الموضوع: ما أجمل الروح
عرض مشاركة واحدة
قديم 17-02-2012, 12:18 AM   #1
بسمة الغد
نائب المشرف العام سابقا


الصورة الرمزية بسمة الغد
بسمة الغد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23323
 تاريخ التسجيل :  03 2008
 أخر زيارة : 21-11-2016 (11:29 PM)
 المشاركات : 5,253 [ + ]
 التقييم :  217
 الدولهـ
Jordan
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Burlywood
ما أجمل الروح



ما أجمل الروح




خلقها ربي فأحسن خلقها واحتفظ بها سرا من أسراره سبحانه وتعالى.

الجسد يختلف كليا عن الروح .. يختلف في حبه في عشقه في كرهه في حيويته .. في جماله .. في رونقه .. في علاقاته الإنسانية .. في تصرفاته البيولوجية .. في تصرفاته النفسية .. في كل شيء.



الجسد أسير للنفس وأسير للطبيعة وأسير للاختلاف وأسير للعادات والتقاليد وأسير للهوى. الجسد أسير والروح حرة طليقة. الجسد جروحه تندمل بسرعة، أما الروح فجروحها عميقة وأخاديدها واسعة.

الروح تحب وتعشق وتكره بلا حدود. تسافر في كل الدنيا. لا تعرف مسافات ولا تعرف نظر ولا سمع ولا لمس. بل تحب من أجل الحب. تدخل في روح أخرى بلا خجل ولا وجل. فإذا حزنت، خار من أجلها الجسد، وإذا فرحت، طار من أجلها الجسد.

ما أحلى الروح الطيبة .. تطيب لها الأرواح وتهفو إليها الأنفس. جمالها أخاذ. عبيرها فواح. حبها إفلاطوني. تعلقها متين.

لا تكل ولا تمل من التحليق. في الليل حين تنام الأجساد، تتسلل الروح تاركة الجسد يغط في سبات عميق لتحلق في ملكوت الله. تسبح في النور السماوي. وحين يستيقظ الجسد تسارع الروح إلى الركون إلى ضعفه لتعينه على الحياة.

ما ألذها وأشهاها من روح طيبة. تغادر الدنيا في نومة الجسد وتحلق في عالم نوراني بعيد جميل.

كم أغبطها وأحسدها لقدرتها الرائعة على الطيران والتحليق. لا ندري هل لها أجنحة أم بساط تطير فوقه. فقط يعلم كنهها الخالق سبحانه وتعالى. ونحن لا نملك إلا الإعجاب بها وبقدرة خالقها الذي أمره بين الكاف والنون.

والأرواح عجيبة الرباط بينها. فما أن تجد رفيقها حتى تأنس إليه وترتبط به بوثاق عجيب. وقد قال الحبيب المصطفى في الحديث (الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ) فسبحان المؤلف وسبحان الموفق.

كم تمنيت حين كنت (كبيرا) أن يصبح لي جناحان مثل الطير. وقد كنت في صغري أطير بلا أجنحة. أما الآن وقد شاخت السنون وعالجت الجسد بالكد والتعب وعاجلته بالكبر فقد صارت الحاجة إلى أجنحة أشد وأشد.

يا إلهي. كم أتوق إلى سماع هذا النداء (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30) صدق الله العظيم

وحتى نلتقي،،،

مهيب ابو القمبز

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس