الشق الثاني من العلاج و هو الجانب السلوكي و قبل ان نأبدا لابد ان نأكد على التدريج و اقصد هنا التدرج في العلاج لابد ان نصنف المواقف المثيره للرهاب فنبدأ بالاخف ثم نتدرج الى الاقوى و الاصعب.. كل ما سنذركه هو في الاساس مهارات اجتماعيه مهمه افتقدناها.. العزم و الصبر ضروريان للعلاج.
العائله :
من هنا سننطلق من بيتك.. أخبر عائلتك كيف تحب أن يعاملوك.. و هنا أقصد عندما يلاحظ اهلك خجلك او هدوئك و كانوا يميزونك من بين أخوانك أو يعطفون عليك فأطلب منهم أن يعاملوك معامله طبيعيه.. مثال : أنا والدتي كانت تعطف علي اكثر من أخوتي و هي لم تكن تعلم أني خجول و لكنها كانت تلاحظ هدوئي بالبيت و ان طلباتي قليله.. هنا المشكله يجب ان تخبرها بأن تغير أسلوبها تجاهك و تعاملك بشكل طبيعي.
الاصدقاء :
لا يكفي بأنك تخالط زملائك بالعمل او تجلس مع بعض أقاربك أبحث عن أصدقاء اجتماعيين يفهمونك و يقدرونك و تجنب من يسممون أفكارك .
التواصل البصري :
نقطه مهمه جدا و هي التواصل بالعينين.. نعم صعب في البدايه و لكن الحل هو أن تبدأ بأعين الاطفال تواصل مع أعين الاطفال و تواصل مع أعين كبار السن فوق الستين عام ستجدها سهله و بعدها أنتقل الى الاخرين و طبق التواصل البصري اثناء حديثك.. لم أتوقف أبدا عن الاندهاش لذلك الاتصال البصري الذي تقوم به أعين الاطفال.. فأعينهم الصغيره الشجاعه تطالعك مباشره و بكل ثقه.. فعندما يمسكون بأصابع أرجلهم الصغيره أو يصرخون ببهجه فهم لا يتساءلون ما اذا كانت أقدامهم كبيره أو صغيرة الحجم أكثر من اللازم.. و اذا مددت اصبعي الى بطنه الصغير فهو لا يعتقد انني أقصد ان اقول ( لقد صار لديك كرش.. أليس كذلك ؟ ) فالاطفال يعتقدون أنهم رائعون بغض النظر عن الشكل الذي يبدون فيه.. و يفترضون أن اي شخص أخر يعتقد أنهم كذلك ايضا.. لذلك فهم يظلون يطالعونك بثقه الى أن يملوا منك ثم ينتقلون الى شخص اخر.
حضور الحفلات :
ابدأ بالحفلات و الجمعات الصغيره احضر حفله او اجتماع و أجلس عشر دقائق فقط ثم انسحب و أختلق لنفسك عذر و المره الثانيه أجلس عشرين دقيقه و المره الثالثه 30 دقيقه و هكذا بالتدريج.
محادثه بلا خوف :
أبدا انت بالحديث.. تصنع الانبهار حتى و لو كان حديث الاخرين سخيف.. ارفع صوتك و تأكد من أن صوتك مسموع.. حاول أن تطيل الحديث مع الاخرين و أكثر من أسئلتهم من؟ ماذا؟ كيف؟ متى؟ .. لا تختصر الحديث او الاجابه.. أستخدم أسماء محدثيك و لكن باعتدال و ليس أكثر من اللازم.. توقع بعض المواضيع قبل المحادثه.. لاتكتفي بذكر رأيك و أسال الاخرين عن أرائهم.. أطرح موضوعات تعرفها حق المعرفه.. ايضا لا تقلق اذا لم تجهز نفسك للتحدث جهرا في مجموعه فهناك طريقه مضمونه وهي أنظر في أعين محدثيك و أبتسم و أومئ برأسك في الوقت المناسب لانك اذا لم تكن متحدث جيد فكن مستمع جيد.. عندما تتحدث تفاعل و ركز عن موضوع الكلام و ستنسى أي شي أخر.. أخيرا اذا كان الكلام من فضه فالسكوت من ذهب.
التسوق :
من أكثر الطرق الجيده في العلاج.. كن مدمن تسوق لا يشتري شي فأغلب الناس في الحقيقه يذهبون للسوق للمتعه و لا يشترون شي.. جرب الكثير من الاحذيه و لا تشتري منها شي.. في المطعم أطلب توضيح للسعر بالفاتوره.
أبحث عن عمل أخر :
أعمل بوظيفه مسائيه أو بعطلة نهاية الاسبوع أبحث عن وظيفه فيها أحتكاك مع الاخرين.. رتب مواقف بحيث يحكم عليك الاخرين ليس حسب شخصيتك و لكن حسب الدور الذي تلعبه.. صدقوني ان تجربة ان تكون أي شي ألا شخصيتك الحقيقه هي طريقه جدا مفيده.
