قال ابن القيّم في " طريق الهجرتين" ( ص 48 ط. دار ابن القيّم ) :"ولا تركنن إلى الرسوم والآثار ولا تقنع بالخسيس الدون وعليك بالمطالب العالية والمراتب السامية التي لا تنال إلا بطاعة الله فإن الله سبحانه قضى أن لا ينال ما عنده إلا بطاعته ومن كان لله كما يريد كان الله له فوق ما يريد فمن أقبل إليه تلقاه من بعيد ومن تصرف بحوله وقوته ألان له الحديد ومن ترك لأجله أعطاه فوق المزيد ومن أراد مراده الديني أراد ما يريد".
وحينئذٍ فمعنى العبارة يتضح من سياقها، فيكون المراد منها: إذا أردت أن يكون الله لك كما تريد: رحيماً، غفوراً،ودوداً، يدخلك الجنة، ينجيك من النار، يجعل قبرك روضة من رياض الجنة، يجعلك في درجات عالية، يعطيك النعيم؛ فكن أنت له كما يريد.
ماذا يريد منك أن تكون؟ يريدك أن تكون: عبداً، طائعاً، تواباً، منيباً، خائفاً، وجلاً، مشفقاً.
فهذا معنى العبارة ، وعليه تُحمل.
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى .