الموضوع: صيانة اللسان
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-01-2012, 09:03 AM   #2
واثقة بالله
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية واثقة بالله
واثقة بالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 26107
 تاريخ التسجيل :  10 2008
 أخر زيارة : 18-06-2013 (07:29 PM)
 المشاركات : 9,896 [ + ]
 التقييم :  183
لوني المفضل : Cornflowerblue


جزاكم الله خير أخي أبو يوسف ,,

ولمزيد من الفائدة من :



في حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه { قلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار ، قال لقد سألت عن عظيم ، وإنه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله لا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان ، وتحج البيت . ثم قال ألا أدلك على أبواب الخير ؟ [ ص: 67 ] الصوم جنة ، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ، وصلاة الرجل من جوف الليل ، ثم تلا { تتجافى جنوبهم عن المضاجع } حتى بلغ يعملون . ثم قال ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه ؟ قلت بلى يا رسول الله ، قال : رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد . ثم قال ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ قلت بلى يا رسول الله فأخذ بلسانه قال كف عليك هذا ، قلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال ثكلتك أمك ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم } رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح . قال الحافظ ابن رجب : وخرجه الإمام أحمد والنسائي وابن ماجه ثم قال : هذا يدل على أن كف اللسان وضبطه وحبسه هو أصل الخير كله وأن من ملك لسانه فقد ملك أمره وأحكمه وضبطه .

وخرج
البزار من حديث أبي يسر { أن رجلا قال يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة ، قال أمسك هذا وأشار إلى لسانه ، فأعادها عليه وقال ثكلتك أمك هل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم } وقال إسناد حسن .

قال الحافظ ابن رجب : والمراد بحصائد الألسنة جزاء الكلام المحرم وعقوباته ، فإن الإنسان يزرع بقوله وعمله الحسنات والسيئات ثم يحصد يوم القيامة ما زرع ، فمن زرع خيرا من قول أو عمل حصد الكرامة ومن زرع شرا من قول أو عمل حصد الندامة .

وظاهر حديث
معاذ أن أكثر ما يدخل به الناس النار النطق بألسنتهم ، فإن معصية النطق يدخل فيها الشرك وهو أعظم الذنوب عند الله عز وجل ، ويدخل فيها القول على الله بغير علم وهو قرين الشرك ، وشهادة الزور التي عدلت الشرك بالله ، والسحر والقذف وغير ذلك من الكبائر والصغائر ، كالكذب والنميمة والغيبة وسائر المعاصي القولية ، وكذا الفعلية لا يخلو غالبا من قول يقترن بها يكون معينا عليها .

وفي حديث
أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم { أكثر ما يدخل الناس النار الأجوفان الفم والفرج } رواه الإمام أحمد والترمذي .

[ ص: 68 ] وأخرج
البخاري والترمذي عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة } .

وعند الإمام
أحمد والطبراني وأبي يعلى ورواته ثقات عن أبي موسى مرفوعا { من حفظ ما بين فقميه وفرجه دخل الجنة } والفقمان هما اللحيان .

وأخرج الترمذي وحسنه
وابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة مرفوعا { من وقاه الله شر ما بين لحييه وشر ما بين رجليه دخل الجنة } .

والطبراني في الأوسط عن أنس مرفوعا { من حفظ لسانه ستر الله عورته } .

ورواه أبو يعلى بلفظ { من خزن لسانه ستر الله عورته } .

والطبراني في الصغير والأوسط عنه مرفوعا { لا يبلغ المؤمن حقيقة الإيمان حتى يخزن من لسانه } .

وفي الصحيحين عن
أبي هريرة أيضا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب } .

وخرجه الترمذي ولفظه { إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار } .

وفي حديث
أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت } رواه البخاري ومسلم .

وروى
الطبراني من حديث أسود بن أصرم المحاربي قال { قلت يا رسول الله أوصني ، قال هل تملك لسانك ؟ قلت ما أملك إذا لم أملك لساني ، قال فهل تملك يدك ؟ قلت ما أملك إذا لم أملك يدي ، قال فلا تقل بلسانك إلا معروفا ، ولا تبسط يدك إلا إلى خير } .

وفي مسند الإمام
أحمد رضي الله عنه عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه } .

[ ص: 69 ]
والطبراني عن معاذ مرفوعا { إنك لن تزال سالما ما سكت ، فإذا تكلمت كتب لك أو عليك } .

وفي المسند عن
عبد الله بن عمرو مرفوعا { من صمت نجا } .

وخرج الإمام
أحمد من حديث سليمان بن سحيم عن أمه قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول { إن الرجل ليدنو من الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيتكلم بالكلمة فيتباعد منها أبعد من صنعاء } .

وخرج أيضا الترمذي
والنسائي عن بلال بن الحارث مرفوعا { إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله بها رضوانه إلى يوم يلقاه ، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه } .

وقال صلى الله عليه وسلم { كلام ابن آدم عليه لا له إلا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذكر الله عز وجل } .

إذا علمت ما ذكرنا ، وفهمت مضمون ما حررنا ، تيقنت عظم شأن اللسان . وما يعود به على الإنسان . ولنتكلم على آفات اللسان وشئونه في مقامات .




 

رد مع اقتباس