25-10-2011, 09:24 PM
|
#827
|
مراقب عام
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 29965
|
تاريخ التسجيل : 03 2010
|
أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
|
المشاركات :
34,379 [
+
] |
التقييم : 253
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Royalblue
|
|
تفسير سورة الكهف - الآية: 42
| (وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحداً "42") | هكذا انتقل الرجاء إلى التنفيذ، وكأن الله تعالى استجاب للرجل المؤمن ولم يكذب توقعه
{وأحيط بثمره "42"}
(سورة الكهف)
أحيط: كأن جعل حول الثمر سوراً يحيط به، فلا يكون له منفذ، كما قال في آية أخرى:
{وظنوا أنهم أحيط بهم "22"}
(سورة يونس)
وتلاحظ أنه سبحانه:
{وأحيط بثمره "42"}
(سورة الكهف)
ولم يقل مثلاً: أحيط بزرعه أو بنخله؛ لأن الإحاطة قد تكون بالشيء، ثم يثمر بعد ذلك، لكن الإحاطة هنا جاءت على الثمر ذاته، وهو قريب الجني قريب التناول، وبذلك تكون الفاجعة فيه أشد، والثمر هو الغاية والمحصلة النهائية للزرع. ثم يصور الحق سبحانه ندم صاحب الجنة وأسفه عليها:
{فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها "42"}
(سورة الكهف)
أي: يضرب كفاً بكف، كما يفعل الإنسان حينما يفاجئه أمر لا يتوقعه، فيقف مبهوتاً لا يدري ما يقول، فيضرب كفاً بكف لا يتكلم إلا بعد أن يفيق من هول هذه المفاجأة ودهشتها. ويقلب كفيه على أي شيء؟ يقلب كفيه ندماً على ما أنفق فيها
{وهي خاوية على عروشها "42"}
(سورة الكهف)
خاوية: أي خربة جرداء جدباء، كما قال سبحانه في آية أخرى:
{أو كالذي مر على قريةٍ وهي خاوية على عروشها "259"}
(سورة البقرة)
ومعلوم أن العروش تكون فوق، فلما نزلت عليها الصاعقة من السماء دكت عروشها، وجعلت عاليها سافلها، فوقع العرش أولاً، ثم تهدمت عليه الجدران. وقوله تعالى:
{ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحداً "42"}
(سورة الكهف)
بعد أن ألجمته الدهشة عن الكلام، فراح يضرب كفاً بكف، أفاق من دهشته، ونزع هذا النزوع القولي الفوري:
{يا ليتني لم أشرك بربي أحداً "42"}
(سورة الكهف)
يتمنى أنه لم يشرك بالله أحداً؛ لأن الشركاء الذين اتخذهم من دون الله لم ينفعوه |
|
|
|