عرض مشاركة واحدة
قديم 21-10-2011, 03:49 PM   #638
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الإسراء - الآية: 75

(إذاً لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيراً "75" )
(إذاً) أي: لو كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات، وبهذا التهديد يرفع الحق سبحانه سخيمة الكره من صدور القوم لمحمد، وينقلها له سبحانه وتعالى. ومعنى

{ضعف الحياة وضعف الممات .. "75"}
(سورة الإسراء)


الضعف: مضاعفة الشيء مرة أخرى. أي: قدر الشيء مرتين، ولا يذاق في الحياة إلا العذاب، فالمراد: لأذقناك ضعف عذاب الحياة وضعف عذاب الممات، لكن لماذا يضاعف العذاب في حق محمد صلى الله عليه وسلم؟
قالوا: لأنه أسوة كبيرة وقدوة يقتدي الناس بها، ويستحيل في حقه هذا الفعل، ولا يتصور منه صلى الله عليه وسلم، لكن على اعتبار أن ذلك حدث منه فسوف يضاعف له العذاب، كما قال تعالى في نساء النبي:

{يا نساء النبي من يأت منكم بفاحشةٍ مبينةٍ يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيراً "30"}
(سورة الأحزاب)


ذلك لأنهن بيت النبوة وأمهات المؤمنين، وهن أسوة لغيرهن من نساء المسلمين، وكلما ارتفع مقام الإنسان في مركز الدعوة إلى الله وجب عليه أن يتبرأ عن الشبهة؛ لأنه سيكون أسوة فعل، فإن ضل فلن يضل في ذاته فقط، بل سيضل معه غيره، ومن هنا شدد الله العقوبة وضاعفها للنبي ولزوجاته.
وقد اختار الحق سبحانه لفظ (لأذقناك)؛ لأن الإذاقة من الذوق، وهو أعم الملكات شيوعاً في النفس، فأنت ترى بعينك وتسمع بأذنك وشتم بأنفك، لكن المذاق تشترك فيه كل الملكات. ثم يقول تعالى:

{ثم لا تجد لك علينا نصيراً "75"}
(سورة الإسراء)


أي: لا تجد مدافعاً يدافع عنك؛ أو ناصراً ينصرك؛ لأن مددك مني وحدي، فكيف يكون لك ناصر من دوني؟