عرض مشاركة واحدة
قديم 28-07-2003, 11:03 AM   #3
§الـقـريـشـيـه§
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية §الـقـريـشـيـه§
§الـقـريـشـيـه§ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2744
 تاريخ التسجيل :  10 2002
 أخر زيارة : 30-12-2004 (03:20 PM)
 المشاركات : 2,855 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


الغنيمة الثالثة : البشارة النورانية :


حديث رواه عن النبي – صلى الله عليه وسلم - ست عشرة صحابياً ،

أسوقه لك من رواية بريدة بن الحصيب – صلى الله عليه وسلم - عن النبي – صلى الله عليه وسلم - أنه قال :

( بشِّر المشَّائين في الظُلم بالنور التام يوم القيامة ) .

الجزاء من جنس العمل ،

والحق - جل وعلا – يقول : ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) ،

وأنت عندما خرجت لصلاة الفجر ، والظلام مازال يلف الكون ، والدنيا مازالت في الغلس ؛

فإن جزاءك ومكافأتك نور تام يوم القيامة ؛

لأنك أطعت ربك ، وأقبلت على مولاك ، وطلبت النور لقلبك وروحك ،

تأملي معي لفظ الحديث :

( بشر المشائين )

أي من تكرر منه المشي إلى إقامة الجماعة ،

( في الظلم )

أي ظلمة الليل ، والبشرى هي ( النور التام يوم القيامة ) ؛

لأنهم لما قاسوا مشقة ملازمة المشي في ظلمة الليل إلى الطاعة

جوزوا بنور يضيء لهم يوم القيامة ، وهو النور المضمون لكل مشاء إلى الجماعة في الظلم .

ولماذا وصف النور بالتام ؟

والجواب :

أن أصل النور يعطى لكل من تلفظ بالشهادتين من مؤمن أو منافق لظاهر حرمة الكلمة ، ثم يقطع نور المنافقين .

وأما تقييده بيوم القيامة فقال الطيبي :

" تقييده بيوم القيامة تلميح إلى قصة المؤمنين وقولهم فيه : { ربنا أتمم لنا نورنا }

ففيه إيذان أن من انتهز هذه الفرصة - وهي المشي إليها في الظلم في الدنيا - كان مع النبيين والصديقين في الأخرى

{وحسن أولئك رفيقاً } " . [فيض القدير3/201 ]

الله أكبر ، متى يأتيك النور ؟

إنه يقدم لك في موقف عصيب ، وهول رهيب ، إنه يسطع بين يديك في وقت أحوج ما تكون إليه ،

اقرئي معي قول الله تعالى :

{يوم ترى المؤمنين والمؤمنات نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم * يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب } .

لله ما أعظمها من نعمة يكون لهم النور في ذلك الموقف الهائل الصعب كل على قدر إيمانه ، ويبشرون عند ذك بأعظم بشارة فيقال :

{بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم } .

فالله ما أحلى هذه البشارة بقلوبهم ، وألذها لنفوسهم ، حيث حصل لهم كل مطلوب محبوب ، ونجوا من كل شر مرهوب .
فإذا رأى المنافقون المؤمنين يمشون بنورهم ، وهم قد طفئ نورهم وبقوا في الظلمات حائرين ،قالوا للمؤمنين :

{انظرونا نقتبس من نوركم }

أي أمهلونا لننال من نوركم ما نمشي به لننجو من العذاب .

{ قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً }

أي إن كان ذلك ممكناً ، والحال أن ذلك غير ممكن بل هو من المحالات ،

{ فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة }

وهو الذي يلي المؤمنين

{وظاهره من قبله العذاب }

وهو الذي يلي المنافقين . [ تفسير السعدي7/290 ] .


وقد أورد ابن كثير في تفسيره [ 4/308 ] عن ابن أبي حاتم بسنده إلى أبي الدرداء وأبي ذر – رضي الله عنهما - يخبران عن النبي – صلى الله عليه وسلم - أنه قال :

( أنا أول من يؤذن له بالسجود يوم القيامة ، وأول من يؤذن له برفع رأسه فانظر من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي فأعرف أمتي من بين الأمم ) فقال له رجل : " يا نبي الله كيف تعرف أمتك من بين الأمم ما بين نوح إلى أمتك؟ " فقال : ( أعرفهم محجلون من أثر الوضوء ، ولا يكون لأحد من الأمم غيرهم ، وأعرفهم يؤتون كتبهم بأيمانهم ، وأعرفهم بسيماهم في وجوههم ، وأعرفهم بنورهم يسعى بين أيديهم ) .

صلاة الفجر تؤهلك لتكون من أهل النور في وقت يتخبط فيه الآخرون في الظلمات ، فما أجزلها من غنيمة، بادر إليها ولا تتأخر .


 

رد مع اقتباس