عرض مشاركة واحدة
قديم 19-01-2012, 02:46 AM   #2
صلاح سليم
نائب المشرف العام سابقا
عضو مجلس إداره دائم


الصورة الرمزية صلاح سليم
صلاح سليم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28619
 تاريخ التسجيل :  08 2009
 أخر زيارة : 04-12-2022 (09:58 PM)
 المشاركات : 6,209 [ + ]
 التقييم :  239
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Navy


الربيع العربي انطلق من تونس

وسلط فيلم من الارشيف البريطاني الضوء على حقول البترول في البصرة عام 1952 التي كانت تحت مراقبة السفراء الأميركيين والبريطانيين و”السيد جيبسون” لشركة الوقود البريطانية العراقية، حيث يُمكننا أن نرى –حسب محرر الغارديان- رئيس الوزراء العراقي، نوري السعيد، يفتتح حقل بترول “الزبير” بالقرب من البصرة في عام 1952 لبناء “المدارس والمستشفيات” من خلال “عمل مشترك بين الشرق والغرب”.
ويكتب “في الواقع سوف يحدث ذلك فقط عندما يتم تأميم البترول – وبعد ذلك بست سنوات تم اغتيال السعيد في شوارع بغداد عندما حاول الهروب مرتديًا زى امرأة. وبعد مرور نصف قرن عاد البريطانيون للسيطرة على البصرة، وبينما يحارب العراقيون اليوم لمنع الاستيلاء على آبار بترول بلدهم المشتتة، يُصر الساسة الأميركيون والبريطانيون مرة أخرى على الديمقراطية”.

ونبه الى ان أي دولة من دول “الربيع العربي” تتخلى عن حق تقرير مصيرها بنفسها من أجل احتضان الغرب يمكن بالفعل أن تتوقع مصيرًا مشابهًا- تمامًا مثل الأنظمة العميلة التي لم تترك مدارها قط، كالدولة ............... في الأردن، والتي يُدعى أنها نماذج للقيادة الرشيدة و”الاعتدال”.

وطالبت صحيفة “الغارديان” في تقريرها المتوقع ان يثير جدلا، شعوب الشرق الأوسط الا تنسى تاريخها – حتى لو نسيت الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا ذلك.
وعاد التقرير الى اوضاع ايران مسلطاً الضوء على أكثر من قرن من التدخل والاستعمار والتدمير غير الديموقراطي البريطاني الأميركي ضد إيران. وعبَّر الإعلام البريطاني عن حيرته إزاء كراهية الشعب الإيراني لبريطانيا عندما تم تدمير السفارة في طهران الشهر الماضي على يد متظاهرين.
وتساءل بقوله “ولكن إذا كنت تعرف السجل التاريخي، فهل هناك شيء أقل غرابة؟”. وارفق ذلك بفيلم عن الاطاحة بمصدق ومحاكمته.


وتم تبني مبدأ الشك عند أورويل في الدور البريطاني بشكل مثير للاهتمام من قِبل “باثي” عند تناول الإطاحة بالقائد الإيراني المنتخب ديمقراطيًا محمد مصدق عام 1953 بعد أن قام بتأميم البترول الإيراني. وتم وصف المتظاهرين المؤيدين لمصدق بالعنف والتدمير، بينما نظمت المخابرات البريطانية والأميركية العنيفة انقلابًا لطرده في مقابل الترحيب بالشاه باعتباره شخصية محبوبة و”تحولاً دراميًا للأحداث”.
وألقت الأفلام التسجيلية اللعنات على “الديكتاتور الافتراضي” المنتخب مصدق، والذي أعلن أثناء محاكمته اللاحقة بتهمة الخيانة العظمى عن أمله في أن يصبح مصيره مثالاً “لكسر قيود عبودية الاستعمار”. وتم تقديم الديكتاتور الحقيقي كحاكم للشعب، وهو الشاه المدعوم من الغرب والذي مهدت رجعيته الوحشية الطريق للثورة الإيرانية والجمهورية الإسلامية بعد ذلك بنحو 26 عامًا.