توقف عن اجتناب الاخرين :
كل شخص لديه رد فعل بدني قوي تجاه الفوز.. الانتصار احساس رائع و يشبه في الغالب النشوه.. لسوء الحظ يحصل اصحاب الرهاب على احساس النشوه من خلال تجنب من يخيفهم من الناس بصوره ناجحه.. عندما تتجنب شخصا ما فان المسأله خداع اكثر من مجرد راحه نفسيه.. انها لا تختلف عن ادمان المخدرات ان الاجتناب عقار يدمنه الرهابيون.. بعد الحدث مباشره تأخذ نفس عميق و تقول لنفسك ( لقد هربت منه هذه المره! ) لكن ذلك يصعب الامور لانك تتوق الى تلك الراحه مرارا و تكرارا.. انك تحفر جحر أرنب يصعب عليك الخروج منه كل مره.. و كما قلنا مثل المدمن تبدأ في كره نفسك بسبب ضعفك.. اذا ما الحل ؟
الحل يا اخوان هو ان تبدأ في اعادة التأهيل فورا.. تخلص من رهابك و لا تتهرب من كل المواجهات.. أفترض ان شخص تعرفه معرفه سطحيه يسير متجها نحوك.. لا تتظاهر بأنك لا تراه.. ابتسم و قل مرحبا.. اكيد ما تحس براحه في البدايه عندما تتخلى عن نمطك و عادتك كرهابي.. لكتي أعدك بأن رد فعله سوف تشجعك و عندما ترى أنه يستجيب بدفء فستشعر أنك أفضل مماكنت تظن عندما تهربت منه.
معركة العقل و الجسد من أجل التوحد :
العقل : هلا بالجسد.. كيفك ؟ .. ما تلاحظ يا جسد اننا متكاسلين شوي ؟ و الا وش رايك ؟
الجسد : هلا بالعقل.. يعني بالله مسوي ما تعرف اننا رهابيين.
العقل: اوك.. اوك ما دام انك الجسد و تقول كذا فهذا دليل مادي.. صدقت حنا رهابيين.
الجسد : عفوا يبو الشباب.. سمعتك تاكد باننا رهابيين؟
العقل : نعم نعم يا جسد ما تشوف كيف متكاسلين و لا حتى قادرين نطالع بعيون الناس.
الجسد : خلاص دام حنا متفقين انا بتكيف معك و بتلعثم بالكلام.. برضوا شوية احمرار بالوجه و عرق عشان اكون اكثر اقناع.
كما شاهدتم اخواني و بطريقه غريبه يوصل هذا الاتفاق بين عقلك و جسدك و يطلق اخصائيو النفس على هذا الاتفاق اسم ( التوافق الادراكي ) . اذا كيف تهرب من هذه الدوائر المغلقه ؟
لديك خياران : الاول أن تقنع عقلك انك لست رهابي لكي يتصرف جسدك تبعا لفكرتك و عقلك و يتطلب هذا تغيير افكارك كما تحدثنا في العلاج المعرفي.. الخيار الثاني هو ان تدرب جسدك كي يتصرف بثقه حتى يمكن لعقلك ان يتبعه.. فمن الاسهل كثيرا تشكيل جسدك عن تشكيل عقلك و انت تعرف جميع الامور الاساسيه المطلوبه التي ذكرناها سابقا.. قف منتصبا و انظر الى الناس في أعينهم و ابتسم و تكلم بصوت مرتفع و مسموع.. و ستصبح المحادثه هكذا.
الجسد : هلا بالعقل.. يالله نروح للحفله.
العقل : اهلين بالجسد و الله ما شاء الله عليك شكلك جميل و مشيتك واثق.. يالله مشينا للحفله.
لا تستسلم :
اذا لم تنجح منذ البدايه مع الطرق السابقه فصمم على أن تواظب عليها فهي و الله ليست مستحيله.. اقطع وعدا صارم مع نفسك بأنك ستحاول مرات و مرات حتى تنجح.. اذا واجهت تحديا صعبا فلا تتخطاه أو تتحاشاه لان ذلك قد يشكل عادة بالنسبه لك و سترحب بالرهاب مره أخرى..
نظرا لضيق الوقت عندي سأكتفي بهذا القدر اليوم و سأكمل الموضوع لاحقا باذن الله.. و ساتكلم عن افضل الطرق العلاجيه السلوكيه التي ايضا جربتها و هي العلاج بالتعريض و لعب الدور.. ايضا بنقل لكم تجربتي مع استخدام الخيال و تخيل الموقف المثير للرهاب و التدرج في ذلك عن طريق التنويم الايحائي.. في الختام سامحوني على التقصير انا حاولت انا اساعد بكل ما عندي فان اصبت فمن الله و ان اخطات فمن نفسي و الشيطان..
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته