28-10-2011, 08:11 AM
|
#832
|
مراقب عام
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 29965
|
تاريخ التسجيل : 03 2010
|
أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
|
المشاركات :
34,379 [
+
] |
التقييم : 253
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Royalblue
|
|
تفسير سورة الكهف - الآية: 47
| (ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحداً"47") | أي: اذكر جيداً يوم نسير الجبال وتنتهي هذه الدنيا، واعمل الباقيات الصالحات لأننا سنسير الجبال التي تراها ثابتة راسخة تتوارث الأجيال حجمها وجرمها، وقوتها وصلابتها، وهي باقية على حالها.
ومعنى تسيير الجبال: إزالتها عن أماكنها، كما قال في آية أخرى:
{وسيرت الجبال فكانت سراباً "20"}
(سورة النبأ)
وقال في آية أخرى
{وإذا الجبال سيرت "3"}
(سورة التكوير)
وقال :
{يوم تكون السماء كالمهل "8" وتكون الجبال كالعهن "9"}
(سورة المعارج)
ونلحظ أن الحق سبحانه ذكر أقوى مظهر ثابت في الحياة الدنيا، وإلا ففي الأرض أشياء أخرى قوية وثابتة كالعمائر ناطحات السحاب، والشجر الكبير الضخم المعمر وغيرها كثير. فإذا كان الحق سبحانه سينسف هذه للجبال ويزيلها عن أماكنها، فغيرها مما على وجه الأرض زائل من باب أولى.
ثم يقول سبحانه:
{وترى الأرض بارزة "47"}
(سورة الكهف)
الأرض: كل ما أقلك من هذه البسيطة التي نعيش عليها، وكل ما يعلوك ويظلك فهو سماء، ومعنى: (بارزة) البراز: هو الفضاء، أي: وترى الأرض فضاءً خالية مما كان عليها من أشكال الجبال والمباني والأشجار، حتى البحر الذي يغطي جزءاً كبيراً من الأرض.
كل هذه الأشكال ذهبت لا وجود لها، فكأن الأرض برزت بعد أن كانت مختبئة: بعضها تحت الجبال، وبعضها تحت الأشجار، وبعضها تحت المباني، وبعضها تحت الماء، فأصبحت فضاء واسعاً، ليس فيه معلم لشيء.
ومن ذلك ما نسميه نحن المبارزة، فنرى الفتوة يقول للآخر (اطلع لي بره) أي: في مكان خال حتى لا يجد شيئاً يحتمي به، أو حائطاً مثلاً يستند عليه، وبرز فلان لفلان وبارزه أي: صارعه.
{وحشرناهم "47"}
(سورة الكهف)
أي: جمعناهم ليوم الحساب؛ لأنهم فارقوا الدنيا على مراحل من لدن آدم عليه السلام، والموت يحصد الأرواح، وقد جاء اليوم الذي يجمع فيه هؤلاء.
{فلم نغادر منهم أحداً "47"}
(سورة الكهف)
أي: لم نترك منهم واحداً، الكل معرض على الله، وكلمة (نغادر) ومادة (غدر) تؤدي جميعها معنى الترك، فالغدر مثلاً ترك الوفاء وخيانة الأمانة، حتى غدير وهو جدول الماء الصغير سمي غديراً؛ لأن المطر حينما ينزل على الأرض يذهب ويترك شيئاً قليلاً في المواطئ. |
|
|
|