عرض مشاركة واحدة
قديم 25-10-2011, 06:05 AM   #726
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة يوسف - الآية: 52

(ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين "52")
قالت ذلك حتى تعلن براءة يوسف عليه السلام، وأنها لم تنتهز فرصة غيابه في السجن وتنتقم منه؛ لأنه لم يستجب لمراودتها له، ولم تنسج له أثناء غيابه المؤامرات، والدسائس، والمكائد. وهذا يدلنا على أن شرة الإنسان قد تتوهج لغرض خاص، وحين يهدأ الغرض ويذهب، يعود الإنسان إلى توازنه الكمالي في نفسه، وقد يجعل من الزلة الأولى في خاطره وسيلة إلى الإحسان فيما ليس له فيه ضعف، كي تستر الحسنة السيئة، مصداقاً لقول الحق سبحانه:

{إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين "114"}
(سورة هود)


ولو أن إنساناً عمل سيئة وفضحه آخر عليها؛ فالفاضح لتلك السيئة إنما يحرم المجتمع من حسنات صاحب السيئة. ولذلك أقول: استروا سيئات المسيء؛ لأنها قد تلهمه أن يقدم من الخير ما يمحو به سيئاته. ولذلك قالوا: إذا استقرأت تاريخ الناس، أصحاب الأنفس القوية في الأخلاق والقيم؛ قد تجد لهم من الضعف هنات وسقطات؛ ويحاولون أن يعملوا الحسنات كي تذهب عنهم السيئات؛ لأن بال الواحد منهم مشغول بضعفه الذي يلهبه؛ فيندفع لفعل الخيرات. وبعد أن اعترفت امرأة العزيز بما فعلت؛ قالت:

{وإن الله لا يهدي كيد الخائنين "52"}
(سورة يوسف)