17-12-2011, 11:48 PM
|
#22
|
المركز الاول (أميرة الأبجديّــات)
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 27270
|
تاريخ التسجيل : 03 2009
|
أخر زيارة : 29-12-2011 (06:32 AM)
|
المشاركات :
817 [
+
] |
التقييم : 54
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
واقعيات..لا أكثر..!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
(1)
هاتفتني أمي ذات مسآء وهي حزينة باكية,كنتُ أعلم أن حياتنا لم تعد كما كانت منذ رحلت,أخبرتني عن ماجرى معها وعن بعض الإساءات التي تعرضت لها,لم أكن أملك لها سوى بعض المواسآة الكلامية لجراحها,لقد أصبح كل مانملكه هو الكلام في ظل واقعنا المزري,في اليوم التالي كعادة زوجي أستيقظ وذهب إلى عمله بينما بقيت مع طفلتي الصغيرة,لم تكن بيننا مساحات للكلام ؛كلانا نحتاج لبعضنا البعض حاجات مادية فقط!
زوجي لم يكن سيئاً بشكلٍ كلي,كل مافي الأمر أنه كان كغيره من الرجال!
لم يكن يضع لمسألة عواطفي وأحتياجاتي النفسية أي اهتمام,للاسف لقد كان يخونني منذ أول يومٍ تزوجنا فيه,لا تلوموه أرجوكم!
إنه من طلاب مجتمعنا الذكوري,لقد تربى على أن كل حرام يفعله يصبح حلالاً مادام إنه في حقوقي كأمرأة!
لا أنكر أنه يعتبر رجلاً من الناحية المادية,وهذه الميزة الوحيدة به!
أممم أتذكر أنني كنتُ من المدافعات في محيطنا الأسري عن حقوق المرأة,صحيح أنني لم أنل كل حقوقي المشروطة لكنها تعتبر محاولات جادة مني لتحسين وضعي كأمرأة..الحقيقة إنني لم أفلح في ذلك كل ما أستفدته من نداءاتي قائمة بأدوية البلعوم والصداع..!
وتزوجت لأصبح أنا ضحيةً جديدة لما كنتُ أدافع عنه سابقاً ..ياللسخرية..!
ولا أنكر أن عشيقة زوجي كانت ذكية..ذكية بالنسبة لزوجي طبعاً..لقد تعلقا ببعضهما البعض من قبل الزواج وأستمرا بعده..متناسين وجود حمقاء أخرى تعتبر عائقاً لهما!
ليس مهماً وصفي لنفسي بالحمقاء فأنا فعلاً كنتُ حمقاء أمامهما فقط..لقد كنت من ساكني الزمن الجميل الذي كان الوفاء والطيبة والصدق من صفاته..لم يكن عالمهما القذر ليناسبني أو لأُعتبر فيه ذكية..!
لا يهم..مازلت أحتفظ بنقاءي..مازلتُ لم ألوث قلبي بندبة حبٍ زائف..حقيقةً لقد كنتُ دائماً أُعزي نفسي بهكذا كلمات!
بيد أنها كلماتٌ لا تُستخدم في قاموس عالمنا المتصنع الآن!
كنتُ في يوم مآ طفلةً صغيرة لا أعقل من هراء هذا العالم المخيف شيئاً..كنتُ بريئةً لحد النقاء..وطاهرةً كطهر البتول..لكنني مع ذلك عشتُ حياةَ السجينات..وحياةَ البؤساء أيضاً!
أحياناً أفكرُ بأن الألم ربما كان رسالةً من الله لتوجيه حيآتي للأفضل..قد لا أرى الحكم من الشدة والمصائب بعينيّ لكن قلبي يستشعرها ..كيف؟ لا أدري !
أحياناً كذلك أفكر بموقف زوجي مني..لا أدري ما الذي آلمته به حتى يصفعني بالخيانة..حتماً ليس لأنها الأفضل لكن الخبيثون للخبيثات!
الحقيقة أن كل ما دونته لا يعدو كونه نتاج شعور من التأمل المفاجيء..!
لكن مازال هناك ...يومٌ آخر...!
(2)
هل كنتُ محقةً حينما حاولتُ رمي الماضي وراء ظهري والمضي قدماً بحياةٍ أخرى..؟
إنه الشتاء أبشع الفصول وأشدها إيلاماً..وكأن غياب شموسٍ مضيئةٍ من حياتي لم يكنُ كافياً لتغيبَ شمس النار الدافئة لشهورٍ أراها دهوراً من طول الإنتظار,أشعر بالبرد والألم والصدمة..!
