18-11-2011, 07:06 AM
|
#6
|
عضومجلس إدارة في نفساني
حـلم واقعـــــى
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 30889
|
تاريخ التسجيل : 06 2010
|
أخر زيارة : 20-08-2021 (06:21 PM)
|
المشاركات :
12,703 [
+
] |
التقييم : 144
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
(6)
يقولون: نصمتُ؟
فأقول: تكمن الحكمةُ.
يقولون: فتقرأ صمتنا؟
فأقول: ربما.
يقولون: و اليقينُ؟
فأقول: إن كانت الحكمةُ في كلامكم، ففي صمتكم ربما.
يقولون: أوَليسَ غير الـ ربما شيءٌ؟
فأقول: بلى، ممكنٌ.
فيقولون: أين تكمن الحكمةُ أكثر في الإنسان، في صمته أم كلامه؟
فأقول: إن ثرثرَ بالكلام فلا يملك حكمةً، و لو تكلم بالحكمة. إلا قليلاً. و إن لَزمَ الصمتَ فلديه الحكمة، و ليس دوماً، فكم من ثرثارٍ مليءٍ حكمة، و ثرثرته لا تُعادلُ شيئاً عند صمته، و كم من صامتٍ مليءٍ بالفهاهةِ، فلو نطقَ حرفاً أبان الحرفٍ عن فهاهة عقله.
يقولون: و كيف نفرق؟
فأقول: كلام الحكيم عليه نور.
يقولون: متعبون الناس؟
فأقول: لكنهم مدارسُ الحكمة.
يقولون: مدارس الحكمة؟!
فأقول: في كل إنسان وضع الخالق الأعظم حكمةً ليست في غيره.
يقولون: و لكننا نتشابَه؟
فأقول: الحِكمة لا تتشابَه.
يقولون: أتقرأ؟
فأقول: يقيناً.
فيقولون: ما تقرأ؟
فأقول: كل شيء.
فيقولون: كل شيء لا تسري لدينا.
فأقول: لا تعرفون القراءة.
فيقولون: أَبِنْ لنا؟
فأقول: الكون كله كتابٌ للقراءة. فاقرأوه كله، كما تشاؤون.
يقولون: طويل؟
فأقول: ممتع.
فيقولون: نفنى ما انتهينا.
فأقول: مجنون من يظنُّ أنه ينتهي من القراءة.
فيقولون: ألا تنتهي القراءة؟
فأقول: كل شيء نقرأه ينقلنا لشيءٍ آخرَ أكثر منه.
يقولون: نُنهي الكتاب إلى غيره و لا نرجع إلى أطول منه.
فأقول: أوَما يفكر العقلُ فيما قرأ؟!
يقولون: بلى.
فأقول: إذا نقلَ الكتابُ العقلَ إلى قراءة أخرى.
يقولون: سلسة؟
فأقول: كل جزءٍ من الإنسان يقرأُ ما يُقابلُه في الكون، وما يناسبُه.
يقولون: عجيبٌ، وكيف ذلك؟
فأقول: للعين قراءات، و للأذن قراءات، و للعقل قراءات، و للروح قراءات، و تجدون أنفسكم عند كل قراءاتها متعجبين.
يقولون: وما برهانك؟
فأقول: " اقرأ ".
فيقولون: قصدَ الآية.
فأقول: و سرُّ " وربك الأكرم". فلم يقل الكريم.
فيقولون: ما السر.
فأقول: المبنى يصنع المعنى. فـ " الأكرم" صيغة مبالغة، و مبالغةُ الوصف للعظيم لا تنتهي أبداً.
|
|
|