض أنه لم يكن عنده شيء، ألم يظلم أخاه بأخذ نعجته؟! إذن: تأثر داود بدعوى الخصم، وأدخل فيه حيثية أخرى، وهذا خطأ إجرائي في عرض القضية؛ لأن (تسع وتسعون) هذه لا دخل لها في القضية .. بل هي لاستمالة القاضي وللتأثير على عواطفه ومنافذه، ولبيان أن الخصم غني ومع ذلك فهو طماع ظالم. |
|
|
|