وقال “هكذا عندما ينتقد الساسة الغربيون التسلطية الإيرانية بقسوة أو يتقمصون دور البطولة في الدفاع عن الحقوق الديمقراطية بينما لا يزالون مستمرين في مساندة الأنظمة ............. في الخليج، فلن يكون هناك الكثير في الشرق الأوسط ممن يأخذون ذلك على محمل الجد”.
وتوصل التقرير الصحفي الى ان الغرب يقدم دائمًا العرب الذين يصرون على إدارة شئونهم الخاصة كمتعصبين.
وقال “لم تكن الثورة التي بدأت في ديسمبر(كانون الاول) الماضي في سيدي بوزيد أول ثورة شعبية تقوم ضد الحكم التعسفي في تونس. ففي الخمسينيات أدانت الحكومات الاستعمارية وداعموها بطبيعة الحال الحركة المناهضة للحكم الاستعماري الفرنسي بوصفها حركة متطرفة وإرهابية”.
واوضح ان نجم القومية العربية قد خف منذ نشأت الحركات الإسلامية، والتي تم إقصاؤها بوصفها حركة “متعصبين”، وذلك من جانب الغرب وبعض القوميين السابقين. ولأنَّ الانتخابات تأتي بحزب إسلامي تلو الآخر في العالم العربي، فإنَّ أميركا وحلفاءها يحاولون ترويضهم – على السياسة الأجنبية والاقتصادية، بدلاً من تفسيرات الشريعة. والذين يخضعون لذلك سوف يتم اعتبارهم “معتدلين” – أما الباقي فسيظل من “المتعصبين”.

وتوقع تقرير الصحيفة البريطانية ان يأتي التدخل العسكري الأجنبي في الشرق الأوسط بالموت والدمار والتقسيم.
وقال “ليست هناك حاجة للبحث في السجلات التاريخية لاستنتاج تلك الحقيقة. فتجربة العقد الأخير واضحة بشكل كافٍ، وسواءً كان ذلك غزوًا واحتلالاً بشكل كامل مثل العراق، حيث تم قتل مئات الآلاف، أو قصفًا جويًا لتغيير النظام تحت شعار”حماية المدنيين” في ليبيا، حيث تم قتل عشرات الآلاف، فقد كانت الخسائر البشرية والمادية كارثية”.
واضاف “كان هذا هو الحال طوال التاريخ المشئوم للتدخل الغربي في الشرق الأوسط. ويمكن لفيلم (باثي) الصامت لتخريب دمشق على يد القوات الاستعمارية الفرنسية خلال الثورة السورية عام 1925 أن يقدم صورة شبيهة للفلوجة في عام 2004 أو سرت في هذا الخريف – وذلك بغض النظر عن الطرابيش والخوذات”. ويعرض مع هذه الفقرة رابط فيلم عن دفاع دمشق عام 1925 من الارشيف البريطاني.
ويقول “بعد ثلاثين عامًا بدت بورسعيد في وضع مشابه خلال العدوان البريطاني الفرنسي على مصر عام 1956 الذي ميز حلول الدول الاستعمارية الأوروبية السابقة محل الولايات المتحدة كقوة مسيطرة في المنطقة”.

بغداد المدمرة تحت حكم الاحزاب الطائفية
ويؤكد ذلك بفيلم عن العملية البريطانية – الفرنسية في قناة السويس، عام 1956. ويقول “هذا الفيلم التسجيلي للقوات البريطانية وهي تهاجم السويس، وقوات الغزو وهي تحتل وتدمر مدينة عربية أخرى، بيروت أو البصرة مثلاً – قد أصبح من الملامح المميزة والمعتادة للعالم المعاصر ورابطًا مباشرًا بالعصر الاستعماري”.
ويصل الى قوله “هكذا كانت الخطط الإمبريالية التقليدية لاستخدام الدين والانقسامات العرقية لتقوية الاحتلال الأجنبي: سواء من الأميركيين في العراق أو الفرنسيين في سوريا أو لبنان أو البريطانيين أينما ذهبوا تقريبًا”. ويضيف “يمتلئ أرشيف باثي بالأفلام التسجيلية التي تروج للقوات البريطانية باعتبارها تعمل على الحفاظ على السلام بين الطوائف المتناحرة، من قبرص حتى فلسطين – وكل هذا لصالح استمرار السيطرة”.

