عرض مشاركة واحدة
قديم 18-10-2011, 07:35 PM   #577
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الإسراء - الآية: 13

(وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا "13")
كلمة (طائره) أي: عمله وأصلها أن العرب كانوا في الماضي يزجرون الطير، أي: إذا أراد أحدهم أن يمضي عملاً يأتي بطائر ثم يطلقه، فإن مر من اليسار إلى اليمين يسمونه "السانح" ويتفاءلون به، وإن مر من اليمين إلى اليسار يسمونه "البارح" ويتشاءمون به، ثم يتهمون الطائر وينسبون إليه العمل، ولا ذنب له ولا جريرة.
إذن: كانوا يتفاءلون باليمين، ويتشاءمون باليسار، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن، ولا يحب التشاؤم؛ لأن الفأل الطيب ينشط أجهزة الجسم انبساطاً للحركة، أما التشاؤم فيدعو للتراجع والإحجام، ويقضي على الحركة والتفاعل في الكون.
والحق سبحانه هنا يوضح: لا تقولوا الطائر ولا تتهموه، بل طائرك أي: عملك في عنقك يلازمك ولا ينفك عنك أبداً، ولا يسأل عنه غيره، كما أنه لا يسأل عن عمل الآخرين، كما قال تعالى:

{ولا تزر وازرة أخرى .. "15"}
(سورة الإسراء)


فلا تلقي بتبعية أفعالك على الحيوان الذي لا ذنب له. وقوله تعالى:

{ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا "13" }
(سورة الإسراء)


وهو كتاب أعماله الذي سجلته عليه الحفظة الكاتبون، والذي قال الله عنه:

{ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا "49" }
(سورة الكهف)