عرض مشاركة واحدة
قديم 03-02-2012, 03:16 AM   #1
بسمة الغد
نائب المشرف العام سابقا


الصورة الرمزية بسمة الغد
بسمة الغد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23323
 تاريخ التسجيل :  03 2008
 أخر زيارة : 21-11-2016 (11:29 PM)
 المشاركات : 5,253 [ + ]
 التقييم :  217
 الدولهـ
Jordan
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Burlywood
الدموع النبيلة ..



الدموع النبيلة ..



على جناح السرعة .. و قبلَ أن تنام .. استدعي اهتمامك .. واستحضر تركيزك . وافسح لقلبي مجال .. فقد اشتاقت حروفه لدفء ِقلبك ونبض ِالإنسانية ِفيه .

دعني أحدثكَ الليلةَ .. عن شيء ٍجميل .. يسمى الدموع النبيلة ..

كما تعلم فإن الدموعَ المشهورةِ والمنتشرةِ حولَ العالم .. كثيرٌ منها لا يمتُّ للدموع ِالنبيلة ِبصلة ِقرابة ٍأو حتى نسب ؛ ويرجعُ ذلكَ لمصانع إنتاجها سيئة السمعة وأسباب توليدها التافهة .
الأسباب الرفيعة المحفزة للدموع النبيلة أكثر من أن تعد .. منها :

قدوم الغائب المنتظَر العائد من السفر البعيد ... والمعنى هنا لا يقتصر على دموع الفرح الناشئة من لقاء إنسان وحسب .. فهناك أشياء لا تقل روعة اللقاء بها عن روعة لقاء الأحبة : كالهداية ِمثلا .. أو نور اليقين ..

أو اللحظة التي تعزم فيها : على أن تحيا من جديد .. إنسانا آخرَ غير الذي كان .. تبدأ فيها طريقك نحو الأفضل ، بعد حياة طويلة ماتت تحتَ سقف ِالهامش وقُبـِرَت في سراديب الظلام .. ففرحة ُاللقاء هنا تُولِّدُ دموعا محالٌ أن ينسى مذاقها .. خصوصا بعد أن تتوالى الآثار الجميلة لهذا اللقاء عليك .. [ وحتما ستتوالى إن أنت بدأت ].

أيضا .. لما تعيش في الحياة صاحب رسالة ... إنسان نشيط .. مترفع عن هامش الحياة ... لك شغلك الخاص وكلامك الطيب .. ويأتيك إنسان يخبرك أنه ممن تأثر بكلامك .. أو يأتي آخر ويهمس في قلبك أنه من ثمار جهدك في بحر الحياة .. فساعتها لا تملك وسيلة تعبر بها عن فرحتك سوى بابتسامات مرصعة بالدموع ...

أيضا .. لما تكون مُوفـَّق .. في إدخال السرور على قلوب الناس .. تُبلسِم جراحاتهم .. كأنك للجميع " الأخ العطوف " ... فتجد عيونهم تبتسم وتستشعر قلوبهم كيف تضحك بأسلوبها .. وإذا ما نظروا إليك .. وجدوا على صفحة وجهك لوحة فنية تصور ابتسامة قلبية .. قد أفعِمَت بدموع الفرح ..

فسبحان الله .. بالرغم من أن البعض يمنحوا دموعَنا تأشيرة الخروج .. [ والخروج بحرارة ] .. إلا أننا نودُّ لو نقبِّل رؤوسهم ونعانقهم بحرارة !! ..

ولا عجب ، فكما رأيت .. هكذا يكون الكلام عند الحديث عن الدموع النبيلة كتلك التي لا يحفزُها على النهوض سوى شيفرات خاصة يطلق عليها " أسباب رفيعة "... والبعض - البعض النادر - هم فقط - بعد الله - من يمتلك مفاتيحها .. فلنكن منهم .. ولنفتح لأنفسنا أولا ثم للناس أبوابها .. ولنجعل تلك الدموع إحدى غاياتنا .. ليس لذات الدموع وحسب ، بل لرفعة أسبابها وعذوبة النتائج المتحصلة من سلوك طريقها ..



مما أحببت مشاركتكم به .....

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس