عرض مشاركة واحدة
قديم 21-10-2011, 03:47 PM   #632
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الإسراء - الآية: 69

(أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا "69" )
أي: وإن نجاكم من خطر البحر، فلا مجال للأمن في البر؛ لأنه قادر سبحانه أن يذيقكم بأسه في البر، أو يعيدكم في البحر مرة أخرى، ويوقعكم فيما أوقعكم فيه من كرب في المرة الأولى، فالمعنى: أنجوتم فأمنتم.
وقوله تعالى:

{فيرسل عليكم قاصفاً من الريح .. "69"}
(سورة الإسراء)


القاصف: هو الذي يقصف بعنف وشدة، ولا يكون إلا في اليابس

{فيغرقكم بما كفرتم .. "69"}
(سورة الإسراء)


أي: بسبب كفركم بنعمة الله، وجحودكم لفضله، فقد نجاكم في البحر فأعرضتم وتمردتم، في حين كان عليكم أن تعترفوا لله بالجميل، وتقروا له بالفضل.
ثم يقول تعالى:

{ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعاً "69"}
(سورة الإسراء)


عندنا تابع وتبيع، التابع: هو الذي يتبعك لعمل شيء فيك، أما التبيع: فهو الذي يتوالى تتبعك، ويبحث عنك لأخذ ثأره منك. فالمعنى: إن فعلنا بكم هذه الأفعال فلن تجدوا لكم تبيعاً يأخذ بثأركم أو ينتقم لكم، إذن: لا أمل لكم في ناصر ينصركم، أو مدافع يحميكم.
وكأن الحق سبحانه وتعالى يقول: أنا لا أخاف رد الفعل منكم، والإنسان يحجم عن الفعل مخافة رد الفعل، ويجلس يفكر طويلاً: إذا ضربت فلاناً فسيأتي أهله ويفعلون بي كذا وكذا، أما الحق سبحانه وتعالى فلا أحد يستطيع رداً على انتقامه أو عذابه.