عرض مشاركة واحدة
قديم 10-08-2003, 08:56 AM   #2
دمعتي جمره
عضو


الصورة الرمزية دمعتي جمره
دمعتي جمره غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4461
 تاريخ التسجيل :  08 2003
 أخر زيارة : 08-12-2003 (06:57 PM)
 المشاركات : 10 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue



قال الدكتــــور:

حالتك ميؤوس منها، وبطلعك علشان تقضين آخر أيامك في المكان اللي تحبينه.




ورجع لصمته وسكت الطبيب، وسكت كل شيء في الغرفة، بس أنا ما عاد


أسمع إلاّ صوت أنفاسي وصوت أكوااام الأمل اللي انهدت في قلبي، ومن



الصدمة رميت غطوتي بعيد وقمت بحماس، وكأني بدافع عن حياتي، وكأن


الطبيب هو اللي يبي يسلبها مني، وانحنيت، ولأول مرة أحط عيني في عين


طبيبي اللي ما رفعها عن الأرض،




وقلت بحماس: دكتور!!! لا تقول كذا أنا طيبة! دكتور!!! وش هالكلام؟!!! دكتووور



كيف الطب يعجز عن حالتي أنا؟!!!!! أنا؟!!! أصلاً أبو سارة قال إنّه بيلف بي


العالم!!! كيف المرض ينتصر على شبابي وحيويتي؟!! أنا أقوى منه أكيد.



يا العنود الموت والحياة بيد الله، والطب وسيلة، وما أدري؟! يمكن يبقالك


ساعات أو أيام أو أسابيع؟! بس حالتك يا العنود ما عاد نقدر نسيطر عليها.


وسكت.


وقبل لا يطلع قال، وكأنه يبي يخفف عني: وأبعطيك أقوى المهدئات ولا راح


تحسين بالألم في باقي أيامك إن شاء الله.


حسّيت ساعتها إني مجوفة فاضية من الداخل، حسيت الدنيا سوداء حواليني،


وبدت تتضح لي صور من بعيد في مخيلتي، أول صورة شفتها كانت صورة


سارة بنتي وهي تضحك وعمرها شهور. وبعدين شفت صورة زواجي وأنا لابسة


أبيض وزوجي ماسك يدي بفخر، وهذي أمي وهذي زميلتي في المدرسة



شفتها، مع إني من بداية الصيف ما قابلتها ولا كلمتها، وهذولا عصافير غرفة


سارة. وآخر صورة شفتها قبل لا أفوق كانت فستان زواج ماجد اللي اخترته من


مجلة الأزياء. حسيت باختناق وضيق، هذا حضن أمي اللي دخلت علي وضمتني،


وأبعدها عني بقوة وقاومت علشان أتخلص من حضنها، وسمعت صوت زوجي


يكلم الطبيب عند الباب، طالعت أمي بعصبية،



وقلت: يمّه ما أبي أشوف خالد.



كانت رغباتي أوامر في ذيك الساعة، ركضت أمي وردّته من عند الباب، ما كنت


أبي أشوفه، كنت متأكدة إني ما راح أتحمل شوفته هو بالذات، حسّيت إنه


بيذكرني بأيام الرخاء وأنا ألحين في شدة. وينكم يا أهلي؟!! بس ما أبي


غيركم. ما بكيت ولا نزلت مني ولا دمعة، وكأن الخبر كان فوق مستوى البكاء،


بالعكس تحمست



وقلت: يا الله أبطلع.




أكملت إجراءات خروجي، وقبل لا أطلع جت المريضة اللي بتاخذ غرفتي، طالعت


عيونها فيها بريق أمل تختلف تماماً عن نظرتي أنا، كانت نظرتي ميتة عميقة


مالها لمعة. سبحان الله للأمل بريق في العيون. وطلعت






قلت لأخوي: محمد ما أبي بيتي، أبي أروح لغرفتي قبل لا أعرف خالد.





وفعلاً أخوي بدون أوامري كان رايح لبيت أهلي. ونزلت ودخلت البيت بس ما


لقيت في استقبالي إلا خواتي الكبار!! والبيت كأنهم أخلوه لي! هذا بيت أهلي


العامر اللي الكل داخل طالع!! ألحين هادي كأنه مقبرة!!!.




يتبــــــــــــع


هل أكمــــل؟؟


 

رد مع اقتباس