الموضوع: حصاد 2011
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-2012, 03:56 PM   #18
صلاح سليم
نائب المشرف العام سابقا
عضو مجلس إداره دائم


الصورة الرمزية صلاح سليم
صلاح سليم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28619
 تاريخ التسجيل :  08 2009
 أخر زيارة : 04-12-2022 (09:58 PM)
 المشاركات : 6,209 [ + ]
 التقييم :  239
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Navy


اهلا بك باى وقت على الرحب والسعة ..
كنت قد وضعت لك بالمشاركة الماضية اسس ومعايير الضابطة لعلاقة الحاكم بالمحكوم بصفة عامة ...
وان كل منهم له حقوق وعليه واجبات ..
وبالتالى تأكدى ان الثورة لا تقوم الا بعد استنفاذ كافة السبل لضبط المسار طبقا للسياق المتعارف عليه وهو دستور الدولة .. وهذا بعد ان يفضل الحاكم الاستماتة على الحكم وانتهاج القمع لبتر الاصوات المنادية بالحقوق والعدالة بدلا من البحث وراء مشروعية المطالب ومدى تحقيقها ونشر ثقافة النقد والفكر الراقى الهادف وفقا لحدود منصبه ..
فالنقد بذاته ان كان باطار محترم .. يفهمه البعض خاطئا على انه نوع من التصيد والاستعداء ..
فى حين ان الحقيقه انه يهدف الى الارتقاء والتطوير نتيجة اختلاف الرؤى .. باعتبار ان الصوت الاوحد غلطاته كثير ..

فالثورة هى نوع من الاعتراض والشكوى .. وان كنت لا اميل لها .. الا انها احد الوسائل للحصول على الحقوق ..
وتصاعدها من عدمه يتوقف على مدى استجابة الطرف الاّخر وتحركاته ورصيده عند الشعب وقدرته على الاحتواء ..
ولا بد ان ننتبه ان الثورة كثورة لها ثمن باهظ يدفعه الجميع .. ويختلف هذا الثمن بحسب اختلاف البيئة وطريقة التفكير وقيمة الدولة والاسباب التى تخرج من اجلها الثورة ..
يعنى هى شر لا بد منه ..

اما للدخول فى تفاصيل الثورات ..
فالثورة التى لها قائد مناهض تختلف عن الثورة التى ليس لها قائد .. كثورات العرب ..
من حيث الخطورة والعواقب وانتشار الفوضى والقناعة بالحصول على الاهداف التى خرجت من اجلها ومن ثم اعلان انتهائها والشروع فى تحقيق خطوات مستقبلية لتكملة المسير ..

اما ثورات العرب ومنها ثورة سوريا من اخطر انواع الثورات لعدة اسباب ..
اولها عدم وجود قيادات للثورات لعدم وجود معارضات على المستوى ..
وايضا لانتشار ثقافة الجهل السياسى فى اغلب الشعوب العربية وافتقادهم الرؤية السياسية الناضجة التى تقضى بوزن الامور وقبول البعض مقابل التنازل على البعض .. وفن المراوغة .. وغيرها الكثير من مفاهيم اللعبة السياسية ..
وايضا لانها مستهدفة لاسباب عديدة اولها مشروع اسرائل (الشرق الاوسط الجديد ) و المخططات الامريكية بتفتيت الدول العربية لدويليات صغيرة والمطامع الاوروبية باعتبار ان الاسواق العربية من اهم الاسواق المستهلكة للبضائع والمنتجات الاوروبية .. وبالتالى اى مؤشر تنموى بالمنطقة العربية يهدد الاقتصاد الغربى بشكل مباشر .. والبترول والموقع الاستراتيجى .. وغيرهم الكثير من الاسباب التى تقضى باى وسيلة من بقاء المجتمع العربى فى قاع الحضارة ..

ومن هذه الطرق استخدام مبدأ (فرق تسد ) للتشكيك ومحاولات نشر الفتنة ودعم البعض دون الاّخر والنشر عن ذلك .. واتباع سياسة التحريض والاستعداء الغير مبرر والتشتيت لضمان عدم وصول اى اختلاف الى حل .. لانهم يعلمون جيدا ان السبيل الوحيد دون الاّخر فى نهضة العرب هو تكاتفهم ونبذ التخلف والصراع وراء نعرات من شأنها تزايد الفرقة وتوسيع الهوة .. ولهذه الاسباب نهاجم الجزيرة وشاكلتها ..

اما عن الخطر المتوقع حدوثه نتيجة الثورات فلا يمكن انكاره .. وتبقى المراهنة على الشعوب ومدى صلابتها وارادتها ونضج رؤيتها .. للتخلص من البعض .. واجبار البعض على الاعتدال واعادة النظر فى ارادة الشعوب وعدم الاتجاه عكسها ..
وهذا لن يحدث الا بارتفاع شأن الجامعة العربية او تحت اى مسمى يؤتى بنفس الغرض سواء بهم او بغيرهم ..



 

رد مع اقتباس