20-11-2011, 09:17 AM
|
#6
|
عضومجلس إدارة في نفساني
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 26107
|
تاريخ التسجيل : 10 2008
|
أخر زيارة : 18-06-2013 (07:29 PM)
|
المشاركات :
9,896 [
+
] |
التقييم : 183
|
|
لوني المفضل : Cornflowerblue
|
|
* يقول الشَّيخُ إنَّ الآيةَ تعليمٌ من الله لأوليائه , وهي آيةٌ نازلةٌ في المُنافقينَ أصالةً وإن كانَ مضمُونُـها يعمُّهُـم وغيرَهم من المؤمنينَ , لكنَّ ربطَ معناها بسبَب نُزولِها الكامنِ في طمع المُنافقينَ في أخذ الزَّكَـاة التي لا تحلُّ لهم أوْلَى من جعلها تعليماً مُجَرَّداً من الله لأوليائه.
* صرفُ معنى الإيتاء في الآيةِ إلى الرزق وطلبه إن ضاقَ وقُدر مرجوحٌ بقرينة سبب النزول وذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في الإيتاء , وتناول ذلك في عُمومه للأوامر والمناهي التَّشريعيَّـة.
* السنةُ في طلب الرزق هو أن يُسأل من الله َّ باسم الرزق كما قال الله عن عيسى في قوله( وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )وكما كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى وَارْحَمْنِى وَعَافِنِى وَاهْدِنِى وَارْزُقْنِى ) , وكما كان يفعلُ يومياً بعد صلاة الفجر فيسأل الله الرزق الطيب ويقول ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا ، وَرِزْقًا طَيِّبًا ، وَعَمَلاً مُتَقَبَّلاً ) , وكما كان يدعو بقوله ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ، وَبَارِكْ لِي فِي رِزْقِي ) وكما كان يُعلمُ صحابته الكرام رضي الله عنهم ففي الصحيح أنَّ أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ : (عَلِّمْنِي كَلامًا أَقُولُهُ ) قَالَ صلى الله عليه وسلم: قُلْ (لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا ، وَسُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ العَزيزِ الحَكِيمِ ، فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ (هَؤُلاءِ لِرَبِّي ، فَمَا لِي ؟ ) قَالَ صلى الله عليه وسلم (قُلِ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَارْزُقْنِي وَاهْدِنِي وَعَافِنِي ) وفي روايةٍ (فإِنَّ هؤلاء تَجمَعُ لك دُنياكَ وآخِرتَك ).
بمَعنى أنَّ هذا دعاءٌ جامعٌ لخيري الدَّارينِ , وهذا النوعُ من الأدعية الجامعة هو أحب الأدعية إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كما قالت عائشة رضي الله عنها ( كَانَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَسْتَحِبُّ الجَوَامِعَ مِنَ الدُّعَاءِ ، وَيَدَعُ مَا سِوَى ذَلِك ) , وفي روايةٍ صحيحةٍ أنَّـهُ لمَّا أدبرَ الأعرابيُّ وقد تعلَّم هذا الدُّعاء النَّافع قال صلى الله عليه وسلم (أَمَّا هَذَا فَقَدْ مَلَأَ يَدَيْهِ مِنْ الْخَيْر ).
* أقَـلُّ ما في التِزام هذا الدُّعَـاء الذي سمعناه في المقطع أنه تركٌ للأوْلَى , فبين أيدينا سننٌ قوليةٌ وعمليةٌ صحيحةٌ عن نبينا صلى الله عليه وسلم , وبين أيدينا اجتِهادُ أحد مشايخنا الكرم سدَّده الله (وحاشا شيخنا حفظه الله أن يقصد جعلَ اجتِهاده مُقابلاً للسُّنَّـة , ولكن من علم بهذه الآثار النبوية من طلبة العلم وغيرهم لا ينبغي له أن يعدل عنها لغيرها) , ولا شكَّ أن جميعنا يقول: التزامُ هذه السنن الثابتة أفضلُ لسببين:
* أنَّها تُحقِّقُ المقصُود وهو الاستزادة من الرزق والرغبة إلى الله في ذلك.
* أنَّ في الدعوة بهذه الآثار أجراً زائداً على الدُّعاء وهو أجرُ اقتفاء أثر النبي صلى الله عليه وسلم .
* وطلبُ الرِّزقِ من الله بهذا الأدعية الثابتة الصحيحة وغيرها هو معنى الإغراء في قوله تعالى (حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) وقوله ( إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُون ), وتفسيرُ المرغوب فيه بأنَّـهُ الرِّزقُ تفسيرٌ صحيحٌ , ولكن لا إجماعَ عليه فبعضُ المُفسرينَ كابن عباس رضي الله عنه صرفهُ إلى الرغبة في الثواب وإسقاط العقاب الواقع عليهم بسبب التسخط على قسمة الزَّكَـاة.
الدُّعَـاء بما ذكرهُ شيخنا الكريم صالح المغامسي جائزٌ ولا بأسَ به , وقضيَّـة النِّقاش هي أنَّ التِزامَ الواردِ الأفضَـلِ (السُّنة الثابتة في طلب الرزق) خيرٌ عند ربِّكَ ثواباً وخَيرٌ أمَلاً.
منقول من ملتقى أهل الحديث .
|
|
|