عرض مشاركة واحدة
قديم 05-02-2012, 05:40 PM   #3
المشتاق الى الجنة
عضو مجلس اداره سابق


الصورة الرمزية المشتاق الى الجنة
المشتاق الى الجنة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 32324
 تاريخ التسجيل :  11 2010
 أخر زيارة : 05-11-2012 (04:00 PM)
 المشاركات : 100 [ + ]
 التقييم :  192
لوني المفضل : Cadetblue


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى صحبه أجمعين
اما بعد

قصتنا اليوم طويلة بعض الشئ وهي من دروس الشيخ عبدالله الخليفة
ونأمل ان تصل الفائدة المرجوة منها

يقول شيخنا :

زارني أحد الأخوة طالباً موعداً لزوجته ،

فحددنا لها موعداً وبدأنا بالرقية الشرعية وتفاجأت بأن هذه المرأة مليئة بالسحر فقد تعرضت لأكثر من نوع من السحر

بدأنا بالرقية الشرعية وإعطائها برنامج الطب النبوي

وبدأ يتكلم العارض الموجود فيها

ويقول : الطب النبوي أهلكني وأنه أخرج خادم السحر الفلاني والفلاني

ومضينا في رقية المريضة دون أن نلتفت لهذا الكلام فهو كلام نسمعه من أغلب الجان بأنهم لايتحملون الطب النبوي والحق ماشهدت به الأعداءُ.

وفي أحد الأيام ومن خلال قرأتي على هذه المريضة تبين أن العارض الموجود فيها هو من المقارئ الذين يستعينون بالجان المسلم إن صحت طريتقهم
قرأت عليها وأنهيت الرقية

فسألت زوجها : هل سبق وذهبت زوجتك إلى مقارئ جماعية خارج السعودية للأستعانة بالجان المسلم
قال : نعم لأن هذه منطقتنا
ذهبت إلى قارئ يعالج بالجان المسلم
( وليس المقصود أنه معالج أومدرك للصح أو الخطأ )
ولكنها أصيبت بتعب بعد خروجها من هذه المنطقة
( وهي من مناطق الشام )
وكنا نقرأ عند فلان وبعد الرقية تعبت زوجتي

فقلت له : على كل حال هذا الذي في زوجتك هو مس عاشق ولكنه أتاها عن طريق هذا القارئ

فجأة وأنا أتكلم حضر العارض
فقال : نعم أنا عشقتها فقد ذهبت إلى هذا القارئ وهو ممن يستعين بالجان المسلم وبطريقته تلبست في جسدها
حتى أخبره بما فيها فرأيت أنها جميلة

فقاطعته وقلت له : نحن مسلمون ولايجوز أن تصف المرأة
فقال : أنا كذلك معجب بالأسلام
فقلت له : كيف معجب بالإسلام وأنت ألست بمسلم ؟
فقال : أنا يهودي وأنني من خلال قدومي معها إلى السعودية ورؤيتي لأشياء كثيرة من صفات الإسلام أُعجبت بالإسلام
فأريد أن أسلم
فقلت له : إن أسلمت فهذا لك ونسأل الله أن يهدي قلبك بالإسلام فالحجة قائمة على الإنس والجن من بعثة محمد صلى الله عليه وسلم
وإن لم تسلم فأنت ضرر عليها ولابد أن تخرج في كلتا الحالتين
ودعوت له الله عزوجل أن أراد به خيراً أن يعينه ويسير خروجه وإن لم يخرج فإني سأدعو عليه بالعكس
فقلت له : إذا كنت صادق فأخرج من يدها اليمنى

فنطق

أشهد أن لا أله ألا الله وأن محمداً رسول الله

واهتزت اليد اليمنى للمريضة وصاحت ثم خرج.


والعبرة من هذه القصة


أن الإنسان لايجزم بأن كل من يستعين بالجان المسلم طريقته صحيحة فقد تعود عليه بالضرر حتى لو ثبت أنه يستعين بالجان المسلم فقد يكون يستعين بغير الجان المسلم ومن الممكن أن يستعين بمشعوذ
وهذا مايحدث مع الكثير من المرضى
ومن الملاحظ عند كثير من الناس الذين ليس لديهم علم شرعي خاصة في هذا المجال لايستطيعون التفريق بين الراقي الشرعي والراقي الذي يتعامل مع الجان
(مسلم - غيرمسلم - مشعوذ )


فنجده كالغريق الذي يتعلق بقشة

بسبب :

١ - قلة علمه

٢ - ضعف الوازع الديني لديه

٣ - عدم تقديره لحجم الضرر الذي سيلحق به


وعدم جواز الاستعانة بالجان المسلم في المعالجة تعود لعدة أمور أخرى منها:

اولا:قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى ورُقي وأمر أصحابه بالرقية فاجتمع بذلك فعله وأمره وإقراره صلى الله عليه وسلم فلو كانت الاستعانة بالجن المسلم كما يدعي البعض فضيلة ما ادخرها الله عن رسوله صلى الله عليه وسلم يوم سحرته يهود ولا عن أصحابه رضي الله عنهم وهم خير الخلق وأفضلهم بعد أنبيائه وفيهم من أصابه الصرع وفيهم من أصابته العين وفيهم من تناوشته الأمراض من كل جانب فما نقلت لنا كتب السنة عن راق فيهم استعان بالجن .
ثانياً : الاستعانة بالجني المسلم _ كما يدعي البعض _ تعلق قلب الراقي بهذا الجني وهذا ذريعة لتفشي استخدام الجن مسلمهم وكافرهم ومن ثم يصبح وسيلة من وسائل الشرك بالله جل وعلا وخرق ثوب التوحيد ومن فهم مقاصد الشريعة تبين له خطورة هذا الأمر فما قاعدة ( سد الذرائع ) إلا من هذا القبيل .
ثالثاً : يجب المفاصلة بين الراقي بالقرآن والساحر وهذا الأمر فيه مشابهة لفعل السحرة فالساحر يستعين بالجن ويساعدونه ويقضون له بعض حوائجه لذا قد يختلط الأمر على من قلّ حظه من العلم فيساوي بين الراقي بالقرآن والساحر فيروج بذلك سوق السحرة وهذا من المفاسد العظيمة على العقيدة .
رابعاً : من المعلوم أن الجن أصل خلقته من النار والنار خاصيتها الإحراق فيغلب على طبعه الظلم والاعتداء وسرعة التقلب والتحول من حال إلى حال فقد ينقلب من صديق إلى ألد الأعداء ويذيق صاحبه سوء العذاب لأنه أصبح خبيراً بنقاط ضعفه .وكما قيل احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مره فلربما انقلب الصديق فكان أعلم بالمضرة فمن أراد التخلص من هذا الأمر فليستشعر أن الحق في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم أجمعين والتابعين من أئمة الهدى والتقى والدين وليترك التعرج على كل ما خالف طريقتهم كائناً ما كان فهل بعد سبيل الله ورسوله إلا سبيل الشيطان ؟ والله أعلم .
هذا النقل من فتاوى الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - لأبي المنذر خليل بن إبراهيم في رسالته " الرقية والرقاة بين المشروع والممنوع " وهي من تقديم فضيلة الشيح / صالح الفوزان - حفظه الله - وبتأييد من سماحة الشيخ / عبد العزيز بن باز - رحمه الله - في وقته ونقله أيضا حسن سلمان فى هامش كتابه "فتح المنان في جمع كلام شيخ الإسلا م ابن تيمية عن الجان .




نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة




من الدروس الصوتية للشيخ/
عبدالله الخليفة


 

رد مع اقتباس