نفساني - عرض مشاركة واحدة

02-08-2003, 04:29 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
إن متلازمة الفصام تنقسم إلى عدة أنواع، وقد حاول الأطباء النفسانيون على مرّ العصور تصنيف مرض الفصام في أنواع متعددة بحسب أعراضه، وكذلك مآل المرض. كريبلين 1899حاول تصنيف مرض الفصام إلى:
1- فصام كتاتوني Catatonic.
2- فصام هيبفريتي Hebephrenic.
3- الفصام الباروني Paranoid
وظلت هذه الأصناف معتمدة حتى جاء بلويلر عام 1911م وأضاف إليها نوعاً آخر من أنواع هذا المرض وهو:
4- الفصام البسيط Simple .
ومنذ ذلك الحين اعتمد ذلك التصنيف وتم تداوله وإن ظهرت فيما بعد أنواع أخرى من أمراض الفصام إلا أن هذه الأنواع الأربعة المذكورة سالفاً هي الأهم. ولكن ينبغي ألا نغفل نقطة هامة وهي أن مرض الفصام يكون أحياناً خليطاً من هذه الأنواع حتى ليتعذر تصنيفه تحت أي نوع، وتظل هذه التصنيفات أكاديمية تساعد الباحثين ودارسي المرض، ولكنها أيضاً تقدم آمالاً للبعض، فثمة هناك نسبة تحسن في بعض أنواع مرض الفصام أكثر من بعضها الآخر.
وقد قسمت منظمة الصحة العالمية (WHO) عام 1992م مرض الفصام إلى تسعة أنواع هي:
1- الفصام البسيط Simple.
2- الفصام الهيرفريتي Hebephrenic.
3- الفصام الكتاتوني Catatonic
4- الفصام البارنوي Paranoid (الزوري).
5- الفصام غير المحدد Undifferentiated.
6- اكتئاب ما بعد الفصام Post - Schizophrenic Depression.
7- الفصام المتبقي Residual.
8- الفصام الوجداني Schizo - Affective
9- أنواع أخرى غير محددة Unclassified
أما تفصيل هذه الأنواع فإننا نحدث بإيجاز عنها هنا:
1- الفصام البسيط Simple Sehizophrenia
ويبدأ هذا المرض تدريجياً في سن مبكرة ما بين 15- 25سنة، وينتهي بتدهور شخصية المريض، ويعتبر هذا النوع من أنواع الفصام الأصعب نظراً لصعوبة تشخيصه بسبب غياب الأعراض الشديدة النشطة المحسوسة أو المرئية. وكثيراً ما يتمكن المصاب به من العيش دون أن يكتشف أحد إصابته بالمرض حتى سنوات طويلة إذ يرى فيه الناس شاباً طيباً هادئاً ومستقيماً وخجولاً ويحب العزلة، ولكنه يهمل مع مرور الوقت بعض الاهتمامات العادية مثل: نظافته الشخصية ولا يستطيع تحمل ضغوط العمل إذا كان العمل يتطلب تركيزاً وبعداً في الإبداع أو المسؤولية.
لذا ينبغي للأسر أن تأخذ بعين الحذر الشاب الانطوائي الخجول الذي لا يرغب في الاختلاط بالآخرين، وليس لديه اهتمامات من هم في عمره، بل تتركز اهتماماته بالأفعال الفردية والانعزال في المكان وحيداً، فقد يكون هذا الشاب في بداية الإصابة بمرض الفصام.
2- الفصام الهيبفريتي Hebephrenic
يبدأ هذا النوع من الفصام أيضاً في مرحلة مبكرة من العمر، خاصة سنوات الدراسة قبل الجامعية. ويتميز هذا النوع من أنواع الفصام بأنه يحوي كل أنواع الفصام التي ذُكرت، وكذلك فإن هذا النوع من الفصام تكون فيه الضلالات والهلاوس وبعض الأعراض القهرية، ويتسم المصاب به بسلوك اندفاعي وتبلد في العواطف وعدم التجاوب العاطفي للأحداث المحيطة به. ومآل هذا النوع من الفصام ليست جيدة إذ تتدهور شخصية المريض بصورة تدريجية وأحياناً يكون هذا التدهور بشخصيته مريعاً وشاملاً خاصة إذا لم يتم العلاج في وقت مبكر.
3- الفصام الكتاتوني Catatonic
وقد أصبح هذا النوع من الفصام نادر الحدوث في الدول المتقدمة لأن المريض فيها لا يُترك دون علاج حتى يصل إلى هذه المرحلة. وفي هذا النوع من الفصام يتخشب المريض وتُصبح حركته صعبة، فإذا حرك أحد أطرافه مثلاً ظل على وضع هذه الحركة دون أن يسترد الطرف وضعه الطبيعي وتُعرف هذه الأوضاع بالتخشب الشمعي وذلك نسبة إلى الشمع وحركته. ويبدأ هذا النوع من الفصام في سن متأخرة نسبيا، بين 20إلى 40عاماً، ويعالج التخشب بالجلسات الكهربائية، وهذا النوع من الفصام يستجيب للعلاج بصورة جيدة.
4- الفصام البارنوي (الفصام الزوري) Paranoid
يبدأ هذا النوع من الفصام في سن متأخرة نسبياً، إذ أنه يبدأ عادة بعد سن الثلاثين (متوسط الإصابة بهذا النوع من الفصام حوالي 33عاماً) ويتميز هذا النوع بأن المريض يحافظ إلى حد كبير على شخصيته ولكن المعاناة في هذا النوع من الفصام تكمن في أن استجابة المريض للعلاج أقل، وأهم أعراضه هو الضلالات المنظمة، خاصة ضلالات الاضطهاد والتآمر على المريض، ويصحب ذلك أحياناً هلاوس سمعية وربما شمية أو حسية جنسية. وأحياناً يكون هذا النوع من الفصام خطيراً حيث يمكن أن يؤذي المريض من يعتقد أنهم يتآمرون عليه، لذا يجب الحذر في التواصل مع مرضى الفصام الزوري.
5- الفصام غير المحدد Undifferentiated:
وفي هذا النوع من الفصام يكون المريض مستوفياً للشروط التي يشخص بموجبها أنه يُعاني مرض فصام ولكن لا يُمكن إدراجه تحت أي نوع من أنواع الفصام المذكور أعلاه.
6- اكتئاب ما بعد الفصام Post - Sehizophrenic Depression:
وفي هذه الحالة يكون مريض الفصام قد تحسنت لديه الأعراض الفصامية غير أنه يمر بمرحلة اكتئاب شديد قد تطول، ويصاحبها بعض أعراض الفصام الإيجابية (الموجبة) أو السلبية (السالبة). وفي هذا النوع من أنواع الفصام يكون المريض في مرحلة خطرة من إيذاء النفس، وقد ينتحر.
7- الفصام المتبقي Residual:
وهذا النوع من الفصام هو الذي يمكن أن يُطلق عليه الفصام المزمن، وفيه تظهر الأعراض السالبة، مثل التبلد العاطفي، وعدم الاكتراث بالأحداث المحيطة به أو بعائلته، وفقدان الاهتمام بالأشياء الروتينية البسيطة مثل النظافة العامة وتغيير الملابس وتنظيف الأسنان، ويُصبح المريض منعزلاً ولا يهتم بأي شيء مطلقاً، كما أن الأعراض الإيجابية ثل الهلاوس أو الضلالات تكون قد توقفت أو تأتيه لماماً.
8- الفصام الوجداني Sehizo - Affective
هذا التشخيص يُطلق على المرضى الذين تكون لديهم أعراض فصامية مثل الهلاوس الخاصة بمرض الفصام، وكذلك الضلالات ولكنه يتميز بوجود جانب وجداني كالاكتئاب أو الهوس، وبين نوبات الإصابة لا يُعاني المريض من أي أعراض ذهانية ويكون المريض مآله أفضل من بقية أنواع الفصام الأخرى.
(اجتماعياً)
وتشير كثير من الدراسات إلى أن مرض الفصام يتفشى أكثر بين الطبقات الفقيرة، والأماكن المكتظة بالسكان حيث الفقر والجريمة والبطالة، ولكن هناك جدليات هي:
هل مرض الفصام يجعل المرضى فقراء يعيشون في الأماكن الفقيرة بسبب إصابتهم بهذا المرض؟ أم أن المرض يصيب هذه الشريحة الاجتماعية؟ وهناك نظريات عديدة تعرف بنظريات "الهبوط الاجتماعي" أي أن مرض الفصام ينقل المريض من طبقة أعلى إلى طبقة أدنى بسبب عجزه عن العمل، خاصة الأعمال التي تتطلب مهارة وتركيزاً. وبوجه عام فإن مرض الفصام يكثر انتشاره بين الطبقات الدنيا من الشرائح الاجتماعية كالعمال غير المهرة والذين لا يعملون.

في أغلب الأحيان يكون مريض الفصام شخصاً هادئاً منطوياً على نفسه، ليس لديه اهتمام بما يحدث حوله من أحداث ولا يتفاعل مع المحيطين به. وهذه هي الصورة النموذجية لمريض الفصام، وثمة أخطاء شائعة بين الناس بأن مرضى الفصام عدوانيون ويؤذون الآخرين، لكن هذا الزعم ناتج عن جهل كثير من مرضى الفصام، والخلط بينه وبين أمراض نفسية وعقلية أخرى. وقد أجُريت دراسات عديدة على مرتكبي الجرائم الكبيرة كالقتل والسطو المسلح والاغتصاب، وتبين أن نسبة المصابين بمرض الفصام لا يتجازون في عددهم الأشخاص الأسوياء في ارتكاب مثل هذه الجرائم.
وعلى الرغم مما قلنا فإنه يجب أن لا ننسى بأن بعض المرضى الفصاميين قد يكونون عدوانيين ويؤذون أنفسهم ويؤذون الآخرين، خاصة إذا كانت الأصوات التي يسمعونها تأمرهم بقتل أو إيذاء شخص، فإنهم قد يستجيبون لهذه الهلاوس. وقد وقع لمريض كان يعمل حارساً لمستودعات أن أمرته الأصوات بإشعال النار في هذه المستودعات، وقام فعلاً بهذا العمل الذي كبد الجهة التي يعمل بها خسائر مادية تقدر بأكثر من خمسة ملايين ريال. كذلك فإن بعض مرضى الفصام الزوري الذين تراودهم ضلالات اضطهادية ضد بعض الأشاص يستجيبون لتلك الضلالات ومن الصعب إقناعهم بعدم صحة هذه الضلالات. لذا فإن مرضى الفصام الزوري خطيرون ويمكن أن يقتلوا ببساطة، والخطوة أنهم يخططون بطريقة ذكية للقضاء على الهدف المطلوب. بعض مرضى الفصام تحت تأثير الهلاوس أو الضلالات قد يكونون عنيفين. كان مريض لديّ يشعر بأن النساء اللائي يرتدين البراقع يتجسسن عليه وقد اعتدى بالضرب على طبيبة في المستشفى لأنها كانت ترتدي البرقع. و إيذاء شخص، فإنهم قد يستجيبون لهذه الهلاوس. وقد وقع لمريض كان يعمل حارساً لمستودعات أن أمرته

والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.