10-01-2012, 08:11 AM
|
#5
|
عضومجلس إدارة في نفساني
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 26107
|
تاريخ التسجيل : 10 2008
|
أخر زيارة : 18-06-2013 (07:29 PM)
|
المشاركات :
9,896 [
+
] |
التقييم : 183
|
|
لوني المفضل : Cornflowerblue
|
|
تفصيل المسألة :
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اّله وصحبه , اما بعد :
فالرياء الذي وردت النصوص في تحريمه والتحذير منه انما هو طلب المنزلة في قلوب الخلق بالعبادة .
قال ابن حجر الهيتمي في الزواجر عن اقتراف الكبائر : وحد الرياء المذموم ارادة العامل بعبادته غير وجه الله تعالى ,
كأن يقصد اطلاع الناس على عبادته وكماله حتى يحصل له منهم نحو مال أو جاه أو ثناء.
أما طلب الجاه والمنزلة في قلوب الناس بغير العبادات , فلايذم في ذاته , لكنه قد يحمد أو يذم بحسب مايقصد به فاعله من ورائه, فالقول فيه كالقول في المال, فالمال لايذم طلبه في ذاته, وانما يذم أو يحمد بحسب غض طالبه, وبحسب مايتخذه من وسائل لتحصيله .

قال الغزالي في الإحياء: فإن قلت فالرياء حرام أو مكروه أو مباح أو فيه تفصيل؟
فأقول: فيه تفصيل، فإن الرياء هو طلب الجاه، وهو إما أن يكون بالعبادات أو بغير العبادات، فإن كان بغير العبادات فهو كطلب المال، فلا يحرم من حيث إنه طلب منزلة في قلوب العباد، ولكن كما يمكن كسب المال بتلبيسات وأسباب محظورات، فكذلك الجاه، وكما أن كسب قليل من المال هو ما يحتاج إليه الإنسان محمود فكسب قليل من الجاه، وهو ما يسلم به عن الآفات أيضا محمود، وهو الذي طلبه يوسف عليه السلام حيث قال: إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ. وكما أن المال فيه سم ناقع ودرياق نافع فكذلك الجاه، وكما أن كثير المال يلهي ويطغي وينسى ذكر الله والدار الآخرة فكذلك كثير الجاه بل أشد، وفتنة الجاه أعظم من فتنة المال، وكما أنا لا نقول تملك المال الكثير حرام فلا نقول أيضا تملك القلوب الكثيرة حرام إلا إذا حملته كثرة المال وكثرة الجاه على مباشرة ما لا يجوز.

نعم انصراف الهم إلى سعة الجاه مبدأ الشرور كانصراف الهم إلى كثرة المال، ولا يقدر محب الجاه والمال على ترك معاصي القلب واللسان وغيرها، وأما سعة الجاه من غير حرص منك على طلبه ومن غير اغتمام بزواله إن زال فلا ضرر فيه.

فإذن المراءاة بما ليس من العبادات قد تكون مباحة وقد تكون طاعة وقد تكون مذمومة وذلك بحسب الغرض المطلوب بها. اهـ


والرياء هو إظهار عمل الآخرة ابتغاء رؤية الناس له، ومدحه على ذلك، أما ما تسعى إليه أنت من مناصب دنيوية كوظيفة, أو أن تصبح مديرا في جهة ما، فهذه أمور دنيوية بحتة ولا يدخلها الرياء من هذه الناحية، ولو كان قصدك رؤية الناس لك فيها فهذا أمر جائز طالما أنها لا تتعلق بعمل الآخرة، ولكن ننصح بأن تكون نيتك في طلبها أن تخدم بها أمتك ومجتمعك، حتى يكتب لك التوفيق فيها وتؤجر على ذلك.



والله أعلم.
مركز الفتوى
|
|
|