22-01-2012, 09:00 AM
|
#4
|
عضومجلس إدارة في نفساني
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 26107
|
تاريخ التسجيل : 10 2008
|
أخر زيارة : 18-06-2013 (07:29 PM)
|
المشاركات :
9,896 [
+
] |
التقييم : 183
|
|
لوني المفضل : Cornflowerblue
|
|
وعن موضوع انشر ولك الاجر والثواب
وارسل لكل الى عندك سؤال الشيخ الفاضل فقال
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا، ووفَّقَك الله لِكُلّ خَيْر .
أولاً : الدعاء لا يُقرَن بالمشيئة
فلا يُقال : جزاه الله خيرا إن شاء الله .
ونحو ذلك .وقد قال عليه الصلاة والسلام : لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت .
اللهم ارحمني إن شئت . لِيَعْزم في الدعاء ، فإن الله صانعُ ما شاء ، لا مُكْرِه له .
رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية لمسلم : إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلاَ يَقُلِ : اللّهُمّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ
وَلَـَكِنْ لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ ، وَلْيُعَظّمِ الرّغْبَةَ ، فَإنّ اللّهَ لاَ يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ أَعْطَاهُ .
وذلك لأنَّ مَن دَعـا وقَرَنَ دعاءه بالمشيئة فهو بَين أمْرَين :
إما أن يكون الداعي غير محتاج لِمَا سأل .
وإما أن يكون المسؤول غير مُقتدر على تَلبية السؤال
فيخشى أن يُوقعه في الْحَرج ،
فيقول : أعطني كذا إن شئت .وكل مِن الأمْرَين مُنْتَـفٍ في حق الله تبارك وتعالى .
قال القرطبي : قال علماؤنا : قوله : " فليعزم المسألـة "
دليل على أنه ينبغي للمؤمن أن يجتهد في الدعاء
ويكون على رَجاء من الإجابة ،
ولا يَقنط مِن رحمة الله ؛ لأنه يدعو كَريما . اهـ .
ثانيا : يُخطئ بض الناس عندما يَكون همّـه هو حِسَاب الْحَسَنات دُون الالتفات لِمَا هو أهَمّ
وهو القَبُول . وهذا هو الذي أهَمّ السلف .
لم يكن هذا من هدي السلف ؛ لأن الذي كان يشغل سلف هذه الأمة أمْر أهمّ
مِن العَمل وما يترتب عليه مِن أجْر ، وهو القبول .
هل تقبّل الله ذلك العمل أوْ لا ؟
ولذا لما جاء سائل إلى ابن عمر فقال لابنه : أعْطِه دينارا ، فلما انصرف
قال له ابنه : تقبل الله مِنك يا أبتاه
فقال : لو علمت أن الله يَقبل مني سجدة واحدة وصدقة درهم لم يكن غائب
أحب إليّ من الموت . أتدري ممن يتقبل ؟
(إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) .
وقال فضالة بن عبيد : لأن أعلم أن الله تقبل مِنِّي مثقال حبة أحبّ
إليّ من الدنيا وما فيها
لأنه تعالى يقول :
(إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) .
وكان مُطَرِّف يقول : اللهم تَقَبل مِنِّي صلاة يوم . اللهم تَقَبل مِني صوم يوم .
اللهم اكتب لي حسنة ، ثم يقول
(إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) .
رواه ابن أبي شيبة .
قال ابن مسعود رضي الله عنه : إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يَقع عليه
وإن الفاجر يَرى ذنوبه كَذُبَابٍ مَـرّ على أنفه ، فقال به هكذا .
رواه البخاري .
وقال الحسن البصري في وصف خير القرون : عَمِلُوا والله بالطاعات واجتهدوا فيها
وخافوا أن تُردّ عليهم ، إن المؤمن جمع إحسانا وخشية ، والمنافق جمع إساءة وأمنا .
فالمؤمن أشدّ حرصا على قَبُول العَمَل مِنه على كثرة العمل .
ولذلك قال الله تعالى :
(لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) .
قال الفضيل بن عياض في هذه الآية : أخْلَصُه وأصْوَبه
فإنه إذا كان خَالِصا و لم يكن صَوابا لَم يُقْبَل
وإذا كان صوابا ولم يكن خَالِصا لم يقبل حتى يكون خَالِصا
والْخَالِص إذا كان لله ، والصَّوَاب إذا كان على السُّـنَّة .
