عرض مشاركة واحدة
قديم 23-11-2011, 03:47 AM   #1
صلاح سليم
نائب المشرف العام سابقا
عضو مجلس إداره دائم


الصورة الرمزية صلاح سليم
صلاح سليم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28619
 تاريخ التسجيل :  08 2009
 أخر زيارة : 04-12-2022 (09:58 PM)
 المشاركات : 6,209 [ + ]
 التقييم :  239
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Navy
انتهى الدرس يا غبى



ان من قام بثورة 25 يناير من الشعب المصرى بالاساس كانت لديهم ثلاث مطالب رئيسية لا اكثر (عيش وحرية وكرامة انسانية )..
وهذه المطالب ليست بمعناها الحرفى او المسطح .. انما الطلبات كانت سن القوانين ودعم كافة الجهود التى تقود الى افراز التطبيق الصحيح للعدالة وتطبيقها على القاصى والدانى بلا تفريق او تمييز ..

ولكن الغباء السياسى واللعب على تأثر الشعور السلبى وانعكاسه على الشعب والمصاحب لبعض التهديدات من جانب وبث التحريضات والفرقة والتخوين بين الثوار من اّخر .. والتى اعتمد عليها اصحاب القرار فى هذا الوقت وفضلوا استثمار الوقت لخلق مساحة تكفى لاختراق الصفوف ومن ثم قمعها ..
لكن سرعة استجابة المتظاهرين ومساندتهم الى دعاة الثورة كانت اسرع واقوى .. فلم يعد يجدى الا بعض التنازلات وتنفيذ بعض المطالب والقاء بعض الفتات والتى ربما يمكن استعادتها بعد تمرير الازمة .. ولكن ايضا قد فات الاوان ..

فقد ركب الموجة واستغل الموقف الكثير من القوى السياسية التى كان يتم قمعها بكل وحشية واجرام والقيام على استنزافها حتى باتت فارغة شكلا ومضمونا من اى خطر سياسى او منهج او فكر قد يهدد النظام الحاكم .. حتى ان بعضهم اختار موالاته ومغازلته اتقاء شره .. عملا بالمقولة (الايد اللى ما تعرف تعضها .. بوسها ) ..
وتدخل هذه القوى السياسية ادى الى رفع سقف المطالب الى ضم مطالب سياسية واقناع الثوار بان هذه المطالب ضامنة بعدم العودة والانتقام .. وهنا بقى من بقى وقرر العودة من اراد .. وكان من بينهم الكتلة الصامتة ..
ومن تصعيد الى اّخر وصل الامر الى تنحى الرئيس والنظام استجابة لصوت الشعب بعد ان قام الجيش وقياداته بالوقوف بصف الشعب ونصرته ..

ومنذ ذلك الحين اخذت القوات المسلحة على عاتقها القيام على تنفيذ مطالب الشعب ومساندته وتوعيته والبحث عن حقوقه والدفاع عن كرامته المهضومة داخليا وخارجيا ..
ووعد بمحاسبة ومحاكمة المخطئين وقام باعداد انتخابات برلمانية ورئاسية بكل شفافية ونزاهة ولا مواراه او تمييز فى مدة اقصاها ستة اشهر ..
وتنفس الجميع الصعداء وباتت الثورة المصرية ثورة بيضاء استطاعت نزع السلطات وتنحية الرئيس ومحاكمته بدون اراقة الكثير من الدماء وتقديم شهداء لم يتجاوزوا الالف شهيد ..

