شوفى اختى الكريمة ..
اجابتك لا تختلف كثيرا عن الغالبية العظمى .. فربما فى طياته مصيب .. لكنه بوجه عام منقوص ..
فلا بد ان نعترف اولا ان الشعوب العربية بصفة عامة لديها بعض العيوب والافكار المغلوطة ..
ومن ناحية اخرى عندنا مبالغة كبيرة فى درجات التبجيل والتوقير والمجاملة .. حتى وان كان فى غير موضعه ..

فعلى سبيل المثال .. تعريف كلمة الحاكم من الاساس فيها تحوير ..
فالحاكم فى اى منظومة ادارية او اجتماعية له تعريف عام وهو ..
الذى يتولى قيادة مجموعة تقوم على خدمة الناس .. ويتبع قوانين متفق عليها وفقا لطبيعة ونوع المجال ..
ويقوم بمحاسبة الخارجين عن هذا القانون .. وهو المسئول الاول عن اى تجاوز او خرق يصيب من يقوم على خدمتهم .. وينطبق هذا التعريف على كل حاكم بكل مكان (مؤسسة .. حكومة .. مستشفى .. مدرسة .. حتى المنتدى ..)
فعدم معرفتنا لهذا التعريف بشكله الصحيح .. هو صانع هذا اللغط الدائر حول الثورات وشرعيتها وفائدتها ..

فاذا كان حاكم الدولة هو المسئول .. وهناك خطأ ما وقع ..
فلا بد من محاسبته .. بشرط ان تتفق كافة الرؤى الى ان ما وقع خطأ يستوجب محاسبة .. دون المبالغة فى حجم توقيره وايضا دون اى تعدى او اهانة .. فالموضوع ليس انتقامى .. انما حقوق ليس الا ..
فهذا هو مربط الفرس ..
لانه ببساطة ان ادرك الحاكم بشكل قاطع فور توليه السلطة بانه مكلف بمهام ومسئول عنها وان هناك مجال للمحاسبة .. سيصب تركيزه بالكامل على المحافظة على تسطير اسمه بذاكرة التاريخ .. باقامة العدل وتطبيقه .. والمثل بيقول (ان كنتوا اخوات اتحاسبوا )ويصبح الكرسى وسيلة لتحقيق ذلك ..
واهل العلم يحرصون على توجيه الناس على انه فى حالة الاختلاف .. بين الاخوة او الاصدقاء .. فان الاحتكام للقضاء هو اسلم الحلول مع التركيز على انه لا يوجد ما يسىء .. لانه طرف ثالث قام بالفصل لا مصلحة له وسترضى النتيجة كلا الطرفين المختلفين .. اما ثقافتنا تقضى اما بالظلم او قبوله مقابل عدم الاحتكام للقضاء ووصم هذا بالعار ..
فلا بد من ان نعترف اننا لدينا راجعية فى التفكير وان كثيرا من المفاهيم يجب تصحيحها .. ولا بد ان نصب تركيزنا فى الابتعاد عن النعرات ونشر ثقافة الفكر النير الغير مخالف لاسس وقواعد شريعتنا .. حتى نرتقى بالمجتمع العربى وبالتالى يرتفع شأن المسلمين ..

اما بالدول العربية .. الكرسى هو الغاية وتكرث له كل القوانين وينقلب الحال وبدلا من ان يكون الحاكم يقوم على خدمة الناس .. تصبح الناس هى التى تقوم على خدمة الحاكم .. وهذه الثقافة يحرص على نشرها ليس الحكام وفقط .. انما الاكثر خطورة منهم وهم مجاورى الحاكم الاكثر انتفاع .. والمفترض فيهم ان يكونوا قناة الاتصال ..

نأتى الى الثورات .. وايضا نبدأ بصفة عامة ..
فالثورة لا يجب ان تقع الى اذا دعت الضرورة لذلك .. وهذا بعد استنفاذ كافة السبل لتحقيق مبدأ العدالة على اى مستوى .. وهى مشروطة بعدم وجود اغراض خاصة للبعض .. او ان تكون لها دعم من خارج حدود الدولة ..

وليس بالضرورة ان تكون بالمعنى الحرفى او الشامل لها .. فليس الغرض هو فكرة الانقلاب .. ولكن الغرض تطبيق وحفظ الحقوق ..
فان ادرك الحاكم الخطأ وقام بالاصلاحات ورد المظالم .. فقد اتت الثورة بمطالبها ..