عرض مشاركة واحدة
قديم 28-10-2011, 08:12 AM   #834
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة الكهف - الآية: 49

(ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحداً"49")
قوله تعالى:

{ووضع الكتاب "49"}
(سورة الكهف)


أي: وضعته الملائكة بأمر من الله تعالى، فيعطون كل واحد كتابه، فهي ـ إذن ـ صور متعددة، فمن أخذ كتابه بيمينه فرح وقال:

{هاؤم اقرءوا كتابيه "19"}
(سورة الحاقة)


يعرضه على ناس، وهو فخور بما فيه؛ لأنه كتاب مشرف ليس فيه ما يخجل؛ لذلك يتباهى به ويدعو الناس إلى قراءته، فهو كالتلميذ الذي حصل على درجات عالية، فطار بها ليعرضها ويذيعها.
وهذا بخلاف من أوتي كتابه بشماله فإنه يقول:

{يا ليتني لم أوت كتابيه "25" ولم أدر ما حسابيه "26" يا ليتها كانت القاضية "27" ما أغنى عني ماليه "28" هلك عني سلطانيه "29"}
(سورة الحاقة)


إنه الخزي والانكسار والندم على صحيفة مخجلة.

{فترى المجرمين مشفقين مما فيه "49"}
(سورة الكهف)


أي: خائفين يرتعدون، والحق سبحانه وتعالى يصور لنا حالة الخوف هذه ليفزع عباده ويحذرهم ويضخم لهم العقوبة، وهم ما يزالون في وقت التدارك والتعديل من السلوك، وهذا من رحمة الله تعالى بعباده.
فحالتهم الأولى الإشفاق، وهو عملية هبوط القلب ولجلجته، ثم يأتي نزوع القول:

{ويقولون يا ويلتنا "49"}
(سورة الكهف)


يا: أداة للنداء، كأنهم يقولون: يا حسرتنا يا هلاكنا، هذا أوانك فاحضري. ومن ذلك قوله تعالى في قصة ابني آدم ـ عليه السلام ـ لما قتل قابيل هابيل، وكانت أول حادثة قتل، وأول ميت في ذرية آدم؛ لذلك بعث الله له غرباً يعلمه كيف يدفن أخاه، فقال:

{يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي .. "31"}
(سورة المائدة)


{يا ويلتى "31"}
(سورة المائدة)


يا هلاكي كأن يتحسر على ما أصبح فيه، وأن الغراب أعقل منه، وأكثر منه خبرة؛ لكي لا نظلم هذه المخلوقات ونقول: إنها بهائم لا تفهم، والحقيقة: ليتنا مثلهم. قوله تعالى:

{ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها "49"}
(سورة الكهف)


أي: لا يترك كبيرة أو صغيرة إلا عدها وحسبها.

{ووجدوا ما عملوا حاضرا "49"}
(سورة الكهف)


فكل ما فعلوه مسجل مسطر في كتبهم

{ولا يظلم ربك أحداً "49"}
(سورة الكهف)