عرض مشاركة واحدة
قديم 17-02-2012, 01:53 AM   #15
صلاح سليم
نائب المشرف العام سابقا
عضو مجلس إداره دائم


الصورة الرمزية صلاح سليم
صلاح سليم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28619
 تاريخ التسجيل :  08 2009
 أخر زيارة : 04-12-2022 (09:58 PM)
 المشاركات : 6,209 [ + ]
 التقييم :  239
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Navy


اشكرك اختى الكريمة على الموضوع الرائع جدا ..
وعلى اختيارى فى سيرة الفاروق بن الخطاب رضى الله عنه وارضاه .. بالتحديد ..
لانى كم اعتبره الفارس والمثل والقدوة (ولله المثل الاعلى ) فى كافة تعاملاته العبقرية فى قيادة وحكم العرب جميعا وليس المسلمين فقط بمنتهى العدل والانصاف والحكمة ..
ولكم ونحن نمر بهذه الفترة الحرجة من تاريخ الامة و نتمعن فى عبقرية حكم وادارة هذا الصحابى الجليل .. ان نكون بامس الحاجة الى من يسير على خطاه ..



السيرة ..
اسمه عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي ، أمير المؤمنين ، أبو حفص القرشي العدوي ، الفاروق رضي الله عنه .
استشهد في أواخر ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين ، وأمه حنتمة بنت هشام المخزومية أخت أبي جهل ، أسلم في السنة السادسة من النبوة وله سبع وعشرون سنة

هو فاروق هذه الأمة، ووزير رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومَنْ أيَّد الله به الإسلام وفتح به الأمصار، وهو الصادق المحَدَّث الملْهَم، الذي قال فيه المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: "لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب" رواه الحاكم،
الذي فرَّ منه الشيطان، وأُعلِي به الإيمانُ، وأُعلن الأذان!
روى الإمام أحمد في (مسنده) أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: "إن الله تعالى جعل الحق على لسان عمر وقلبه!".

جهوده في خدمة حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

هو الذي سنَّ للمحدثين التثبتَ في النقل، وربما كان يتوقف في خبر الواحد إذا ارتاب، فقد روى البخاري ومسلم في (صحيحيهما) عن أبي سعيد الخدري أنه قال: كنت جالسًا بالمدينة في مجلس الأنصار، فأتانا أبو موسى [الأشعري] فَزِعًا أو مذعورًا، قلنا: ما شأنُك؟ قال: إن عمر أرسل إليَّ أن آتيه، فأتيت بابَه فسلمتُ ثلاثًا، فلم يرُدَّ عليَّ فرجعتُ، فقال: ما منعك أن تأتينا؟" فقلت: "إني أتيتُك فسلَّمتُ على بابك ثلاثًا، فلم يردوا علي فرجعتُ، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا استأذن أحدُكم ثلاثًا فلم يؤذن له فليرجع». فقال عمر: أقم عليه البينة وإلا أوجعتك! فقال أبيُّ بن كعب: لا يقوم معه إلا أصغرُ القوم. قال أبو سعيد قلت أنا أصغر القوم. قال فاذهب به. وفي رواية لأبي داود أن عمر – رضي الله تعالى عنه – قال لأبى موسى: "إني لم أتهمْكَ، ولكن الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – شديد!"، وفي رواية أخرى عندأبي داود أيضًا أن عمر قال لأبي موسى: "... ولكن خشيت أن يتقوَّل الناس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم –".

وفي السياق نفسه روى البخاري ومسلم في (صحيحيهما) أن عمر استشار الناسَ في إملاصِ المرأة [أي التي تُضرب بطنُها فتلقي جنينَها]، فقال: مَنْ سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى في السِّقْط؟ [وهو الجنين يسقط من بطن أمه قبل تمامه ذكرًا كان أم أنثى] فقال المغيرة بن شعبة أنا سمعته قضى فيه بغُرَّة عبد أو أمة. قال: ائتِ بمن يشهدُ معك على هذا. فقال محمد بن سلمة: أنا أشهد على النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثل هذا.

وهذه الأخبار وغيرها تظهر لنا بجلاء كيف كان حرصُ عمر بن الخطاب – رضي الله تعالى عنه - على أن يتثبتَ ويتأكد عنده خبرُ الصحابي بقول صحابِي آخر من غير تهمة للأول، وتوضِّح لنا أن الخبر إذا رواه ثقتان كان أقوى وأرجح مما انفرد به واحد، وفي ذلك – أيضًا - حضٌ على تكثير طرق الحديث من أجل مزيد من الاستيثاق والتثبت.

