عرض مشاركة واحدة
قديم 16-07-2003, 08:32 PM   #1
asheqet_alryah
عـضو أسـاسـي


الصورة الرمزية asheqet_alryah
asheqet_alryah غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3025
 تاريخ التسجيل :  11 2002
 أخر زيارة : 02-08-2011 (03:04 AM)
 المشاركات : 1,042 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
الشخصية الإنطوائية..



مشكلة هذا الإنسان أنه عاجز عن إقامة علاقات إجتماعية ناجحةمشبعة..هذه هي نقطة ضعفه الأساسية...عاجز عن الإنتماء والإقتراب والإلتحام بالنسيج البشري ...
فهو غريب عن الناس وغريب عن نفسه, يبدو كالتائه يهيم وحيدا وبعيدا في فلك خاص به منفصلا عن المنظومة البشرية التي تضم الناس في صحبة متآلفة متآزرة..وصحبة البشر تترابط لأن كل واحد من أفرادهالديهالإحتياج إلى أن يذوب وينصهر داخل هذه الصحبة..إنه احتياج يولد به الإنسان ويدفعه إلى التعرف بالناس..هذه طبيعة وغريزة لا تحتاج لتعليم أو تدريب ..يقترب الإنسان من الناس
بعقله وقلبه...
يدفعه إحتياجه ومصالحه وعواطفه...والعواطف تشع بالدفء والدفء يزيد الترابط إلى حد الإلتحام والذوبان...
ولذا فإن صاحب الشخصية الإنطوائية يعاني برودا وكسلا في عواطفه...إنها عواطف خاملة نائمة ناحية الناس,ولذا فهو لايملك إمكانية الاقتراب والتعارف والتآلف..وتعاطفه أيضا محدود جدا إذا لايعنيه الآخرون..لاتعنيه أفراحهم ولا أحزانهم, منشغل فقط بنفسه وبأفكاره وأحلامه غير الواقعية, وغير المحدودة وكأنها تساعده على أن يظل بعيدا يهيم في أجواء ليس بها بشر...

ولهذا فهو لا يسمع نقدا أو مدحا ..أذناه كأن بهما صمما, تعجز كلمات الناس على إختراقه فلا يحزنه نقدهم أو تجريحهم أو توبيخهم ولايسعده ولايزيده امتداحهم وتقديرهم..وكأن صمما بأذنيه وإما برودة اكتسحت كل وجدانه فأصبح لاينفعل بأحد..
وإذا اقترب منه انسان بالحب وبالمودة فإنه يرتد خائبا حيث يصده الحاجز الخرساني الذي أحاط بعواطفهو أو حيث تصده وتطرده البرودة التي أحاطت بكل وجدانه..فهو لايستجيب عاطفيا لأحد,
فالاستجابة للعواطف تعني التحرك ناحية إنسان ثم ناحية الناس ,تعني القدرة على التواصل وهو لا يملك هذا ولايستطيع..
ولذا يظل وحيدا إلا من صديق واحد أو إثنين على الأكثر..
حتى أن علاقته بصديقه هي علاقة محدودة جدا ليس فيها مشاركة فعلية وليس فيها خروج إلى الحياة والناس , وعادة مايكون صديقه أو صديقته من نفس النوعية أي الشخصية الإنطوائية...
ولذا فالإهتامات فردية ...سماع موسيقى, قراءة,الانغماس في الدراسة أ العمل أو الانغماس في الأحلام ..أحلام يقظة غير واقعية تساعدهعلى إبتعاده عن واقع البشر المعاش...
وقد تكون إهتماماته بناءة مفيدة , لبحث العلم والكتابة ..
ورغم أن هذه أشياء تصل إلى الناس وتفيدهم إلا أنه هو شخصيا لا يصل إلى الناس..

_والنقطة الأساسية التي أحب أن أؤكد عليها هي أنه شخصيا غير راغب وغير مهتم للدخول في علاقات إنسانية..

ولهذا فهو لايشعر بالنطوائيته ولايعاني منها ولايرغب لها علاجا...نادرا مايزور العيادة النفسية شخص يرغب في معالجة إنطوائيته..هو فقط يتضايق من دفع المحيطين به ليخطلط بالآخرين...يتضايق من إلحاح أبيه أو شقيقه أو زملائه..,,ويهدأ إذا ابتعدوا عنه وتركوه لحاله...

الذي يلجأ للعيادة النفسية للعلاج هو الشخص الذي يرغب في الإندماج مع الناس ولكنه يخاف ذلك..يخاف مواجهة الآخرين ..يخاف التعبير عن مشاعره وآرائه....وتلك حالة مختلفة تماما...

_ صاحب الشخصة الإنطوائية لايبدوا على وجهه أي تعبير أوإنفعال...لقد أصبحت عضلات وجهه عاجزة عن نقل أي شيء نظرا لطول توقفها وحركتها المحدودة ..وعيناه لاتتنبضان بالحياة..ولكنها جامدة لاتتحرك إلا في إتجاه واحد وكأن البرودة أصابة عضلاته وعيناه وكل جسده ..لايبتسم إلا قليلا..ولايضحك بصوت عال..ولا يقول نكتة, ولايعلق بمرح ولايداعب ...وأيضا لايغازل, بمعنى أنه لايعبر عن عواطفه لإنسان من الجنس الآخر...


يتبع...
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس