عرض مشاركة واحدة
قديم 24-11-2011, 12:15 PM   #210
واثقة بالله
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية واثقة بالله
واثقة بالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 26107
 تاريخ التسجيل :  10 2008
 أخر زيارة : 18-06-2013 (07:29 PM)
 المشاركات : 9,896 [ + ]
 التقييم :  183
لوني المفضل : Cornflowerblue


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منحووووسه مشاهدة المشاركة
بأي ذنب و معصيه اتعذب ي ربي
ماذا فعلت لتصبح حياتي هكذا !!

برأيكم الله يكرهني ليتابعني النحس ف كل ساعه !!! ( دون مبالغه ) ويكرهني الناس !! لآن الله اذا حب عبداً ف الارض أحبوه الناس والعكس صحيح


أكره أني مقيدة حريتي ف هذا المنزل بحجه التقاليد والعادات !!!!!!!! جعلوني أكره الآنوثه :( لم أخذ منها سوى الضعف حتى الجمال لم أخذه لآني ف غايه القبح !!!!!!!!
أنا منهارة جداااً الآن لآأعرف السنوات القادمه كيف راح تكون !!!؟؟؟ كل سنه ف حياتي أسوأ من الآخرى

أكره والدتي لآنها سيئه جداااً كانت هي المفروض من يشعرني بأني ذات قيمه ويجب أن أفرح
هي الآن اذا شافتني مبسوطه زعلت و صارت تكررها دائماً كأنها خطيئه !!!
دائماً تحط من قدري وتكبت حريتي !!!!
العالم الخارجي ( الناس ) قضى علي تماماً وجاء العالم الداخلي ( أهلي ) ليقضي ع م تبقى


آسسسفه كنت أفضفض فقططط



دعواتكم لي بالراااااااااااااااااااااحه وان الله يحقق لي م أتمنى



اختي العزيزة هناك اخطاء وكلمات لايجوز ان نقولها لان فيها اعتراض وتسخط على اقدار الله فلننتبه بارك الله فيك ,, مثل ماذكرتي في أول كلامك : ماذا فعلت يارب وبأي ذنب تعذبني وهكذا .. ,,



ثم انقل لك جزء من فتوى لحالة قريبة من حالتك :





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:


فاعلمي أيتها الأخت هداك الله أن الله عز وجل حكيم يضع الأشياء في مواضعها، ويوقعها في مواقعها، فهو لا يقدر شيئا عبثا، بل يقدره لحكمة بالغة قضاها يستوجب الحمد على اقتضائها، وهو سبحانه أحكم الحاكمين وأعدل العادلين وأرحم الراحمين، غير أن عقول البشر تعجز عن إدراك سر حكمته في جميع أقضيته، فتعترض بجهلها وظلمها على أحكامه سبحانه وبحمده. ولقد صرحت بعظيم من القول وتجاسرت على اتهام الرب تعالى في أقضيته وهو الحكم العدل، وهذا يستوجب منك توبة نصوحا، فإن هذا الظن بالله تعالى أنه لا يعطي من يستحق ما يستحق هو من ظن الجاهلية به سبحانه وبحمده، وهو تعالى منزه عن هذه الظنون الباطلة، بل اعتقاد الشخص هذا وظنه بالله هذا الظن السيئ وإحالته باللوم على أقدار ربه لا على نفسه الأمارة بالسوء التي ما أتي إلا من قبلها أدعى شيء لتعسير أموره. فلو أنك أحسنت الظن بربك، وآمنت بحكمته البالغة، وبعدله المطلق، وأنه لا يظلم الناس شيئا، لكان لك من إيمانك عاصم من هذه الحيرة وذلك التخبط.


وخذي هذا الكلام البديع للعلامة ابن القيم رحمه الله ففيه تشخيص الداء وبيان الدواء، يقول عليه الرحمة في زاد المعاد:

فأكثر الخلق بل كلهم إلا من شاء الله يظنون بالله غير الحق ظن السوء، فإن غالب بني آدم يعتقد أنه مبخوس الحق ناقص الحظ، وأنه يستحق فوق ما أعطاه الله ولسان حاله يقول : ظلمني ربي ومنعني ما أستحقه، ونفسه تشهد عليه بذلك، وهو بلسانه ينكره، ولا يتجاسر على التصريح به، ومن فتش نفسه وتغلغل في معرفة دفائنها وطواياها رأى ذلك فيها كامنا كمون النار في الزناد، فاقدح زناد من شئت ينبئك شراره عما في زناده، ولو فتشت من فتشته لرأيت عنده تعتبا على القدر وملامة له واقتراحا عليه خلاف ما جرى به، وأنه كان ينبغي أن يكون كذا وكذا، فمستقل ومستكثر، وفتش نفسك هل أنت سالم من ذلك ( فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة ... وإلا فإني لا إخالك ناجيا ) فليعتن اللبيب الناصح لنفسه بهذا الموضع، وليتب إلى الله تعالى وليستغفره كل وقت من ظنه بربه ظن السوء، وليظن السوء بنفسه التي هي مأوى كل سوء ومنبع كل شر، المركبة على الجهل والظلم فهي أولى بظن السوء من أحكم الحاكمين وأعدل العادلين وأرحم الراحمين الغني الحميد الذي له الغنى التام والحمد التام والحكمة التامة المنزه عن كل سوء في ذاته وصفاته وأفعاله وأسمائه، فذاته لها الكمال من كل وجه وصفاته كذلك وأفعاله كذلك كلها حكمة ومصلحة ورحمة وعدل وأسماؤه كلها حسنى. انتهى.


ثم اعلمي أن تيسير أمور الدنيا ليس علامة على الإكرام، وتعسيرها ليس أمارة الإهانة،

بل قد نفى الله هذا الوهم في كتابه فقال جل اسمه: فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن * وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن* كلا.


يقول ابن القيم في تفسير (فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه) الآيتين.

أي ليس كل من أنعمت عليه ووسعت عليه رزقه أكون قد أكرمته، وليس كل من ابتليته وضيقت عليه رزقه أكون قد أهنته، بل أبتلي هذا بالنعم، وأكرم هذا بالابتلاء، وفي جامع الترمذي عنه: إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب. وقال بعض السلف: رب مستدرج بنعم الله عليه وهو لا يعلم، ورب مفتون بثناء الناس عليه وهو لا يعلم، ورب مغرور بستر الله عليه وهو لا يعلم. انتهى.


فالسعادة الحقيقية إنما تنال بطاعة الله تعالى والإقبال بالقلب عليه، والرضا بحكمه والتسليم لقضائه، والعلم بأن ما يقدره للعبد هو المصلحة له، وإن خفيت عليه هذه المصلحة لقصور عقله، وأن يعلم العبد أنه ليس له على ربه حق، وأن ما منَّ به عليه من النعم فهو محض فضله، وما منعه من العطاء أو أنزل به من البلاء فهو عدله، فقضاؤه سبحانه دائر بين الفضل والعدل. وما أكثر من طويت عنهم الدنيا ولم ينالوا منها حظا ومع ذا كانوا من أعبد الخلق لله وأسعدهم بتلك العبادة، بل كانوا وهم في الدنيا كأنهم في جنة حاضرة مع شدة العيش وخلاف الرفاهية لما وقر في قلوبهم من معاني الإيمان.


 

رد مع اقتباس