وقد كان عمرُ - رضي الله تعالى عنه - من وَجَلِه أن يُخطِئ الصحابيُّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يأمرُ الصحابة أن يُقِلُّوا الرواية عن النبي – صلى الله عليه وسلم -، ولئلاَّ يتشاغل الناس برواية الأحاديث عن حفظ القرآن.
فعن قَرَظة بن كعب الأنصاري قال: خرجنا نريد العراق، فمشى معنا عمر بن الخطاب إلى صرار [اسم مكان]، فتوضأ ثم قال: أتدرون لم مشيت معكم؟ قالوا: نعم، نحن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مشيت معنا [ أي لِحَقِّنا وإكرامًا لنا]، قال: إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل!! فلا تبدونهم بالأحاديث فيشغلونكم [يريد: فلا تصدُّوهم بالأحاديث فتشغلوهم]، جردوا القرآن وأقِلُّوا الرواية عن رسول الله - صلى الله عليه و سلم - وامضوا وأنا شريككم، فلما قدم قرظة قالوا: حدِّثنا. قال: نهانا ابن الخطاب، رواه الحاكم.

وقد أسس - رضي الله تعالى عنه - لأدب التحديث، فعن سليم بن حنظلة قال: أتينا أُبَيّ ابن كعب لنتحدث عنده، فلما قام قمنا نمشي معه، فلحقه عمر فرفع عليه الدِّرة، فقال أُبَيّ: يا أمير المؤمنين اِعلَمْ ما تصنع؟ فقال عمر: أما علمتَ أنها فتنةٌ للمتبوع ذلةٌ للتابع؟!

وهكذا كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حافظًا لسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وحارسًا للشريعة حتى استُشهد – رضي الله تعالى عنه - في أواخر ذي الحجة من سنة ثلاث وعشرين للهجرة النبوية، والأرجح أنه عاش ثلاثًا وستين سنة رضي الله عنه.


صور من عدله ..
ففي كنز العمال عن أنس: أن رجلاً من أهل مصر أتى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين عائذ بك من الظلم، قال: عذت معاذاً، قال: سابقت ابن عمرو بن العاص فسبقته فجعل يضربني بالسوط ويقول: أنا ابن الأكرمين فكتب عمر إلى عمرو يأمره بالقدوم ويقدم بابنه معه فقدم، فقال عمر: أين المصري، خذ السوط فاضرب فجعل يضربه بالسوط ويقول عمر اضرب ابن الأكرمين. قال أنس: فضرب فو الله لقد ضربه ونحن نحب ضربه، فما أقلع عنه حتى تمنينا أنه يرفع عنه، ثم قال عمر للمصري: ضع السوط على صلعة عمرو، فقال: يا أمير المؤمنين إنما ابنه الذي ضربني وقد استقدت منه، فقال عمر: لعمرو مذ كم تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً، قال: يا أمير المؤمنين لم أعلم ولم يأتني. انتهى.

وفي تاريخ الطبري عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب رحمه الله إلى حرة واقم، حتى إذا كنا بصرار إذا نار تؤرث، فقال: يا أسلم، إني أرى هؤلاء ركباً قصر بهم الليل والبرد، انطلق بنا فخرجنا نهرول حتى دنونا منهم، فإذا امرأة معها صبيان لها وقدر منصوبة إلى النار وصبيانها يتضاغون، فقال عمر: السلام عليكم يا أصحاب الضوء وكره أن يقول: يا أصحاب النار، قالت: وعليك السلام، قال: أأدنوا؟ قالت: ادن بخير أو دع، فدنا فقال: ما بالكم؟ قالت: قصر بنا الليل والبرد، قال: فما بال هؤلاء الصبية يتضاغون؟ قالت: الجوع، قال: وأي شيء في هذا القدر؟ قالت: ماء أسكتهم به حتى يناموا، الله بيننا وبين عمر! قال: أي رحمك الله، ما يدري عمر بكم! قالت: يتولى أمرنا ويغفل عنا! فأقبل علي، فقال: انطلق بنا، فخرجنا نهرول، حتى أتينا دار الدقيق، فأخرج عدلاً فيه كبة شحم، فقال: أحمله علي، فقلت: أنا أحمله عنك، قال: احمله علي، مرتين أو ثلاثاً كل ذلك أقول: أنا أحمله عنك، فقال لي في آخر ذلك: أنت تحمل عني وزري يوم القيامة، لا أم لك! فحملته عليه، فانطلق وانطلقت معه نهرول، حتى انتهينا إليها، فألقى ذلك عندها، وأخرج من الدقيق شيئاً فجعل يقول لها: ذري علي، وأنا أحرك لك، وجعل ينفخ تحت القدر وكان ذا لحية عظيمة فجعلت أنظر إلى الدخان من خلل لحيته حتى أنضج وأدم القدر ثم أنزلها، وقال: ابغني شيئاً، فأتيته بصفيحة فأفرغها فيها، ثم جعل يقول: أطعميهم، وأنا أسطح لك، فلم يزل حتى شبعوا، ثم خلى عندها فضل ذلك، وقام وقمت معه، فجعلت تقول: جزاك الله خيراً! أنت أولى بهذا من أمير المؤمنين! فيقول: قولي خيراً، إنك إذا جئت أمير المؤمنين وجدتني هناك إن شاء الله، ثم تنحى ناحية عنها، ثم استقبلها وربض مربض السبع، فجعلت أقول له: إن لك شأنا غير هذا، وهو لا يكلمني حتى رأيت الصبية يصطرعون ويضحكون ثم ناموا وهدؤوا، فقام وهو يحمد الله ثم أقبل علي فقال: يا أسلم، إن الجوع أسهرهم وأبكاهم، فأحببت ألا أنصرف حتى أرى ما رأيت منهم. انتهى.

