عرض مشاركة واحدة
قديم 24-10-2011, 05:14 PM   #711
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة يوسف - الآية: 37

(قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ذلكما مما علمني ربي إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون "37")
وبذلك أوضح لهما أنهما لا يريان منه إلا الظاهر من السلوك، ولكن هناك أمور مخفية، وكأنه ينمي فيهما شعورهما بمنزلته وبإحسانه وبقدرته على أن يخبرهما بأوصاف ونوع أي طعام يرزقانه قبل أن يأتي هذا الطعام.
وهذه ليست خصوصية في يوسف أو من عندياته، ولكنها من علم تلقاه عن الله، وهو أمر يعلمه الله لعباده المحسنين؛ فيكشف الله لهم بعضاً من الأسرار. وهما ـ السجينان ـ يستطيعان أن يكونا مثله إن أحسناً الإيمان بالله. ولذلك يتابع الحق سبحانه:

{ذلكما مما علمني ربي إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون"37"}
(سورة يوسف)


وكأنه بذلك يهديهما إلى الطريق الذي يجعلهما من المحسنين الذين يعطيهم الله بعضاً من هبات الخير، فيعلمون أشياء تخفى على غيرهم.
وهذا يدلنا على أن المؤمن إذا رأى في إنسان ما مخيلة خير فلينمي هذه المخيلة فيه ليصل إلى خير اكبر؛ وبذلك لا يحتجز الخصوصية لنفسه حتى لا يقطع الأسوة الحسنة؛ ولكي يطمع العباد في تجليات الله عليهم وإشراقاته.
ولذلك أوضح يوسف عليه السلام للسجينين أنه ترك ملة قوم لا يؤمنون بالله بما يليق الإيمان به سبحانه، ولا يؤمنون بالبعث والحساب ثواباً بالجنة، أو عقاباً في النار