عرض مشاركة واحدة
قديم 17-10-2011, 08:18 PM   #551
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة النحل - الآية: 115

(إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن الله غفور رحيم"115")
الحق سبحانه وتعالى بعد أن قال:

{فكلوا مما رزقكم الله حلالاً طيباً .. "114"}
(سورة النحل)


أراد أن يكرر معنى من المعاني سبق ذكره في البقرة والمائدة فقال في البقرة:

{إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم "173"}
(سورة البقرة)


وقال تعالى في سورة المائدة:

{حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به .. "3"}
(سورة المائدة)


وهذه الأشياء كنتم تأكلونها وهي محرمة عليكم، والآن مادمنا ننقذكم، ونجعل لكم معونة إيمانية من رسول الله، فكلوا هذه الأشياء حلالاً طيباً. ولكن، لماذا كرر هذا المعنى هنا؟
التكرار هنا لأمرين:
الأول: أنه سبحانه لا يريد أن يعطيهم صورة عامة بالحكم، بل صورة مشخصة بالحالة؛ لأنهم كانوا جوعي يريدون ما يأكلونه، حتى وإن كانت الجيف، ولكن الإسلام يحرم الميتة، فأوضح لهم أنكم بعد ذلك ستأكلون الحلال الطيب.
ثانياً: أن النص يختلف، ففي البقرة:

{وما أهل به لغير الله .. "173"}
(سورة البقرة)


وهنا:

{وما أهل لغير الله به .. "115"}
(سورة النحل)


وليس هنا من قبيل التفنن في الأسلوب، بل المعنى مختلف تماماً؛ ذلك لأن الإهلال هو رفع الصوت عند الذبح، فكانوا يرفعون أصواتهم عند الذبح، ولكن والعياذ بالله يقولون: باسم اللات، أو باسم العزى، فيهلون بأسماء الشركاء الباطلين، ولا يذكرون اسم الله الوهاب.
فمرة يهلون به لغير الله، ومرة يهلون لغير الله به. كيف ذلك؟
قالوا: لأن الذبح كان على نوعين: مرة يذبحون للتقرب للأصنام، فيكون الأصل في الذبح أنه أهل لغير الله به. أي: للأصنام.
ومرة يذبحون ليأكلوا دون تقرب لأحد، فالأصل فيه أنه أهل به لغير الله. إذن: تكرار الآية لحكمة، وسبحان من هذا كلامه.
وقوله:

{فمن اضطر غير باغٍ ولا عادٍ .. "115"}
(سورة النحل)


الاضطرار: ألا تجد ما تأكله، ولا ما يقيم حياتك.
والحق سبحانه وتعالى يعطينا هنا رخصة عندما تلجئنا الضرورة أن نأكل من هذه الأشياء المحرمة بقدر ما يحفظ الحياة ويسد الجوع، فمعنى (غير باغٍ) غير متجاوز للحد، فلو اضطررت وعندك ميتة وعندك طعام حلال، فلا يصح أن تأكل الميتة في وجود الحلال.

{ولا عادٍ .. "115"}
(سورة النحل)


أي: ولا معتد على القدر المرخص به، وهو ما يمسك الحياة ويسد جوعك فقط، دون شبع منها. ويقول تعالى:

{فإن الله غفور رحيم "115"}
(سورة النحل)


وفي البقرة:

{فلا إثم عليه .. "173"}
(سورة البقرة)