وفي الطبقات الكبرى لابن سعد: أن أبا هريرة كان يقول يرحم الله ابن حنتمة يعني عمر لقد رأيته عام الرمادة وإنه ليحمل على ظهره جرابين وعكة زيت في يده وإنه ليعتقب هو وأسلم فلما رآني قال: من أين يا أبا هريرة، قلت: قريباً قال فأخذت أعقبه فحملناه حتى انتهينا إلى صرار فإذا صرم نحو من عشرين بيتاً من محارب فقال عمر: ما أقدمكم قالوا الجهد، قال: فأخرجوا لنا جلد الميتة مشوياً كانوا يأكلونه ورمة العظام مسحوقة كانوا يسفونها فرأيت عمر طرح رداءه ثم اتزر فما زال يطبخ لهم حتى شبعوا وأرسل أسلم إلى المدينة فجاء بأبعرة فحملهم عليها حتى أنزلهم الجبانة ثم كساهم وكان يختلف إليهم وإلى غيرهم حتى رفع الله ذلك. انتهى.

وفي الطبقات أيضاً عن عيسى بن معمر قال: نظر عمر بن الخطاب عام الرمادة إلى بطيخة في يد بعض ولده فقال بخ بخ يا ابن أمير المؤمنين تأكل الفاكهة وأمة محمد هزلى فخرج الصبي هارباً وبكى. انتهى.

وروى ابن الجوزي في صفة الصفوة عن ابن عمر قال: قدمت رفقة من التجار فنزلوا المصلى، فقال عمر لعبد الرحمن: هل لك أن تحرسهم الليلة من السرق؟ فباتا يحرسانهم ويصليان ما كتب الله لهما، فسمع عمر بكاء صبي فتوجه نحوه فقال لأمه: اتقي الله وأحسني إلى صبيك، ثم عاد إلى مكانه فسمع بكاءه فعاد إلى أمه فقال لها مثل ذلك؟ ثم عاد إلى مكانه فلما كان من آخر الليل سمع بكاءه فأتى أمه فقال لها: ويحك ما لي أرى ابنك لا يقر منذ ليلة؟ قالت: يا عبد الله قد أبرمتني منذ الليلة إني أريغه عن الفطام فيأبى، قال: ولم؟ قالت: لأن عمر لا يفرض إلا للفطم، قال: وكم له؟ قالت: كذا وكذا شهراً، قال: ويحك لا تعجليه فصلى الفجر وما يستبين الناس قراءته من غلبة البكاء فلما سلم قال: يا بؤسا لعمر، كم قتل من أولاد المسلمين، ثم أمر منادياً فنادى أن لا تعجلوا صبيانكم على الفطام فإنا نفرض لكل مولود في الإسلام وكتب بذلك إلى الآفاق أن يفرض لكل مولود في الإسلام.

وعن زيد بن أسلم عن أبيه قال: كان عمر يصوم الدهر وكان زمان الرمادة، إذا أمسى أتى بخبز قد ثرد في الزيت إلى أن نحروا يوماً من الأيام جزوراً فأطعمها الناس وغرفوا له طيبها فأتى به فإذا قدر من سنام ومن كبد فقال: أنى هذا؟ قالوا: يا أمير المؤمنين من الجزور التي نحرنا اليوم، قال: بخ بخ، بئس الوالي أنا إن أكلت أطيبها وأطعمت الناس كراديسها، ارفع هذه الجفنة هات لنا غير هذا الطعام، فأتى بخبز وزيت فجعل يكسر بيده ويثرد ذلك الخبز ثم قال: ويحك يا يرفأ ارفع هذه الجفنة حتى تأتي بها أهل بيت بثمغ فإني لم آتهم منذ ثلاثة أيام وأحسبهم مقفرين فضعها بين أيديهم.



اعذرونى على الاطالة ..
لكن لا تكفى عدة مجلدات للاسترسال فى سيرة الفاروق رضى الله عنه ..
واشكرك اختى الكريمة على اتاحة هذه الفرصة ..
بارك الله فيك ..




المصدر .. اسلام ويب ..


 
التعديل الأخير تم بواسطة صلاح سليم ; 17-02-2012 الساعة 01:55 AM

رد مع اقتباس