15-10-2011, 07:24 PM
|
#515
|
مراقب عام
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 29965
|
تاريخ التسجيل : 03 2010
|
أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
|
المشاركات :
34,379 [
+
] |
التقييم : 253
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Royalblue
|
|
تفسير سورة النحل - الآية: 79
| (ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون"79") | فالحق سبحانه ينقلنا هنا إلى صورة أخرى من صور الكون .. بعد أن حدثنا عن الإنسان وما حوله .. فالإنسان قبل أن يخلقه الله في هذا الوجود أعد له مقومات حياته، فالشمس والقمر والنجوم والأرض والسماء والمياه والهواء، كل هذه أشياء وجدت قبل الإنسان، لتهيئ له الوجود في هذا الكون.
والله سبحانه يريد منا بعد أن كفل لنا استبقاء الحياة بالرزق، واستبقاء النوع بالزواج والتكاثر، يريد منا إثراء عقائدنا بالنظر في ملكوت الله وما فيه من العجائب؛ لنستدل على أنه سبحانه هندس كونه هندسة بديعة متداخلة، وأحكمه إحكاماً لا تصادم فيه.
{لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون "40"}
(سورة يس)
فالنظر إلى كون الله الفسيح، كم فيه من كواكب ونجوم وأجرام كم هو ملئ بالحركة والسكون والاستدارة. ومع ذلك لم يحدث فيه تصادم، ولم تحدث منه مضرة أبداً في يوم من الأيام .. الكون كله يسير بنظام دقيق وتناسق عجيب؛ ولكي تتجلى لك هذه الحقيقة انظر إلى صنعة الإنسان، كم فيها من تصادم وحوادث يروح ضحيتها الآلاف.
هذا مثل مشاهد للجميع، الطير في السماء .. ما الذي يمسكه أن تقع على الأرض؟ وكأن الحق سبحانه يجب أن يلفتنا إلى قضية اكبر:
{إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده .. "41"}
(سورة فاطر)
فعلينا أن نصدق هذه القضية .. فنحن لا ندرك بأعيننا جرم الأرض، ولا جرم الشمس والنجوم والكواكب .. نحن لا نقرر على معرفة كل ما في الكون .. إذن: يجب علينا أن نصدق قول ربنا ولا نجادل فيه.
وإليكم هذا المثل الذي تشاهدونه كل يوم:
{ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله .. "79"}
(سورة النحل)
إياك أن تقول إنها رفرفة الأجنحة، فنحن نرى الطائر يثبت أجنحته في الهواء، ومع ذلك لا يقع إلى الأرض، فهناك إذن ما يمسكه من الوقوع؛ لذلك قال تعالى في آية أخرى:
{أو لم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن .. "19"}
(سورة الملك)
أي: أنها في حالة بسط الأجنحة، وفي حالة قبضها تظل معلقة لا تسقط. وكذلك نجد من الطيور ما له أجنحة طويلة، لكنه لا يطير مثل الأوز وغيره من الطيور.
إذن: ليست المسألة مسألة أجنحة، بل هي آية من آيات الله تمسك هذا الطير في جو السماء .. فتراه حراً طليقاً لا يجذبه شيء إلى الأرض، ولا يجذبه شيء إلى السماء، بل هو حر يرتفع إن أراد الارتفاع، وينزل إن أراد النزول.
فهذه آية محسة لنستدل بها على قدرة الله غير المحسة إلا بإخبار الله عنها، فإذا ما قال سبحانه:
{إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده .. "41"}
(سورة فاطر)
آمنا وصدقنا. وقوله تعالى:
{في جو السماء .. "79"}
(سورة النحل) |
|
|
|