وبعد مرور تسعة اشهر كاملة .. وباستعراض صغير للاحداث نكتشف انه لا جديد ولا قيد انملة ..
فالمشهد على المستوى السياسى يفضى الى وجود مجرد باحثين عن مناصب فقط لا غير .. حتى الطلبات البدائية لاى ثورة بالعالم تم التحايل حولها او الالتفاف عليها او تجاهلها من الاساس .. واولهم قانون الغدر السياسى .. والذى كان تطبيقه من البديهيات لاقصاء اعضاء الحزب السابق مدة واحدة يستطيع العودة بعدها والمشاركة بالحياه السياسية ..
والمشهد الاقتصادى فى تراجع مستمر ..
والمشهد الاجتماعى حدث ولا حرج .. فكل ما تقوم به الحكومة خاطىء .. فمعنى الانصياع للصوت الجهور والسرعة فى تلبية مطالبه واغفال باقى الحقوق من خلال المظاهرات الفئوية التى انتشرت بصورة مكثفة .. فقد اختار رئيس الحكومة ان يدعم هذه المطالب بشكل غير مباشر .. بل ويدعم ثقافة الاستقواء دون مبدأ العدالة ..
والمشهد الامنى فى اقصى درجات تراجعه .. فقد اصبحت اللجان الشعبية التى يقوم عليها المواطنين هى المصدر الرئيسى للامن بالبلاد ..

فترى هل ما زلنا بالعهد القديم .. ؟؟ ام اننا نتعرض لمؤامرة تأديبية مفادها (ولا يوم من ايامك يا مبارك )؟؟
فقد كانت السياسة السابقة تستخدم اسلوب حد الكفاف .. وهذا الاسلوب يفيد بان يكون حلم المواطن الوصول الى قوت يومه فقط .. ولا مطامع اخرى .. حتى يتفرغ القائمين على البلاد بالعمل باجواء هادئة بدون شوشرة او منغصات ..

فبعد تسعة اشهر نرى ان الحكومة والمجلس عسكرى يستخدم نفس الاسلوب بنفس الدقة والبراعة .. لكن بما ان الامر الاقتصادى اصبح لا يعد اداة للى الزراع .. فقد استقر الاختيار على امر اّخر مختلف هذه المرة .. وهو الامن واستقرار الاوضاع واستعمال السياسة السابقة فى خرق الصفوف وبث التحريض والذعر من خلال جملة (الجماعات المندسة .. والقوى الخارجية ) والتى بقليل من الجهد سنجد ان المسئولية تقع على عاتق المسئولين فى اكتشاف هويتهم ورصد تحركاتهم ومن وراءهم ..
الا ان المبنى للمجهول ظل سيد الاحداث ..

صارت وجود قوى مندسة تظهر لتوقع الاشتباكات بين اى طرفين ومن ثم تلاشيها امر من المسلمات .. وبمنتهى الاستخفاف بالعقول تخرج تصريحات هزيلة قد نشعر الخجل ان يسمعها اطفال الكى جى ..
القوى الخارجية المدفوعة ..
والامر الغريب ان تكون تصريحات من مسئول بالمجلس العسكرى وتسمى فئة بعينها كحركة 6 ابريل وكفاية والسلفيين .. وايضا تسمى الدول المانحة كامريكا وعدد دول اوروبية والسعودية وقطر وتحدد مليار جنيه مصرى قيمة الاموال .. فترى ماذا يبقى من الاركان لمباشرة المهام القضائية والمحاسبة والمحاكمة ..؟؟ ان كانت اتهامات صحيحة .. ولم تكن لدعم سياسة التخوين بين الناس ..

عندما قامت الحكومة بخطوة واحدة صحيحة باغلاق وطرد قناة الجزيرة مباشر مصر كان التعليل مخزى اكثر من بقاء القناة ..
يخرج وزير الاعلام ليعلل بان اغلاق القناة قرار ادارى نتيجة عدم استيفاء القناة للرخص والاوراق المطلوبة ..
وكأنه يخاف ان يصرح انها قامت ودعمت بالنخر فى الوطن وباتت تستهدفه ولا توجه لها سوى انهيار دولة مصر .. وكانت التصريحات لها انعكاسات سلبية على الناس وشعور بعدم وجود جرأة كافية تتوازن مع حكومة خرجت من رحم ثورة .. بالاضافة الى ردود الفعل الخارجية المخزية مع احداث عمرة المصريين عقب الثورة وتركهم لايام ملقون على ارض المطار بكل دم بارد .. ورد فعل حكومى مخزى واكثر برودة ..
مشهد اّخر من مشاهد العصر البائد ..