ويقول “الآن تعمل التقسيمات الطائفية والعرقية التي فُرضت تحت الاحتلال الأميركي البريطاني للعراق والتي تم حشدها بواسطة حلفاء الغرب في الخليج للتخلص من تحديات الصحوة العربية أو تحويل مسارها: ومثلما حدث في قمع الثورة البحرينية، وعزل اضطرابات الشيعة في المملكة العربية السعودية وزيادة الصراع الطائفي في سوريا – لن يؤدي التدخل الأجنبي إلا إلى رفع نسبة القتل ومنع السوريين من حق السيادة في وطنهم”.
واختتم تقرير صحيفة “الغارديان” نتائجه بالقول ان “الرعاية الغربية للاستعمار في فلسطين هي عقبة دائمة في وجه العلاقات الطبيعية مع العالم العربي”.
وقال “كان يُمكن ألا يتم إنشاء دولة إسرائيل لولا الحكم الاستعماري لبريطانيا الذي دام ثلاثين عامًا في فلسطين ورعايتها للاستعمار الأوروبي اليهودي على نطاق واسع تحت شعار وعد بلفور عام 1917، وكان من الواضح أن فلسطين المستقلة ذات الأغلبية الفلسطينية العربية لم تكن لتقبل بهذا أبدًا”.ويرفق مع هذه الفقرة فيلماً عن القوات البريطانية في نابلس، عام 1939.

ويعرض له بالقول “تتجلى الحقيقة المقنعة في هذا المقطع لباثي نيوز من وقت الثورة العربية ضد التفويض البريطاني في نهاية الثلاثينيات حيث يعرض الجنود البريطانيين وهم يحاصرون الفلسطينيين (الإرهابيين) في مدينتي الضفة الغربية المحتلة نابلس وطولكرم – تمامًا كما يفعل خلفاؤهم الإسرائيليون اليوم”.
ويقول “إن سبب شعور المستوطنين اليهود بالأمان، كما يعلن المُقدم ذلك بنبرات حادة لاهثة في التعليق الصوتي المميز لفترة الثلاثينيات، هو (القوات البريطانية اليقظة دائمًا، والحامية دائمًا). وانهارت العلاقة بعد تقييد بريطانيا للهجرة اليهودية إلى فلسطين عشية الحرب العالمية الثانية”.
وكان رد الفعل الاستعماري لبريطانيا، في فلسطين وفي أماكن أخرى، هو دائمًا الظهور باعتبارها “راعية القانون والنظام” ضد “تهديد الثورة” و”سيدة الموقف” – كما يبدو في هذا الفيلم الإخباري المضلل عام 1938 من القدس.
ويصل الى ان الصلة الأساسية السابقة بين القوة الاستعمارية الغربية والمشروع الصهيوني أصبحت تحالفًا إستراتيجيًا دائمًا بعد تأسيس إسرائيل- من خلال إجلاء ونزع الملكية من الفلسطينيين وعدة حروب و44 عامًا من الاحتلال العسكري واستعمار غير قانوني مستمر للضفة الغربية وغزة.
ويقول “تعد الطبيعة غير المشروطة لهذا التحالف، والتي تظل محور سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، هي أحد الأسباب التي تفسر احتمال رفض الحكومات العربية المنتخبة ديمقراطيًا أن تلعب دور الضحية للقوة الأميركية والذي كانت تلعبه حكومة مبارك وأنظمة الخليج .............”.


وينتهي تقرير الصحيفة البريطانية الى القول “أن القضية الفلسطينية متأصلة في الثقافة السياسية العربية والإسلامية. ومثل بريطانيا قبلها، يُمكن أن تكافح الولايات المتحدة الأميركية لتظل (سيدة الموقف) في الشرق الأوسط“.





المركز العربى للدراسات


 

رد مع اقتباس