اخى الحورانى ..
دعنى اتفق معك فى معظم ما تفضلت بذكره من وجود عناصر داخلية تسعى وخارجية تحبط وتحرض ..
لكن الا ترى معى انه توجد ازدواجية بالمعايير فى التعامل مع الثورة السورية والليبية ..
سواء دوليا او عربيا ..
فان كان التحالف مع النيتو والامم المتحدة هو الصواب .. فلماذا لم يتم بعد ثلاثة اّلاف قتيل .. ؟؟
هل انت من المؤيدين تدخل حلف الناتو في سوريا ؟ هل تعلم ما معنى دخول خلف الناتو لسوريا ؟ لا يوجد أي وجه مقارنه بين سوريا وليبيا ، ليبيا دولة لا تمتلك لا جيش ولا سلاح ولا أي مقومات للعمل العسكري ،، بينما سوريا تمتلك جيش وترسانة أسلحة كبيره ، حيث تمتلك اكثر من 35 الف صاروخ ارض ارض وأرض جو ، وصواريخ بالستيه صينية بإمكانها الوصول الى الطرف الآخر من البحر المتوسط ، وبإمكانها الوصول الى الطرف الآخر من بحر العرب ،، ولو كان القذافي يمتلك هذه الترسانه ، لم يكن الناتو ليتجرأ على دخول ليبيا ،، خصوصا مع وجود ترسانة أسلحة بيد قيادة تعاني من الجنون ،،
وان كان غير صحيح .. فبماذا تفسر مباركة الضرب والتحالف والاثناء عليه ..؟؟
ياعزيزي الضرب لمساعدة الثوار في وجه دولة بلا جيش وطني يختلف عن الضرب في دولة تمتلك جيشا وطني ، فالقذافي لديه اكثر من عشرين الف من المرتزقه الأفارقه ، الذين يستهينون قتل المواطن الليبي والعسكري الليبي على حد سواء ، فالناتو هنا لا يقاتل الجيش الليبي ، بل يقاتل مرتزقه ، والخريطه الليبيه الصحراويه تختلف عن سوريا ، سوريا 22 مليون نسمه ، وعدد سكان دمشق وحلب اكثر من 11 مليون نسمه ، وأي تدخل للناتو ياعزيزي يعني مقتل الملايين من السوريين ، حيث أن بشار الأسد يلوح بإطلاق صواريخ بشتى الإتجاهات لكي يصنع فوضى في المنطقه ، ولن يردعه أن يقصف بصواريخه الدول المجاوره بما فيها اسرائيل ، ودول الخليج العربي ايضا ،،، والمراهنه الحقيقيه في سوريا هو انشقاق الجيش ، مع العلم أنه هناك انشقاقات خجلى لا معنى لها ، ولا تؤثر ابدا على الأرض ، فكما ترى لا يوجد أي سفير سوري قد اعلن انشقاقه أو استقالته حتى ،، بكل سهوله لأن الأمن السوري يقبض على أقارب كل السفراء في حال حدوث انشقاق ،،، التعامل هنا ياعزيزي مع حكومة محترفه في القتل والإجرام ،،،
صحيح نرفض كل اشكال العنف او ما يوصل اليه ..
لكن فى نفس الوقت هناك حقوق تهضم وشعب يباد امام مرأى ومسمع من العالم ..
فهل تضع هذا الامر فى اطار حق السلطة الشرعية فى الدفاع عن نفسها .. ؟؟
وهل يحق لأى حاكم ان يحكم شعبا يرفضه كرها وقمعا وطغيانا ..؟؟
لا أنكر ان القيادة السوريه تعاملت مع الأمر في قمة الغباء ، كما تعامل معها القذافي واليمني صالح ،، وهذه الطريقه القمعيه هي التي اعطت للمعارضه سواءا الصادقه او المدعومه من الخارج السبب لكي تتواجد في الشارع ، ولكن كما ترى يموتون الناس ، بينما المعارضه كلها مختبئه خلف النساء ، فلم اسمع لا في مصر ولا تونس ولا اليمن ولا ليبيا ولا سوريا أن هناك رجل من المعارضه قد مات قتلا في الثوره ،، لأنهم لا يشاركون الناس أثناء الثوره ، بل يخرجون بعد أن تصل الثوره الى نهايتها ،،،،
ناهيك عن الغباء القيادي ، فإن هناك معارضه لها اجندات خارجيه لن تتوقف عند حق ، بل ستبقى تدفع الأمور الى الوصول الى القتل والدماء ، طمعا للوصول الى الحكم ، فكلنا نرى أن هناك تسلسل للثوره ،،، والمطالب لا تتوقف ابدا ، مما يعطي النظام سببا او حجة للقمع ،،،
1- تبدأ الثوره بمسيرات عاديه تطالب بالإصلاح الإقتصادي
الجوع والفقر والبطاله ،، وتأتي الدوله بتنفيذ المطالب ببرنامج اقتصادي
2- قبل الإنتهاء من البرنامج الإصلاح الإقتصادي بيوم واحد ترتفع المطالب في
الشارع ، والتصعيد ، فيطالبون بإصلاح سياسي لا ينتهي بيومين ، وحين
تقوم الدوله بوضع برنامج إصلاح سياسي ، تتسابق قوى المعارضه في التصعيد
3- محاكمة فلان وفلان وفلان ، وكأن المعارضه تريد الدوله ديمقراطيه وتريدها
قمعيه بذات الوقت ، حيث يريدون محاكمات دون محاكم وتهم مثبته ،،
4- ويبقى التصعيد ، وبعض قوى المعارضه تستخدم العهر والتباكي على شاشات
الفضائيات التي معلوم للجميع مصادر تمويلها ،
5- لن تأتي الديمقراطيه ياعزيزي على لسان قوى المعارضه المنافقه الذين يحملون
جميعا جنيسات غير جنسة بلدهم ، ولم يظهرو للشارع إلا بعد أن جاء الشعب ليقول كلمته ،،،
6- المعارضه تبدأ بالهجوم ، سنحاكمكم ، سنقتلكم ، سنسجنكم ، سنعدمكم ، هل ترا هذه الطريقه تدعو الى حل مشكلات الدوله ؟ أي رئيس غبي هذا الذي
سيتنحى ليلقى هذا المصير ؟ وكأن المعارضه تريد الوصول الى المقعد بعد مليون قتيل ،،،
اؤيدك فى انه لا يوجد ادنى شك فى وجود ايادى خارجية معلن عنها ومعروفة للجميع سعت منذ زمن بطرح مشروع يستلزم نشر الفوضى بالمنطقة كلها بوقت واحد ..
