عرض مشاركة واحدة
قديم 11-03-2012, 10:00 AM   #5
واثقة بالله
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية واثقة بالله
واثقة بالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 26107
 تاريخ التسجيل :  10 2008
 أخر زيارة : 18-06-2013 (07:29 PM)
 المشاركات : 9,896 [ + ]
 التقييم :  183
لوني المفضل : Cornflowerblue


الناسُ حالَ المصيبةِ على مراتبَ أربعٍ:

الأولى:

التسخُّط
ُ، وهوَ إمَّا أنْ يكونَ بالقلبِ؛ كأنْ يَسْخَطَ على رَبِّهِ، ويغْضَبَ على ما قَدَّرَ اللهُ عليهِ، وقدْ يُؤَدِّي إلى الكفرِ، قالَ تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ} وقدْ يكونُ باللِّسَانِ؛ كالدُّعاءِ بالوَيْلِ والثُّبُورِ، وما أشبهَ ذلكَ، وقدْ يكونُ بالجَوَارحِ؛ كلَطْمِ الخُدُودِ، وشقِّ الجيوبِ، ونَتْفِ الشُّعورِ، وما أشبهَ ذلكَ.


الثانيَةُ:

الصبرُ، وهوَ كما قالَ الشاعرُ:


الـصَّبـْرُ مِثْلُ اسمِهِ مُرٌّ مَذاقتُهُ لَكِنْ عَوَاِبُهُ أحلَى مِن العسلِ

فَيَرَى الإنسانُ أنَّ هذا الشيءَ ثقيلٌ عليهِ ويكْرَهُهُ، لكنَّهُ يتحمَّلُهُ ويتَصَبَّرُ، وليسَ وُقُوعُهُ وعدَمُهُ سواءً عندَهُ، بلْ يَكْرَهُ هذا، ولكنَّ إيمانَهُ يَحْمِيهِ مِن السَخَطِ.

الثالثةُ:

الرِّضا،وهوَ أعلى مِنْ ذلكَ، وهُوَ: أنْ يكونَ الأمرانِ عندَهُ سواءً بالنسبةِ لقضاءِ اللهِ وقدَرِهِ، وإنْ كانَ قدْ يَحْزَنُ من المصيبةِ؛ لأنَّهُ رَجُلٌ يَسْبَحُ في القضاءِ والقدرِ، أيْنَمَا يَنْزِلُ بِهِ القضاءُ والقدرُ فهوَ نازلٌ بِهِ على سَهْلٍ أوْ جَبَل، إنْ أُصِيبَ بنعمةٍ، أوْ أُصِيبَ بضِدِّها؛ فالكلُّ عندَهُ سواءٌ؛ لا لأنَّ قَلْبَهُ ميِّتٌ، بلْ لِتَمَامِ رِضَاهُ برَبِّهِ سبحانَهُ وتعالى، يتقلَّبُ في تصَرُّفَاتِ الرَّبِّ عزَّ وجلَّ، ولكنَّها عندَهُ سواءٌ؛ إذْ إنَّهُ ينظرُ إليها باعتبارِهَا قضاءً لِرَبِّهِ، وهذا الفرْقُ بينَ الرِّضا والصبرِ.

وتفسيرُ علقمةَ هذا مِنْ لازمِ الإيمانِ؛ لأنَّ مَنْ آمَنَ باللهِ عَلِمَ أنَّ التقديرَ مِن اللهِ فيرضَى ويُسَلِّمُ، فإذا عَلِمَ أنَّ المصيبةَ مِن اللهِ اطْمَأَنَّ القلبُ وارْتَاحَ، ولهذا كانَ منْ أكبرِ الراحةِ والطُّمَأْنِينَةِ: الإيمانُ بالقضاءِ والقدرِ.



الرابعةُ:

الشكرُ، وهوَ أعلى المراتبِ، وذلكَ: أنْ يشْكُرَ اللهَ على ما أصابَهُ مِنْ مصيبةٍ، وذلكَ يكونُ في عبادِ اللهِ الشاكرينَ، حينَ يرى أنَّ هناكَ مصائبَ أعظمَ منها، وأنَّ مصائبَ الدُّنيا أهونُ منْ مصائبِ الدينِ، وأنَّ عذابَ الدُّنْيا أهونُ منْ عذابِ الآخرةِ، وأنَّ هذهِ المصيبةَ سببٌ لتكفيرِ سَيِّئَاتِهِ، ورُبَّما لزيادةِ حسناتِهِ؛ شَكَرَ اللهَ على ذلكَ.

قالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ((مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ هَمٍّ وَلاَ غَمٍّ وَلاَ شَيْءٍ إِلاَّ كُفِّرَ لَهُ بِهَا، حَتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُهَا)) كما أنَّهُ قدْ يَزْدَادُ إيمانُ المرءِ بذلكَ.


منقول من تهذيب القول المفيد لفضيلة الشيخ:صالح بن عبدالله العصيمي ..





جزاك الله خير اختي الكريمة على مانقلتي ,, وجعلنا واياكم من الصابرين ..


 
التعديل الأخير تم بواسطة واثقة بالله ; 11-03-2012 الساعة 10:08 AM

رد مع اقتباس