اسرار الهيمنة الامريكية .. خطير جدا
في الأول من أيلول (سبتمبر) 1983 وفي ذروة الحرب الباردة، تناقلت وكالات الأنباء العالمية أن القوات الجوية الروسية قامت بإسقاط طائرة ركاب كورية مدنية من طراز بوينج 747 KAL007 فوق الطرف الجنوبي لجزيرة سخالين الروسية ومقتل جميع ركابها 269 راكبا.
وأقامت الماكينة الإعلامية الغربية الدنيا على الوحشية الروسية، وكيف أن الطائرات المقاتلة الروسية أسقطتها عمدا مع أن الطائرة مدنية وشكلها مميز تماما،
في حين قالت روسيا أن الطائرة كانت في مهمة تجسسية فوق الاتحاد السوفيتي، ولم تنصاع إلى النداءات المتكررة بالهبوط، وادعت أمريكا البراءة التامة من مهمة التجسس وأنه لم يكن في استطاعتها عمل أي شيء لإنقاذ الركاب والطائرة، ولكن من خلال ما أذاعه الروس من محادثات بين الطيار الكوري والمقاتلات الروسية كان الطيار يؤكد أنه يطير فوق الأجواء الدولية وأنه لا يحق لهم دعوته للهبوط، ومن خلال ما نشر تبينت الحقيقة في كتاب ميشل بيرن Michel Burn حادثة فوق سخالين Incedent at Sakhalin، وفيما نشرته النيوزويك Newsweek الأمريكية،
تبين كذب الادعاء الأمريكي ذلك بأنه لم يكن في استطاعتها الاتصال بالطائرة وتحذيرها، بل ثبت أخطر من ذلك بأنه قد تم إعادة برمجة جهاز الملاحة الخاصة بالطائرة INS بعد هبوطها في مدينة أنكوراج في آلاسكا، لتطير فوق القاعدة العسكرية الروسية للغواصات النووية والصواريخ فوق كامشتكا، حيث كان الروس يجربون صواريخ جديدة متطورة، لتطير بعد ذلك فوق سخالين لإظهار مدى جهوزية الدفاع الجوي الروسي وسرعته في اكتشاف الطائرة الدخيلة، وهذا ما يفسر أقوال قائدة الطائرة بأنه يطير فوق المياه الدولية.
الحقيقة الأخرى الثابتة هو أن طائرة تجسس أمريكية من طراز RC135 كانت تحلق على بعد مئتي ميل من الطائرة الكورية وتسجل كل الإشارات الروسية، كما أن القمر الصناعي التجسسي الأمريكي من طراز Ferrt.D كان متمركزا فوق المنطقة ويتابع خط سير الطائرة الكورية، بل إن الرادارات الأمريكية العسكرية والعاكسة مداها عشرات الآلاف من الكيلومترات وترى بعد خط الأفق بواسطة عكس إشاراتها على طبقة الأوزون لتنعكس في الناحية الأخرى من الأفق،
وعليه فإن الطائرة الكورية كانت في جميع الأوقات منذ مغادرتها لأنكوراج في آلاسكا تحت المراقبة التامة لأجهزة الرادار والأقمار الصناعية وطائرة التجسس RC135 وكان في مقدور، بل من واجب الولايات المتحدة حسب القانون الدولي، أن تنبه الطيار إلى خطأه وتطلب منه تصحيح مساره لتجنب الكارثة، ولكن تمت التضحية بها وركابها لأهداف أخرى،
وهذا يذكرنا بإسقاط الطائرة الإيطالية في البحر المتوسط بواسطة صاروخ والتضحية بركابها الثمانين للتخلص من إنريكو ماتي رئيس شركة بترول إيطالية لأنه تجرأ على محاولة شراء البترول رأسا من ليبيا والعراق، وتم اتهام ليبيا بإسقاط الطائرة – ألفراد جاسنر – جيوش الناتو السرية – Zurich – Alfred Gasner – NATO Secret Armies.
ومن الحقائق المعروفة أن أمريكا طورت في نهاية القرن الماضي نظاما يسمى بجلوبال هوك Global Hawk، وهو نظام يتيح لهم برمجة وإعادة برمجة أجهزة الملاحة الجوية للطائرة بعلم أو بدون علم الطيار لتطير في المسار الذي تريده هي، ولقد استطاعت بهذا البرنامج إرسال طائرة ضخمة بوينج 747 لتطير من بوستن في فلوريدا إلى سيدني في أستراليا، لتحط في المطار، ثم لتطير عائدة إلى بوستن دون طيار، وهو ما مكنها من تطوير طائرات دون طيار للتجسس، ولتتبع المطلوبين وقتلهم، وللغارات على المواقع وضربها بالصواريخ، وهو ما تستخدمه اليوم في أفغانستان، باكستان، اليمن، وفلسطين لتتبع المجاهدين وقتلهم،
ولقد طورت بعد ذلك صواريخ يتم برمجتها من خلال الأقمار الصناعية لتضرب أهدافها بدقة Toma Hawk، كما طورت القنابل الذكية التي يتم إسقاطها من الطائرات على بعد مئة كيلومتر لتتولى بنفسها البحث عن الهدف وتتبعه وتدميره.
يتبع ..
|