28-01-2012, 02:57 AM
|
#7
|
نائب المشرف العام سابقا
عضو مجلس إداره دائم
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 28619
|
تاريخ التسجيل : 08 2009
|
أخر زيارة : 04-12-2022 (09:58 PM)
|
المشاركات :
6,209 [
+
] |
التقييم : 239
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Navy
|
|
مفاجأة الثورة واصرار التصعيد اربك كثير من موازين القوى الدولية وردود افعالها ..
فكشفت بما لا يدع مجال للشك عن مدى التخبط التى تعيشه المنطقة وعدم قدرتها على جرأة اتخاذ موقف مؤيد او معارض من الثورة .. مع انه سواء كان مؤيد او معارض سيكون افضل من انتظار الحصان الرابح ..
اما موقف الولايات المتحدة فمنذ اللحظة الاولى التى نما لعلمهم متأخرا نشوب ثورة بمصر ... قررت اتخاذ موقف ملتوى ولم تهدر استثمار الموقف بالضغط على مبارك للتفاهم مع المتظاهرين لوجود حلول وسطية ترضى كافة الاطراف ..
وبهذا تكون ضربت عصفورين بحجر واحد .. ساندت حقوق الانسان ومبدأ الحريات ونشر الديمقراطية المنادية بها لكسب تعاطف المحتجين ..
وايضا ايجاد فزاعة جديدة لمبارك لاستخدامها وقت الحاجة لتمرير ما تريده ..
اما اسرائيل .. فقد اعلنت منذ اللحظة الاولى استنكارها لهذه التظاهرات والاحتجاجات وخشيتها من التصعيد وما قد يترتب عليه من خطورة على امنها الحدودى .. لدرجة انها اعلنت حالة الاستنفار وحركت الجيش باتجاه سيناء لتحسس الاوضاع .. الا ان الجيش المصرى كان اسرع واكثر جرأة .. وتحرك بالاتجاه المضاد وتجاوز المنطقة الحدودية المعزولة داخل الاراضى المصرية المقررة فى معاهدة السلام بين البلدين ظلما .. لضمان سرعة التصدى لاى هجوم متوقع .. ولاعلان انتباهه للتحركات الاسرائيلية ..
وبعد التنحى ونتيجة الفراغ السياسى .. وعدم النضج الديمقراطى .. حدث جدال وتناحر ولغط واختلافات بين كافى القوى السياسية بكامل اشكالها وتوجهاتها .. نتيجة طبيعية لاختلاف المفاهيم وشعور كلا منهم انها الفرصة الوحيدة لارساء توجهها الحزبى والفكرى ويجب استغلالها على الوجه الاكمل ..
فاغراء الموقف اسقط الجميع فى خطأ الديكتاتورية وفرض الرأى واقصاء الاّخر و التى خرجوا اصلا عليها .. الا ان القوى العاقلة الاكثر اتزانا قررت تعديل سلوكها وانتهاج الطريق الصحيح
وفى ظل هذا التفجير ومعركة البحث عن الهوية وتحقيق المكاسب .. ونتيجة الاستعداءات تم توجيه عدة اتهامات لبعض القوى البارزة للثورة بتلقى تمويل اجنبى بصورة غير شرعية من دول عربية وغربية اضافة الى امريكا ..
تقدر بالمليارات .. وتحول الامر من مجرد تراشق لحصد الجولات الى اتهام رسمى وتصريحات مباشرة موجهه لنشطاء 6 ابريل وكفاية وغيرهم ..
ومن تصعيد لاّخر وتراشق لتحريض حدثت 6 كوارث تصادمية سقط فيها قتلى وجرحى بالعشرات ما بين المجلس العسكرى وبعض القوى التى تبادله الاتهام بالانحياز للاسلام السياسى وابرام ثفقة بينهم ..
وفى ظل هذا الهياج من الاحداث الذى دعى الى توتر الاوضاع لعدد من الاشهر القاسية ..
كان الاصرار على تحدى كافة الصعوبات وتنفيذ مسيرة الديمقراطية واقامة الانتخابات التشريعية لاعضاء مجلس الشعب بصورة مثالية لا تشكيك فيها كضرب من الخيال .. لكنه حدث فعلا بشهادة مراقبى العالم اجمع ..
وكان من اهم مكاسب الثورة وما عاقبها من احداث تلتها ..
الرفض الشعبى الكامل شكلا وموضوعا وعدم السماح لاى تدخلات خارجية .. عربية او غربية او امريكية .. فى شئون البلاد .. وباعتقادى الشخصى ان اهمهم كان الرفض للامريكان وعدم الاستجابة لاى ضغوط ..
وكذلك نواح اسرائيل المتتالى والمصاحب لتهديدات متوالية خاصة بعد تفجيرات الغاز واقتحام مبنى سفارتها بالقاهرة واستدعاء السفير .. يضعها فى موقف جديد من نوعه .. اعتقد انه سيجبرها على مراجعة الكثير من التصرفات الحمقاء .. خاصة مع الشعب المناضل الفلسطينى ..
قد لا ننكر وجود متنفس وبعض الحرية فى التعبير فى عهد مبارك ..
لكننا اليوم نمارسها ونتمرس الديمقراطية بكافة اركانها الصحيحة .. فقد نتأرجح قليلا .. لكن بلا شك تجربة فريدة من نوعها .. وتستحق ان ندفع ثمنها ..
|
|
|