فهنا من ترى ساعد فى نشر هذه الفوضى ..
الشعوب انظلمت وبات الاستبداد والطغيان متبجحا للعيان ولزم كسر شوكته ..
ولكى ننعم جميعا بحقوقنا فلزم دفع فاتورة الحصول عليه ..
صحيح الفاتورة باهظة .. لكن الامر يستحق ..
الفاتورة ياعزيزي ليست باهضه وحسب ، فهي ليست فاتورة يتم دفعها وننتهي ، بل هي فاتورة قائمة ومستمرة الدفع ، فنحن شعوب عطشى للحريه والديمقراطيه التي لا نستطيع عيشها ولا استخدامها ، فستجد دائما هناك ثورة ، وهناك مسير ، وهناك دعوى بإقالة الرئيس ، وبالتالي ، سيبقى هناك القتل بالجمله ،،،
انت تخشى من تصدر المعارضات العميلة او الهشة او المتعاونين مع الغرب ..
وانا اقول لك ماذا سيحدث اكثر مما جرى ..
فلم يرى العرب عهدا اسوأ من هذا بكل ما يحمل من تردى وتخاذل وتناحر وعار ..
فعلى الاقل يظل وجود شعاع نأمل ان يفضى الى الطريق الصحيح ..
لا ياعزيزي ،،، ليس شرطا أن يكون هناك شعاع أمل ، رغم الظلمة التي كنا نعيشها ،،، فقد تكون هناك ظلمة اكثر حلكة من سابقتها ، ولنا في حماس تجربة ،، فأنت في غزة ياعزيزي لا تستطيع أن تخرج الى الشارع ترفع العلم الفلسطيني ، طبعا هذا قبل شهور ، ولن تستطيع أن تقول أنا فلسطيني فتحاوي ، وكأنك تقول أنا اسرائيلي ،،، وسيكون مصيرك القتل في الشارع ، دون محاكمه بكل أسف ،،، فهل هذه الديمقراطيه التي ينادي بها قادة حماس ؟
ياعزيزي ، المعارضه لا تثق بالحكومه ، والحكومه لا تثق بالمعارضه ، والشعب أيضا لا يثق بهذا ولا ذاك ، لأن المعارضه هدفها الأول الوصول للحكم ، وصوليون ، بينما الشعب يريد الوصول الى الحريه ،،، وستبقى الحرب ،،
يا عزيزى ان فكرنا بمنطقك لن يبقى معنا ذرة امل فى استعادة فلسطين ومعها الكرامة المهدورة ..
ياعزيزي ، لا انت ولا انا ولا كل جيوشك لديهم قرار استعادة فلسطين ، لأن استعادتها حتمي وبأمر إلهي ، ليس لك ولا لأي إنسان أن يقول سنستعيدها او لا نستعيدها ،،، وإستعادة فلسطين لا يعني قتل الناس وتدمير مقدرات الوطن ، وتأكد ياعزيزي أن قوى المعارضه يقولون فلسطين ، في حين لا يعلمون حدود فلسطين
وسنستمر بمسلسل الخنوع الذى بات امرا مسلما به وادخلنا فى حالة التبلد واقرار الواقع ..
فهذا ما ينشره الغرب .. ويساعد فيه الحكام .. وايضا لتوافق المصالح .. وليس للمصلحة ..
صدقني ياعزيزي ، مصالح المعارضه مع الغرب اقوى الف مرة من مصالح الرؤساء مع الغرب الآن ، لا يختلفون عن بعضهم البعض ،،، بكل بساطه لأننا ضعفاء وسنبقى الى أن يريد الله ،،،
اخى الكريم ..
ان طريق نصرة العرب الوحيد والمستحق هو اقامة العدل لا اكثر ..
وطالما الحاكم تشبث بالظلم واستقوى وتجبر فوجب بتره واستبداله ..
ومن الذي سينشر العدل ؟ ومن الذي يؤكد أن الحاكم القادم افضل ؟
أم سنبقى نجرب فلان ثم فلان ثم فلان ؟
وابشرك ..
فالتاريخ يذكر ان بعض العراقيل تعقب اى ثورة او نهضة .. ولا بد من الوعكات والتعثرات ...
والحاضر يثبت ان بعض القوى تخشى لهذه انماذج النجاح ..
لكن المستقبل ينبىء بغد افضل باذن الله ..
على الاقل افضل مما كان ..
لا يسعني غير أن أتمنى الإستقرار لكل الوطن العربي ، ولكن بكل أسف ياعزيزي لا اثق بكل قوى المعارضه ، وعلى رأسها الاخوان المسلمين ،،، الأقوى في الشارع
اذا الشعب يوما اراد الحياه. فلابد ان يستجيب القدر.
ولابد لليل ان ينجلى ولابد للقيد ان ينكسر