عرض مشاركة واحدة
قديم 30-01-2012, 07:02 PM   #1
بسمة الغد
نائب المشرف العام سابقا


الصورة الرمزية بسمة الغد
بسمة الغد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23323
 تاريخ التسجيل :  03 2008
 أخر زيارة : 21-11-2016 (11:29 PM)
 المشاركات : 5,253 [ + ]
 التقييم :  217
 الدولهـ
Jordan
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Burlywood
و الآن عليك أن تصدّقي هذا !



و الآن عليك أن تصدّقي هذا !
من كتاب " نسيان.كم ّ"

إنّه الفراق.
أوّل صدمة ، اكتشافك أنّكما ما عدتما كائنًا واحدًا.. بل اثنين . لفرط انصهاركما في ذلك الزمن الجيولوجي الأوّل للحبّ ، لن تُصدّقي هذا الانشطار الموجع .
... أنت كمن يعيش إعاقةً عاطفيّةً ، أو تشوّهًا خلقيًّا كمن بُتر بعضه منه ، تحتاجين إلى لمّ شطريكما مجددًا في جسد واحد لتستطيعي الحياة ، بينما ينكبّ الجرّاحون عادة على فصل توأمين متلاصقين .
إنّه دليل على أنّك تفكرين عكس المنطق . فمن إعجاز الله تعالى أنّه خلق كلّ كائن فريدًا و مختلفًا و مستقلًا في وظائفه ، و لا يمكنك التنفس من رئتي كائن آخر أو أن يخفق قلبك في صدره .
عذرًا عزيزتي .
الرجل الذي أحببته ما كان أنت . كان النصف الذي يكمّلك باختلافه عنك ، و ستكتشفين بعد الآن أنّه مختلف إلى حدّ أنّه قد يتحوّل أمام ذهولك إلى عدوّك.. و إلى رجل غريب ما عدت تتعرّفين على شيء فيه !
قد تصادفينه يوماً على الرصيف الآخر للعمر ، فيحضرك بيت بشارة الخوري :

" تمرّ بي كأنّني لم أكُنْ ثغرك أو صدرك أو معصمَكْ
لو مرّ سيف بيننا لم نكُنْ نعلم هل أجرى دمي أم دمَكْ " .

رجل كنت تشاركينه كريات دمه ، فغدا السيف الذي يسيل دمك .
و كنت زورق نجاته عند الغرق ، فغدا الموج العاتي الذي يحرّض البحر عليك ليغرقك.

و كنت النافذة التي يرى منها مباهج الحياة ، فغدا الإعصار الذي يقتلع نوافذك .
رجل كنت تقولين له " إذا أحبّك مليون أنا معهم ، و إذا أحبّك واحد فهو أنا ، و إذا لم يحبّك أحد فاعلم أنّني متّ " فقتلك كي يُباهي بكونه قتل البشرية جمعاء .
... رجل كنت تخافين عليه من برد السنين ، فغدا صقيع عمرك .
و حميته من غدر الأيّام ، فكان من غدر بقدرك .
و أردت أن يرفع رأسه عاليًا بك ، فأطاح بقامتك كي يبدو أعلى ، و هو يقف على جثّتك الشامخة .
رجل كنت تشكّين في استدارة الأرض ، و لا تشكّين في استقامته .
و تشكّكين في أن يكون البحر مالحًا ، و لا يراودك شكّ في عسل كلامه .
و ترتابين من ضوء قمر ليلة اكتماله ، و تتيقّنين من أنّ ما بقي من عمرك سيضاء بحضوره .
بربّك.. كيف استطعت أن تكوني حمقاء إلى هذا الحدّ ؟
لن أقول لك تعلّمي من أخطائك ، ربما مثلك لا جدوى من نصحه . إذًا اروي نكتة " حبّك الكبير " للأخريات ، عساهن يتّعظن . ثمّ اضحكي من كلّ قلبك كما لو كنت تستمعين إلى قصّة امرأة غيرك .
هل أجمل من أن يضحك المرء ، حين يتوقّع الآخرون أنّه سيبكي !

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس