28-07-2003, 11:00 AM
|
#2
|
( عضو دائم ولديه حصانه )
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 2744
|
تاريخ التسجيل : 10 2002
|
أخر زيارة : 30-12-2004 (03:20 PM)
|
المشاركات :
2,855 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الغنيمة الثانية : الانطلاقة الحيوية :
ومرة أخرى نأخذ هذه الغنيمة
من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – السابق ، إنها غنيمة حسية مهمة، أثرها ظاهر بل باهر ، وفائدتها أكيدة بل فريدة ،
تأملي معي قوله – صلى الله عليه وسلم - فيمن ذكر وتطهر وصلى الفجر:
( أصبح نشيط النفس )
إن افتتاح اليوم بالذكر والطاعة يجعلك
منشرحة الصدر ، طيّبة الخاطر، قوية العزم ، متجددة النشاط ،
تنطلقي وفي محياك وسامة ، وعلى ثغرك ابتسامة ،
وينفرج –بإذن الله – كربك ، ويزول-بعون الله- همّك ،
وتري من نفسك على الخير إقبالاً، وللطاعة امتثالاً،
وتجدي الأمور ميسرة، والصعاب مذللة، يلقاك التوفيق مع بشائر النهار،
ويصحبك النجاح في سائر الأحوال.
وانظري - أختي- إلى من حرم هذه النعمة ، وفاتته تلك المنة ..
انظري إليه وقد أصبح في غفلة فإذا هو " خبيث النفس كسلان" ،
لا يصحوا إلا متثاقلاً ، وتراه مكدر الخاطر ، ضيق الصدر ، فاتر العزم ،
تنظري إليه فكأنما جمع همَّ الدنيا بين عينيه ، وكثيراً ما تتعسر أموره ،
وتتعثر مقاصده ، إنه يكون خبيث النفس بسبب" إتمام خديعة الشيطان عليه"
ويكون كسلاناً أي متثاقلاً عن الخيرات لا تكاد تسخو نفسه ولا تخف عليها صلاة ،
ولا غيرها من القربات ، وربما يحمله ذلك إلى تضييع الواجبات . [ المفهم 2/140 ] .
قال ابن عبدالبر :
" هذا الذم يختص بمن لم يقم إلى صلاته وضيعها . أما الذي انبعث للطاعة ، وبادر للصلاة ؛ فإنه يكون " طيب النفس " لسروره بما وفقه الله له من الطاعة ، وبما وعده من الثواب ، وبما زال عنه من عقد الشيطان ،كذا قيل ، والذي يظهر أن في صلاة الليل سراً في طيب النفس [ الفتح3/26] .
ومن معاني النشاط أنه يكون نشيطاً لما يرد عليه من عبادات أخر من صلوات وغيرها ؛ فإنه يألف العبادات ويعتادها حتى تصير له شرباً ، فتذهب عنه مشقتها ولا يستغني عنها [المفهم2/409 ] .
إنه ينشط بزوال آخر سحر الشيطان عنه ، وكفايته إياه ، ورجوعه خاسئاً عنه خائباً من كيده [ إكمال المعلم3/142 ] .
فما أحسنها من غنيمة تشبث بها ولا تضيع .
|
|
|