ثالثا : ليس كُل دُعاء يُقبَل ، وذلك لأنَّ الداعي إذا دَعا لا يَخلو مِن حالَين :
الأول : أن يَكون دعاؤه خالصا ، ويَخلو مِن الموانع .
والثاني : أن لا يَكون الدعاء خالصا ، أو يَكون لدى الداعي ما يَمنع استجابة لِوجود مانِع
أو وُجود الأمرين معا .
فأما ألأول فإنَّ الداعي إذا دعا دُعاء خالصا ، وخلا مِن الموانع فإنه أمام ثلاثة أمور
إما أن يُستجاب له ، وغما أن يُدفع عنه مِن البلاء بِقَدْره ، وإما أن يُدَّخَر له لِيوم القيامة .
قال عليه الصلاة والسلام : مـا من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثمٌ ولا قطيعةُ
رَحم إلاَّ أعطاه الله بـها إحدى ثلاث : إما أن تُعَجَّل لـه دعوته
وإما أن يَدَّخِرها لـه في الآخرة ، وإمـا أن يَصْرِف عنه مِن السوء مثلها .
قالوا : إذاً نكثر ؟
قال : الله أكثر .
رواه الإمام أحمد . وهو حديث صحيح .
قال نافع : قال ابن عمر : كان يُقال : إن لكل مؤمن دعوة مستجابة عند إفطاره
إما أن يُعجل له في دنياه ، أو يُدّخر له في آخرته .
قال : فكان ابن عمر – رضي الله عنهما – يقول عند إفطاره : يا واسِع المغفرة اغْفر لي .
رواه البيهقي في شعب الإيمان .
رابعا : مما يُـنَبَّـه عليه في مثل هذا المقام : ما يَنتشر بين بعض الناس عبر رسائل الجوال
أو رسائل البريد ، مِن تحميل الناس أمانة نشر هذا القول ،
أو ذلك الذِّكْر ، وجعله أمانة في عُنُقه إلى يوم القيامة !
فهذا لا يَجوز لِمَا فيه مِن إلْزام الناس بِما لَم يُلْزمهم به الله ولا رسوله
صلى الله عليه وسلم .
وتكليفهم بِما لم يُكلَّفُوا به .
والله تعالى أعلم .
*******************************************
وسال عن ما حكم الانشغال بعد الحسنات والسيئات ؟؟
فقال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة لله وبركاته
فضيلة الشيخ / عبد الرحمن السحيم ... حفظه الله ،،
ما حكم الانشغال بتعداد الحسنات والسيئات ؟
كمن يقول .. إذا قرأت كذا فستحصل على ( --- ) من الحسنات
ثم يبدأ بالجمع وهكذا .. ؟
وجزاكم الله خيراً ..
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً
هذا مسكين مخذول !
كيف ؟
لأنه انشغل بِِعَدّ الحسنات عما هو أهمّ من العَدّ ، وهو " القَبول "
وهذا الأمر هو الذي أهمّ السلف ، فقد كان يَهمّهم القبول أكثر من العدد
لأن الله يُضاعِف لمن يشاء .
ولذا لما جاء سائل إلى ابن عمر فقال لابنه : أعطه دينارا ، فلما انصرف
قال له ابنه : تقبل الله منك يا أبتاه
فقال : لو علمت أن الله يقبل مني سجدة واحدة وصدقة درهم لم يكن غائب
أحب إليّ من الموت . أتدري ممن يتقبل ؟
(إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) .
وقال فضالة بن عبيد : لأن أعلم أن الله تقبل مِنِّي مثقال حبة أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها ،
لأنه تعالى يقول :
(إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) .
وكان مُطَرِّف يقول : اللهم تَقَبّل مِنِّي صلاة يوم . اللهم تَقَبّل مِنِّي صوم يوم .
اللهم اكتب لي حسنة ، ثم يقول : (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) .
رواه ابن أبي شيبة .
فالعبرة بِقبول العمل لا بِكثرته، قال سبحانه وتعالى : (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)
ولم يَقُل : أيّكم أكثر عملا !
سُئل الفضيل بن عياض عن قوله تعالى : ( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا )
قال : هو أخلص العمل وأصوبه
قالوا : يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه ؟
قال : إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل
وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا وصوابا
فالخالص أن يكون لله ، والصواب أن يكون على السنة .
وقد يَفوت هذا الإنسان ما يُشترط في قبول العمل من إخلاص ومُتابَعة لاشتغاله
بِِعَدّ الحسنات .
والله أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد
__________________
|
|
|