عضـو مُـبـدع
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1646
|
تاريخ التسجيل : 05 2002
|
أخر زيارة : 16-09-2014 (01:24 PM)
|
المشاركات :
711 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الحب
( والذين امنوا أشد حبا لله )
الحب علي المحبين فرض , وبه قامت السموات والأرض , من لم يدخل جنة الحب , لن ينال القرب , بالحب عبد الرب , وترك الذنب , وهان الخطب , واحتمل الكرب .
عقل بلا حب لا يفكر ,وعين بلا حب لا تبصر , وسماء بلا حب لا تمطر , وروض بلا حب لا يزهر , وسفينة بلا حب لا تبحر , بالحب تتالف المجرة , وبالحب تدوم المسرة , وتشدو الطيور بالنغمة , أرض بلا حب صحراء , وحديقة بلا حب جرداء , ومقلة بلا حب عمياء , وأذن بلا حب صماء .
بالحب ترضع الأم وليدها , وتروم الناقة وحيدها. بالحب يقع الوفاق , والضم والعناق , وبالحب يعم السلام , والمودة والوئام .
الحب هو بساط القربي بين الأحباب , وهو سياج المودة بين الأصحاب . بالحب يفهم الطلاب كلام المعلم , وبالحب يسير الجيش وراء القائد ويتقدم , وبالحب تذعن الرعية , ويعمل بالأحكام الشرعية , تصان الحرمات , وتقدس القربات .
بيت لا يقوم علي الحب مهدوم ,جيش لا يحمل الحب مهزوم .
لكن أعظم الحب وأجله, ما جاءت به الملة ,أجمل كلمة في الحب قول الرب (يحبهم ويحبونه ) . فلا تطلب حبا دونه .
أحب امرؤ القيس فتاة ، وأحب أبو جهل العزى ومناة ، وأحب قارون الذهب ، وأحب الرئاسة أبو لهب ، فأفلسوا جميعا ، لأنهم أخطؤوا خطأً شنيعا ,أما حب بلال بن رباح ، فهو البر والصلاح .سحب على الرمضاء ، فنادى رب الأرض والسماء ، انبعث من قلب المحب أَحدٌ أَحد ، لأن في القلب إيماناً كجبل أُحد .
مهر الجنة عند بلال السنة ، ركعتان ودمعتان.الحب لا يعترف بالألوان ولا_بالاوطان , والدليل بلال وسلمان , بلال أبيض القلب أسود البشرة , فصار بالحب مع البررة , وأبو لهب بالبغض ليس من أهل البيت , وسلمان نال بالحب جائزة (( سلمان منا أهل البيت ))
دعني من حب مجنون ليلى ، ومحبوب سلمى ، ومعشوق عفرا ، فلطالما لطخت بأشعارهم الطروس ، وضاقت بأخبارهم النفوس ، وخدعت بقصائدهم الأجيال ، واتبعهم الضلال .
حدثني عن أنباء الأنبياء ، وهم من أجل حب الرب يهجرون الآباء والأبناء .
فإبراهيم يتبرأ من أبيه ، ونوح من بنيه ، وامرأة فرعون تلغي بنفسها عقد النكاح ، لأن البقاء مع الكافر سفاح .
هذا هو عالم الحب بتضحياته ، بأفراحه وأتراحه ، وهو حب يصلك برضوان مَنْ رضاه مطلب ، وعفوه مكسب .
امرؤ القيس يصيح في نجد ، وقد غلبه الوجد ، قفا نبكِ فإذا بكاؤه على الأطلال ، وإذا دموعه تسفح على الرمال ، إنه هيام العقل بلا وازع ، وحيرة الإنسان بلا رادع .ورسولنا عليه الصلاة والسلام يذوق الويلات , ويعيش النكبات , ثم ينادي مولاه في مناجاة واخبات , ويقول (( لك العتبي حتي ترضي))
لا تضع عمري بشعر طرفة بن العبد، وهو يشكو الحب والصد ، حب ماذا ، يا هذا_
أما علمت أن أحد الأنصار , كان يقرأ (( قل هو الله أحد )) بتكرار , فسئل عن المقصود , قال :لان فيها مدح المعبود , ,انا أحب تلك البنود ,فدخل الجنة بالمحبة , لان الله أحبه .
أخرجونا يا قوم من ظلمات عشق الأعراب ، والهيام في الأهداب ، فكل ما فوق التراب تراب ، وأدخلونا في عالم الحب الراقي ، والدواء الواقي ، الذي تطير له الأرواح، وتهتز له الأشباح ، في ملكوت الخلود ، وعلى بساط رب الوجود .
دع حب هؤلاء فإنهم مرضى ، وتعال إلى الواحد وناد (( وعجلت اليك رب لترضي )) .
حمزة سيد الشهداء يمزق الحب تمزيقا ، وأنتم تهيمون بروايات غراميّة لفقت تلفيقا ، نقول حدثونا عن الحب عند ابن عباس ، فتذكرون لنا عشق أبي نواس ، كفى جفاء ، فأمّا الزبد فيذهب جُفاء .
حب طلحة والزبير ، أعظم من حب شكسبير ، لأن حبهم سطر في بدر لمرضاة القوي العزيز ، وحب شكسبير كتب في شوارع لندن لمراهقي الإنجليز .
إن كنت يا شاعر الغرب كتبت رواية الحب بالحبر ، فالصحابة سجلوا قصص المحبة بدم الصبر .
لا تدري ربما عذبت بحبك ، وكتب عنك عند ربك ، هذا فراق ما بيني وبينك ، ونحن نسمع من أجل امرأة بكاءك وأنينك .
علمني الحب من سورة الرحمن ، ولا تكدر خاطري بهيام يا ظبية البان . أنا ما أحب لغة العيون ، ولكن أحب لغة القلوب ,
الحب الصادق في جامعة ((إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ ))
والغرام الرخيص في مسرح الفنانين والفنّانات . استعرض نصوص الحب في وثيقة الوحي المقدس ، لترى فيها حياة الأنفس ، الحب الأرضي يقتل الإنسان بلا قيمة ، والحب السماوي يدعو العبد إلى حياة مستقيمة ، ليجد فضل الله ونعيمه
وإن تعجب فعجب أن ترى شاعراً بائسا ، يشكو طللاً دارسا ، فهو يبكي من نار الغرام ، ويشكو ألم الهيام , ، ولو سافرت روحه في عالم الملكوت ، لصار وحبه عنده كالقوت . لو أدرك عنترة الاسلام ما كبا , وما قال : اذكري يا عبل أيام الصبا .
جرير يشكو العيون السود ، وبشار يشكو الصدود ، والشريف الرضي يشكو فتنة الخدود ، وكأن الحياة لديهم اختصرت في امرأة حسناء ، وكأن العمر يتسع لهذا الهراء ، ويحسبون أن الناس من أجلهم تركوا المنام ، وهجروا الطعام ، إذا افتخرنا على الغرب بأن لدينا نساء حسناوات ، وفتيات فاتنات ، قالوا لنا : عندنا في ذلك مسارح ومسرحيات ، ومغامرات وغراميّات . لكن فخرنا على الناس أن لدينا رسالة ملأت الكون نورا ، والعالم حبورا ، والدنيا طهورا .
|