البلطجية والفلول ..
واللذين اصبحوا كاللهو الخفى .. يظهر وقتما يريد ويختفى وقتما يريد .. وبالرغم من وجود تحذيرات وتنويهات عن احتمال وجود فئة مخربة فى تجمع ما .. الا ان الفئة تتواجد فعلا .. وتقوم فعلا بالعمل المحذر منه ..

الدستور ام المجلس النيابى ام المبادىء الدستورية ام ام ام ..
نشر الكثير من المؤثرات السلبية على الشعب وتضخيم الامور واستغلال التناحر بين الباحثين عن المناصب ودعم التوجيه والتضارب الاعلامى الكاذب على الجانبين ما بين التحريضى والغافل او المتغافل لنشر ثقافة الذعر بين الناس وكأن ابسط الامور تصبح معضلة عويصة قد يستحيل الوصول الى حل سريع او سهل .. فى غير الحقيقة ..

اّخرهم واهمهم .. جهاز الشرطة ..
الذى يصر على عدم القيام بمهامه رغم اتاحة الكثير من الفرص لاثبات حسن النوايا .. وعدم قدرة او عدم رغبة المجلس العسكرى فى محاسبته عن التقاعس رغم قدرته ..
مما يعلق بالاذهان ان الامر انتقام من قيام الثورة ..

وبالرغم من كل هذا .. الا ان الشعب الحقيقى الذى لم ينتمى الى اى احزاب او توجهات والذى كان اول من دفع ثمن الثورة يتملكه الاصرار والعزيمة على تخطى كل هذه المعوقات وتحمل كل تباعياتها بهدف الخروج بهدف اسمى وهو الوصول لانتخابات ديمقراطية حرة نزيهة ومجلس نيابى منتخب يعبر ويشعر بالمواطن واختيار رئيس للبلاد اختيار حقيقى .. ذلك الشعب الذى بات يستاء المليونيات والتظاهرات والاعتصامات اشد كره بعد ان اكتشف انها تهدف لمصالح معينة ويستخدمها البعض كوسيلة ضغط او ارهاب لاغراض اخرى ..

الا ان قيام الشرطة والتى لم تعى الدرس بقمع معتصمين مصابين بمنتهى الوحشية والاجرام تصل الى حد سحل الفتايات وانتهاك الجثث امر استثار حفيظة الحكماء او مدعى الحكمة والتريث والصبر .. امر دعا للغبى قبل مدعى الفهم بان نظام مبارك مازال يحكم البلاد .. بل ويحكم بانتقام ..
فمن خرج هذه المرة ليس حزبيين ولا منتفعين .. بل خرج من يسمون بحزب الكنبة المتريثة الحكيمة .. فلم يترك لهم اختيار الا ان يحملوا الكنبة ويذهبون بها الى الميدان ليدافعوا عن ثورتهم بانفسهم .. بل واصروا على طرد كل من ادعى انه مشارك بالثورة وبالاساس يسعى للمكاسب ..
من بالميدان اليوم ليسوا الاخوان ولا السلفيين ولا الحركات ولا الائتلافات ولا الاحزاب ولا الليبراليين ولا العلمانيين ..
انهم الشعب المصرى .. فانصحكم .. لا تستهينوا بهم .. او تستخفوا بارادتهم .. ولا تحاولوا الالتفاف على مطالبهم .. فلا يوجد اصلا متحدث او من يدعى انه متحدث باسمائهم ..

لقد قرروا وحددوا وسينفذوا ..
ان يكون العيش بكل كرامة .. او الموت بكل شرف ..

المصدر: نفساني



 
التعديل الأخير تم بواسطة صلاح سليم ; 23-11-2011 الساعة 11:38 AM

رد مع اقتباس