حياتي صفحاتٌ من كتابٍ لم أُءلفُ منه سطراً واحداً,يألمني أن أرى صفحات حياتي تمضي دون أن أستبعد أوراق الألم منها وأوراق الصدمات أيضاً..وكأن حياتي آلامٌ وصدماتٌ فقط..!
ستكونون محقين حينما تتساءلون:
ما الذي يجعلني أشعر بالألم والصدماتِ دائماً؟؟
كثيرةٌ هي المواقف !
لستُ الوحيدةَ أعلمُ هذا لكن ل إنسانٍ أعرفه ويشعر بالألم يصبحُ جزءاً مني!
أستطيعُ أستشعار آلامِ مَنْ حولي بكل شفافية حتى وإن لم يتكلموا..!
ليسَ أمراً مُعْجِزاً..إنما كلُ مافي الأمر أنني قد تذوقتُ آلاماً شتى منذ وعيت فأصبحت روحي ترفرف حول آلام الآخرين وتستشفها من نظراتِ أعينهم ومن بين أحرفهم..!
كل يومٍ أمر فيه بألم شخصٍ ما..يصبحُ يوم ألمي أنا أيضاً..ويصبح قصةً تضاف لصفحات حياتي..!
أصبحتُ أضمُ كل المتألمين لرابطةِ أخوتي..!
الضمير..؟؟
مالذي يجعلني كلما أخطأتُ بحقِ شخص ما..أتألم لأيامٍ وأيام..وأبتسمُ للجميع دونما أن أتوقف عن البكاء بقلبي على اخطأتُ بحقه..!
هل أنا الوحيدةُ التي لا أحيا كالجميع؟؟!
لماذا من يُسيءُ إلى لا يشعر بالأسف الذي أشعر به عندما أخطيءُ إلى أحدٍ ما؟؟!
هذا مايحيرُ عقلي ويجعلني لا أسامحُ من أخطأ بحقي خطأً فادحاً..ليس لأنني حقودة بل..لأنه لا يمتلك الضمير!
(3)
تعبتُ حقاً..
ماقيمةُ الحياةِ إن فارقتها الثقة..؟
وماقيمةُ وجودنا إن خذلنا الحبْ؟!
لو عدتُ بزمني للوراء..لما كنتُ أخترتُ شخصاً لأحبه من طرفٍ واحد..ما أشدَ ما أعذبُ قلبي بـ ـحُبٍّ
منفرد..ما أشدَ ما أزيدُ جراحاتي..وكأنني أستمتعُ بالألم..يالقتامة الجو من حولي..ويالسواد القلب الذي عرفته..!
ماقيمة دموعي إن لم تكن ذاتَ قيمةٍ عند من أحبه..وكأن الحب كله لم يوجد في قلبي إلا له..والآن وكأن كل الحب قد أنقلب معاناةٍ لا ترحم..وسلسلةَ عذاباتٍ لا تنتهي..تُكبلني بقيودٍ من ألم لحياةٍ لا أبغيها..وآمالٍ لا أرتجيها..
وحينما احتاجه..دوماً يختفي..!
من المؤلم الشعور بأن من تحبه جزءٌ لا يتجزأ من كل شيء..عداك..!
هل لو شعرت بالأمان للحظة في حياتي ؛كنتُ لأهتم بالآلام والصدمات اللاحقة؟؟
هل كنتُ لأستجدي الحنان ممن حولي؟؟
هل كنتُ لأسعدَ حينما يربتُ أحدهم بيديه على ظهري لأشعر أن هناك من يهتم لوجودي؟؟
هل كنتُ لأرى الدنيا رماديةً لا لون لها؟؟
هل كنتُ لأمتلأ حناناً لا يظهر لمن حولي؛يخفيه الألم والهم؟؟
لا أدري!!
ماقيمةُ العيش إن لم يغلف قلوبنا الحبُّ والأمان؟؟
ماقيمةُ العيش لإنسانٍ يرى حبيبه وقد طعنه مرةً بعد أخرى؟؟
أين الحب الحقيقي؟؟أيتواجد على هذه الأرض؟؟
يالعنائي ووحدتي وشقاء قلبي!
|
|
|