17-10-2011, 09:06 PM
|
#573
|
مراقب عام
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 29965
|
تاريخ التسجيل : 03 2010
|
أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
|
المشاركات :
34,379 [
+
] |
التقييم : 253
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Royalblue
|
|
تفسير سورة الإسراء - الآية: 9
| (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيراً "9") | فمن كان يريد الأسوة الطيبة في عبودية الرسول لربه، هذه العبودية التي جعلته يسري به إلى بيت المقدس، ثم يصعد به إلى السماء، ومن كان يريد أن يكون مثل نوح في عبوديته لربه فأكرم ذريته من أجله، فعليه أن يسير على دربهم، وأن يقتدي بهم في عبوديتهم لله تعالى، وليحذر أن يكون مثل اليهود الذين أفسدوا في الأرض مرتين.
والذي يرسم لنا الطريق ويوضح لنا الحق من الباطل هو القرآن الكريم:
{إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم .. "9" }
(سورة الإسراء)
قول الحق تبارك وتعالى:
{إن هذا القرآن .. "9"}
(سورة الإسراء)
هل عند نزول هذه الآية كان القرآن كله قد نزل، ليقول: إن هذا القرآن؟ نقول: لم يكن القرآن كله قد نزل، ولكن كل آية في القرآن تسمى قرآناً، كما قال تعالى:
{فإذا قرأناه فاتبع قرآنه "18" }
(سورة القيامة)
فليس المراد القرآن كله، بل الآية من القرآن قرآن. ثم لما اكتمل نزول القرآن، واكتملت كل المسائل التي تضمن لنا استقامة الحياة، قال تعالى:
{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا .. "3" }
(سورة المائدة)
فإن استشرف مستشرف أن يستزيد على كتاب الله، أو يأتي بجديد فليعلم أن منهج الله منزه عن النقص، وفي غنى عن زيادتك، وما عليك إلا أن تبحث في كتاب الله، وسوف تجد فيه ما تصبو إليه من الخير.
قوله:
{يهدي .. "9" }
(سورة الإسراء)
الهداية هي الطريق الموصل للغاية من أقرب وجه، وبأقل تكلفة وهو الطريق المستقيم الذي لا التواء فيه، وقلنا: إن الحق سبحانه يهدي الجميع ويرسم لهم الطريق، فمن اهتدى زاده هدى، كما قال سبحانه:
{والذي اهتدوا زادهم هدىً وآتاهم تقواهم "17"}
(سورة محمد)
ومعنى:
{أقوم .. "9" }
(سورة الإسراء)
أي: أكثر استقامة وسلاماً. هذه الصيغة تسمى افعل التفضيل، إذن: فعندنا (أقوم) وعندنا أقل منه منزلة (قيم) كأن نقول: عالم وأعلم. فقوله سبحانه:
{إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم .. "9"}
(سورة الإسراء)
يدل على وجود (القيم) في نظم الناس وقوانينهم الوضعية، فالحق سبحانه لا يحرم البشر من أن يكون لهم قوانين وشرائع حينما تعضهم المظالم ويشقون بها، فيقننون تقنيات تمنع هذا الظلم. ولا مانع من ذلك إذا لم ينزل لهم منهج من السماء، فما وضعوه وإن كان قيماً فما وضعه الله أقوم، وأنت لا تضع القيم إلا بعد أن تعض بشيء معوج غير قيم، وإلا فماذا يلفتك للقيم؟
أما منهج السماء فإنه يضع الوقاية، ويمنع المرض من أساسه، فهناك فرق بين الوقاية من المرض وبين العلاج للمرض، فأصحاب القوانين الوضعية يعدلون نظمهم لعلاج الأمراض التي يشقون بها.
أما الإسلام فيضع لنا الوقاية، فإن حدثت غفلة من المسلمين، وأصابتهم بعض الداءات نتيجة انصرافهم عن منهج ربهم نقول لهم: عودوا إلى المنهج:
{إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم .. "9" }
(سورة الإسراء)
ولتوضيح أن منهج الحق سبحانه أقوم نرى ما حدث معنا في مدينة "سان فرانسيسكو" فقد سألنا أحد المستشرقين عن قول الحق تبارك وتعالى:
{يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون "32"}
(سورة التوبة)
وفي آية أخرى يقول:
{هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون "33" }
(سورة التوبة)
فكيف يقول القرآن:
{ليظهره على الدين كله .. "33" }
(سورة التوبة) |
|
|
|