عضومجلس إدارة في نفساني
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 26107
|
تاريخ التسجيل : 10 2008
|
أخر زيارة : 18-06-2013 (07:29 PM)
|
المشاركات :
9,896 [
+
] |
التقييم : 183
|
|
لوني المفضل : Cornflowerblue
|
|
ورد تفسير "الأمة الوسط" في السنة النبوية, كما ذكر لها المفسرون عدة معان, وتفصيل ذلك كما يلي:
روى البخاري عن أنس بن سعيد الخدري رضي الله عنه, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يدعى نوح يوم القيامة فيقول: لبيك وسعديك يارب, فيقول: هل بلغت؟ فيقول: نعم فيقال لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير, فيقول: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته, فيشهدون أنه قد بلغ, ويكون الرسول عليكم شهيداً فذلك قوله جل ذكره: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا), سورة البقرة: 143.
والوسط: العدل(1).
وروى الطبري بإسناده عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) قال: "عدولاً"(2).
وقال ابن زيد: هم وسط بين النبي صلى الله عليه وسلم, وبين الأمم(3).
وقال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى عند قوله تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا): "أي: عدلاً وخيار, وما عدا الوسط فأطراف داخلة تحت الخطر, فيجعل الله هذه الأمة وسطاً في كل أمور الدين, وسطاً في الأنبياء بين من غلا فيهم كالنصارى, وبين من جفاهم كاليهود, بأن آمنوا بهم كل على الوجه اللائق بذلك.
ووسطاً في الشريعة, لا تشديدات اليهود وآصارهم, ولا تهاون النصارى.
وفي باب الطهارة والمطاعم, لا كاليهود الذين لا تصح لهم صلاة إلا في بيعهم وكنائسهم, ولا يطهرهم الماء من النجاسات, قد حرمت عليهم طيبات عقوبة لهم.
ولا كالنصارى الذي لا ينجسون شيئاً ولا يحرمون شيئاً, بل أباحوا ما دب ودرج.
بل طهارتهم أي هذه الأمة أكمل طهارة وأتمها, وأباح لهم الطيبات من المطاعم, والمشارب, والملابس, والمناكح, وحرم عليهم الخبائث من ذلك(5).
وقال سيد قطب رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية: "إنها الأمة الوسط التي تشهد على الناس جميعاً, فتقيم بينهم العدل والقسط, وتضع لهم الموازين والقيم, وتبدي فيهم رأيها فيكون هو الرأي المعتمد, وتزن قيمهم وتصوراتهم وتقاليدهم وشعاراتهم فتفصل في أمرها, وتقول: هذا حق منها وهذا باطل. لا التي تتلقى من الناس تصوراتها وقيمها وموازينها. وهي شهيدة على الناس, وفي مقام الحكم العدل بينهم وبينما هي تشهد على الناس هكذا, فإن الرسول هو الذي يشهد عليها, فيقرر لها موازينها وقيمها, ويحكم على أعمالها وتقاليدها, ويزين ما يصدر عنها, ويقول فيها الكلمة الأخيرة.
"أمة وسطاً" في التصور والإعتقاد لا تغلوا في التجرد الروحي ولا في الإرتكاس المادي.
إنما تتبع الفطرة الممثلة في روح متلبس بجسد, أو جسد تتلبس به روح.
"أمة وسطاً" في التفكير والشعور, لا تجمد على ماعلمت وتغلق منافذ التجربة والمعرفة.
ولا تتبع كذلك كل ناعق, وتقلد تقليد القردة المضحك, إنما تستمسك بمالديها من تصورات ومناهج وأصول, ثم تنظر في كل نتاج للفكر والتجريب, وشعارها الدائم: الحقيقة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذها, وفي تثبت ويقين(6).
ويستدل الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى بقوله تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) على وجوب اتباع الصحابة رضي الله عنهم فيقول: "ووجه الاستدلال بالآية أنه تعالى أخبر أنه جعلهم أمة خياراً عدولاً, هذا حقيقة الوسط, فهم خير الأمم, وأعدلها في أقوالهم وأعمالهم وإرادتهم ونياتهم, وبهذا استحقوا أن يكونوا شهداء للرسل على أممهم يوم القيامة, والله تعالى يقبل شهادتهم عليهم, فهم شهداؤه, ولهذا نوه بهم, ورفع ذكرهم, وأثنى عليهم..(7).
من : وقفات تربوية في ضوء القرآن الكريم
الشيخ عبدالعزيز الجليل
منقول
|